بعد أن حظي المعارض الموريتاني محمد بوعماتو في خصومته مع الحكومة المغربية بتضامن المعارضة بجميع مكوناتها، ازداد عدد المتضامنين معه اليوم.
فقد أعلنت المعلومة بنت الميداح، أشهر فنانات موريتانيا في حفل فني وسياسي كبير نظمته الأحد في منزلها، عن إطلاقها أغنية سياسية جديدة اشتملت على “تضامن قوي مع رجل الأعمال الموريتاني محمد ولد بوعماتو في المؤامرة الإقليمية التي يتعرض لها”، حسب قولها، والتي “اتضحت من خلال الاتهامات التي وجهتها له الحكومة المغربية قبل أيام”.
وأوضحت الفنانة “أن أغنيتها التي عنونتها بـ”أمنين” (تعني باللهجة المحلية: أين؟)، تشتمل على تكريم لمناضل وطني قدم تضحيات جسيمة لبلاده، فصودرت أمواله ومنع من دخول بلاده طيلة عقدين من الزمن، وأخيرا أبرمت صفقات من التآمر الإقليمي ضده، لا مبرر لها”، حسب تعبيرها.
وأشارت الفنانة وعضو مجلس الشيوخ المنحل إلى أنها قررت “تكريم رجل الأعمال للفت الانتباه إلى أن النخب الموريتانية لديها وجهة نظر أخرى إيجابية وحقيقية حوله”، مشيدة بآثار أعماله الخيرية داخل المجتمع الموريتاني.
وفي سياق التضامن مع المعارض بوعماتو، قالت أسبوعية “لكالام” أعرق الصحف الموريتانية في افتتاحية خصصتها له في عددها الصادر الأحد أن سمعة المملكة المغربية تأثرت “بعد اتهامها لبوعماتو بتزوير ونشر جواز سفر باسم بدر نجل الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وهذا مستغرب لأن المملكة المغربية لم تكن تقبل أبدا أن تملى عليها الطرق التي تعامل بها أصدقاءها في موريتانيا وهم كثيرون وقد تعروا بعد بيان الخارجية المغربية الذي يتهم رجلا بحجم محمد بوعماتو بتزوير جواز سفر لابن الرئيس، وهو عمل يدخل ضمن ألعاب الأطفال التي يمكن لأي فني يتقن المعلوماتية أن يقوم به وبكل سهولة”.
وأضافت الصحيفة: “الصحيح هو أن ما ذكرته الخارجية المغربية هو إعادة نشر لصور الجواز لأن صور هذا الجواز بالذات سبق أن نشرت على الإنترنت قبل سنتين أو ثلاث دون أن يعيرها أحد أي اهتمام”.
“لكن المغرب”، تضيف الصحيفة، “يخوض حاليا سباقا محموما مع الجزائر للحصول على امتيازات الدخول إلى سوقنا المحلية، وقد وجدت الحكومة المغربية فرصة تودد للنظام فانتهزتها بتوجيه تهم لمعارض شهير من أجل توريطه بأكثر الاتهامات مدعاة للسخرية”.
وزادت الصحيفة: “لقد رد محامي بوعماتو سريعا على التهم المغربية موضحا أن موكله ينفي هذه الاتهامات الكاذبة، ومؤكدا أنه لم ينشر الصور التي ذكرها المغاربة وأنه يتحدى من يثبت عكس ذلك”.
“إن اشتمال بيان الخارجية المغربية (يمكن أن ندرجه ضمن نقص تجربة الوزير)، على اسم محمد بوعماتو، يهدف إلى منح القضية طابعا رسميا وإلى إظهار أن ولد عبد العزيز قد انتصر وأن خصمه أصبح ممنوعا من دخول أرض أجدادهم المشتركين”، مضيفة “أن بوعماتو سبق له أن أقام في المغرب ست سنوات واستثمر فيها ويتوفر على رأسمال مهم كما أنه ظل يحترم قوانين المغرب”.
وأوضحت الصحيفة “أن ولد بوعماتو الذي هو معارض معلن لنظام نواكشوط ظل ممتنعا عن الإدلاء بأي تصريح أو إصدار أي بيان قد يسيء للعلاقات المغربية الموريتانية؛ فلم يطلق نداءه الشهير لمقاومة ديكتاتورية ولد عبد العزيز إلا في أغسطس الماضي انطلاقا من محل إقامته الجديد في أوروبا، وبعد أن قرر مغادرة الأرض المغربية ليجد مكانا واسعا للقيام بنضاله ضد نظام ولد عبد العزيز”. وأضافت: “هل سيساهم قرار المغرب ضد بوعماتو في تخليص العلاقات الموريتانية المغربية من توترها المزمن؟ أم أن القرار سيرفع فقط، مستوى المزايدات؟”.
“القدس العربي”