موريتانيا تتضامن مع الرياض ومدونوها يستغربون

8 أغسطس, 2018 - 09:19

 استغرب مدونون موريتانيون، أمس، انحشار حكومتهم في الأزمة الدبلوماسية التي انفجرت، الإثنين، بين الحكومتين السعودية والكندية بعدما انتقدت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند اعتقال السلطات السعودية نشطاء في المجتمع المدني السعودي، وطالبت بالإفراج عنهم فورًا.
وطالبت حكومة نواكشوط في بيان وزعته الخارجية الموريتانية، أمس، كندا بسحب التصريح غير المسبوق الذي صدر عن الوزيرة كريستيا فريلاند، معربة عن «تضامن موريتانيا وتعاطفها الكامل مع المملكة العربية السعودية قيادة وشعبًا».
«إن الجمهورية الإسلامية الموريتانية تعتبر التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان بذريعة زائفة-الدفاع عن حقوق الإنسان- أمرًا غير مقبول ويتنافى مع العرف الدبلوماسي والعلاقات الدولية»، أضاف البيان.
وأكد البيان «أن تدخل كندا في الشأن السعودي لا يخدم السلم والأمن الدوليين، بل بالعكس، يمكن أن يهدد الأمن والاستقرار، فلذا تفاجأنا بما قامت به وزيرة الشؤون الخارجية الكندية والسفارة الكندية في المملكة العربية السعودية الشقيقة من تدخل سافر في قضايا ما زالت أمام القضاء وإعطائها أوامر بالإفراج الفوري عن موقوفين أمام القانون في بلد ذي سيادة».
ولم يتقبل نشطاء التدوين في موريتانيا موقف حكومتهم من النزاع السعودي الكندي، حيث كتب المدون البارز، محمد محفوظ ولد أحمد، متسائلًا في سخرية «ماذا أصاب المملكة؟ هذا الطفل (محمد بن سلمان) يحتاج لدرس في الجغرافيا حتى يعلم أن كندا ليست «دويلة» إفريقية تتملق المملكة مقابل «قريشات» معدودة أو تذاكر حج بهدايا خاصة، أيضًا وباختصار، كندا ليست قطر!!».
«حوالي ثمانية آلاف طالب ومتدرب سعودي مبتعثين إلى كندا، يضيف المدون، سيعبث بهم هذا الطفل وسيرغمون على مغادرة كندا فورًا، بسبب نزوة غضب من كلمة حق كندية».
وأضاف: «لكن هناك بوادر تضامن أمريكي وأوروبي مع كندا يثير رعب الرياض، لأنها ببساطة ستبتلع الكبرياء الزائفة وتضع أصابعها الخمسة على فمها».
وقال: «السعودية» في الظاهر غاضبة من تدخل كندا في «شؤونها الداخلية» ولكنها اليوم هددت بتأييد انفصال إقليم «كيبك»، وتأييد حقوق الإنسان في كندا!!».
وعلق المدون النشط، محمد الأمين محمد، على الحادثة قائلًا: «عندما يتولى الغلمان أمر العباد وشؤونهم الدينية والدنيوية فمصير الأمة إلى زوال».
وكتب المدون محمد يحيى محمود: «تصرفات هذ الولد توحي بأنه ما زال غلامًا غرًا ولا يمكنه أن يقود بلدًا».
وانتقد الدكتور الشيخ معاذ موقف الحكومة الموريتانية من الخلاف السعودي الكندي، حيث أكد في تدوين له أمس «أن علاقات موريتانيا وكندا بدأت منذ العام 1968 وقد قدم التعاون الكندي وما زال الكثير لموريتانيا، وتدخل في إنجاز مشاريع تنموية عديدة في مجالات التعليم والمعادن والتجارة، وللسعودية أيضًا أياد بيضاء علينا، فمتى نحسن مسك العصا من الوسط؟ ومتى نأخذ الدرس من غيرنا؟».
«قطعنا علاقاتنا بقطر من أجل السعودية، يضيف المدون، في الوقت الذي رفضت فيه دول عديدة ذلك واحترمتها الرياض أكثر من احترامها لنواكشوط اليوم».
وأضاف: «اليوم ها نحن نعرّض ببلد صديق من أجل السعودية ومصلحتنا قطعًا تقول إن المحافظة على علاقات حسنة مع الجميع أكثر نفعًا من تخندق مؤقت سنجني نحن شوكه ويمتص أصحابه العنب عندما ينتهي».
«فأي سياسة هذه التي جعلتنا ذنبًا تابعًا لبلد آخر، نسالم بسلمه ونجافي بجفائه، وأين هي «السيادة» في كل ذلك؟».

«القدس العربي»