قيادي اسلامي جزائري : لا نزايد على حكومتنا في الأمن والخارجية (مقابلة)

23 يوليو, 2018 - 22:51

 قال رئيس حركة البناء الوطني الجزائرية عبد القادر بن قرينة إن الحركة لا تزايد على الدولة في مجال الأمن والعلاقات الخارجية، مؤكدًا تبني الحركة لمقاربات السلطة في هذين المجالين.

وأضاف بن قرينة في مقابلة مع الأخبار، أن سقف حركة البناء التي يرأسها في مجال الأمن والعلاقات الخارجية لا يتجاوز سقف الدولة، مشيرا إلى أن ذلك يدخل ضمن المصلحة الوطنية الواضحة والمتفق عليها.

كما شدد على أن حركة البناء تشعر بارتياح كبير "لإعادة النظر في العقيدة العسكرية للجيش الجزائري في إطار ما وضحته المؤسسة العسكرية من مبادئ"، متهمًا مراكز دراسات بأنها تصدر توجيهات من أجل التدخل في شؤون البلاد.

وقال القيادي الإسلامي بالجزائر إن القرارات السيادية للجزائر تحفظ أمن واستقرار البلد، مؤكدًا الانسجام مع عقيدة المؤسسة العسكرية الجزائرية ومع نبذ التدخل الخارجي واختراق السيادة الوطنية لأي بلد.

وهذا نص المقابلة:

الأخبار: بداية نسأل عن آخر جهود المصالحة لجمع التيارات الإسلامية في الجزائر؟

بن قرينة: باسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله،

أولا أشكركم على إتاحة الفرصة للحديث مع قطاع واسع من متابعي وكالتكم التي أثبتت أنها صاحبة سبق في كثير من القضايا التي تهم الشأن العام خاصة في منطقة المغرب العربي ومنطقة الساحل والصحراء.

حن خرجنا في حركتنا من مؤتمر قبل حوالي ثلاثة أشهر بمحاور أساسية، المحور الأول: دعم التنافسية، والمحور الثاني: حماية مكونات الخصوصية، والمحور الثالث: الحوار والشراكة، والمحور الرابع: محور الاتحادات والاندماج.

حركتنا سعت في الفترة الأخيرة لبناء ذاتها وإرساء قواعد العمل وتقاليده وبناء مؤسسات الحركة إلى غيرها من الأمور الداخلية، إلا أن هذا لم يمنعنا أبدا من التفاعل مع الشأن السياسي العام وقضايا الأمة وعلى أرسها القضية الفلسطينية التي نعتبرها هي القضية المركزية الأولى للأمة، مع تفاعلنا مع القضايا التحررية ومنها قضايا تصفية الاستعمار ومن بينها قضية الصحراء الغربية.

المحور الثاني وهو محور الحوار والشراكة، قد أطلقت الحركة نتيجة الواقع الذي تعيشه الدولة الجزائرية والتربصات المحدقة بالبلد نتيجة عدم الاستقرار الذي تعيشه ساحة المغرب العربي ومنطقة الساحل والصحراء نتيجة الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها كل المنظومة البترولية، وكل الدول التي اعتمد اقتصادها على الريع النفطي.

نتيجة كل هذا وإدراكنا لكل التحديات سواء الداخلية، السياسية والاقتصادية والاجتماعية أو التحديات الخارجية أو بعض الملفات الأساسية التي من بينها ملف الهجرة غير الشرعية وتنقلات الأفارقة والمغاربة بصفة عامة باتجاه شمال المتوسط ظنا منهم بأنها بحبوحة للديمقراطية والمال والعيش الرغد.

ندرك بأن حجم التحديات كبير وأطلقت الحركة مبادرة سياسية لتقريب وجهات النظر بين فرقاء الساحة السياسية من أجل البحث عن قواسم مشتركة هدفها حماية الدولة ودعم مكتسبات الأمن والاستقرار والمساهمة في حماية ودعم المصالحة في محيطنا الإقليمي.

الأخبار: ذكرتم قضية الصحراء وحق الشعوب في تقرير مصيرها، هل للإسلاميين في الجزائر ما يميز موقفهم من قضية الصحراء عن موقف الحكومة الجزائرية؟

بن قرينة: نحن في حركة البناء الوطني في مجال العلاقات الخارجية سقفنا هو تحت سقف الدولة في مجال الأمن هو سقف الدولة أيضا، لا نزايد على الدولة في المجال الأمني ولا في العلاقات الخارجية، كل ذلك في إطار المصلحة الوطنية الواضحة والمتفق عليها، فما دامت المصلحة الوطنية هي واضحة ومتفق عليها بين شركاء السياسة والسلطة فسقفنا هو سقف الدولة ولا نزايد عليها في هذين المجالين، لا سيما العلاقات الخارجية والأمن.

ولذلك نتبنى كل الاتفاقيات الدولية ونحن جزء من المجتمع الدولي، نحترم الشرعية الدولية.

 قضية الصحراء الغربية موجودة في الأمم المتحدة كقضية تصفية استعمار، ولذلك نحن لسنا منسجمين مع الحكومة الجزائرية وإنما منسجمين مع لوائح الحزب التي تؤمن بمبادئ الشرعية الدولية، وهذه القضية هي الآن مطروحة على مجلس الأمن وهي جزء من قضية تصفية استعمار.

الأخبار: هناك أيضا التحدي الإرهابي، هناك قوة مشتركة في الساحل، موقفكم من هذا الحراك العسكري، الجزائر كما تعلمون خارج القوة وضد التدخل الأجنبي في السياسيات الدولية في ليبيا وغيرها، ما هو موقفكم من هذه القوة؟

بن قرينة: نحن في حركة البناء نشعر بارتياح كبير لإعادة النظر في العقيدة العسكرية للجيش الجزائري في إطار ما وضحته المؤسسة العسكرية من مبادئ وننظر بقلق شديد لمقالات تكتب هناك وهناك، خاصة في مراكز دراسات عديدة توجه إلى إعادة النظر في هذه العقيدة من أجل التدخل في الشأن الخارجي، كل دولة هي حرة في اتخاذ القرارات السيادية التي تخصها، خاصة تلك القرارات التي تحفظ أمن واستقرار ذلك البلد، خصوصا شركاءنا في الساحل والصحراء الذين انخرطوا في هذه القوة العسكرية، لكننا في حركتنا ننظر بأننا منسجمين مع رؤيتنا مع عقيدة المؤسسة العسكرية في عدم التدخل في الشأن الخارجي، نحن نأخذ بيد المساعدة لأي قريب أو أي صديق أو أي من دول الجوار من أجل دعم المصالحة من أجل نبذ التدخل الخارجي واختراق السيادة الوطنية لأي بلد، ولكننا لا ننخرط كحركة ولا نحبذ أي تدخل أجنبي في شأن بلدان ولا في شأن أي دولة من الدولة التي نكن لها كل الخير، قناعتنا أن التدخل الخارجي لا يأتي مطلقا بأي خير.

الأخبار: بالنسبة للعلاقات بين موريتانيا والجزائر كيف تقيمونها الآن؟

بن قرينة: أولا نتقدم بالشكر للحكومة الموريتانية ولرئيس الدولة كونه استجاب لنبض الشارع وانسجم مع موروثه الذي تربى عليه في غلق سفارة الكيان الصهيوني.

ما يجمع موريتانيا والجزائر تاريخ ومصير مشترك قبائل متداخلة وأبناء عمومة موجودين قبل وبعد هذه الحدود امتزاج مزجت بينه مباركة يد الرحمن أو كما يقول الإمام محمد باديس: "ما جمعته يد الرحمن لا تفرقه يد الشيطان".

كنا نشعر بقلق شديد بأن وجود سفارة الكيان الصهيوني هي يد شيطان ستفرق بين الساسة الجزائريين والموريتانيين وهي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تفرق بين الشعب الموريتاني والجزائري، نثمن عاليا الطريق الصحراوي الذي يفتتح خلال أسبوع بين موريتانيا والجزائر ونعتبر بأن هذه وصمة عار لأنه بين الأشقاء في موريتانيا والأشقاء في الجزائر يفتح الطريق، إلا أننا نثمن الآن ونشكر الإرادة السياسية الموجودة بين البلدين ونتقدم بالشكر للسفير الجزائري الذي كان دينامو هذا البعد الاستراتيجي لفتح الطريق الذي سيربط مكونات وأبناء عمومة وتجارة واقتصاد وعلاقات اجتماعية.

كثير من القضايا لا زالت، لا سيما ما يتعلق بالإرهاب والجريمة المنظمة وملف المخدرات هو هم مشترك بين البلدين كشعوب وقيادات سياسية اتفقنا معها أو اختلفنا.

الأخبار: في كملتين، انطباعاتكم عن ملتقى القدس في نواكشوط وما الذي خرجتم به من هذا المؤتمر؟

بن قرينة: نحن جهات شعبية وصحيح أن الجهات الشعبية تؤثر في صناعة القرار، وتختلف من بلد إلى بلد ربما تسمع رأيها لصانع القرار، لا يخفى علينا التغلغل الصهيوني في المنطقة وهو خطر على الجميع، لذلك نحن نعتبر أنه في الجزائر تتفق الحكومة مع الشعب أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية وهو تحديد حقيقي لأمن واستقرار المنطقة.

القمة الاقتصادية التي كانت ستعقد السنة الماضية وأجهضت من طرف الحكومتين الجزائرية والجنوب إفريقية وضغوط الشعوب على هذه الدول، مثل هذه اللقاءات تعمق الوعي تزيد من تبادل الخبرات وارتباط الشعوب بقضيتها المركزية، كثير من الشعوب الإفريقية قد تظن نتيجة للساسة المستبدين بأن القضية الفلسطينية هي قضية العرب أو نتيجة للمستبدين، الذي حولوها من قضية العالم إلى قضية المسلمين، ثم قضية العرب، ثم قضية دول الطوق ودول الخليج حتى ليست قضية المغرب العربي، فمثل هذه الملتقيات تعمق الوعي بهذه القضية ويتبادل خبراء القضية تجاربهم.

الأخبار: شكرا جزيلا لكم