حديث السياسة هذه الأيام محوره قضية ولد بوعماتو ونقوده حيث يشاع إن شررها يتطاير في كل ناحية فنال او الصق بمعارضي النظام خاصة غير المحترفين للسياسة كولد غدة وصحفيي الوسط. والحقيقة أن رجل الإعمال ولد بوعماتو قد ظهر في موريتانيا كفاعل خير أكثر مما هو رجل سياسي واقتصادي، لكن يقال أيضا ان سبب تواري هذا الدور الاقتصادي والسياسي لولد بوعماتو وانطفائه يعود الي تضخم كرة الثلج بينه وبين زعيم النظام السياسي الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
وقد ظهر الرجلين في الحملة الانتخابية التي آتت بولد عبد العزيز إلي كرسي الحكم كزميلين حميمين لكن أيام المودة ما لبثت أن قصرت ليظهر جفاء وخفوت في العلاقة بين الرجلين حيث تحولت الي صمت محير لم تنقشع غيومه الا بعد أن حط ولد بوعماتو الرحال في المغرب وبعد تفجر مشكلة الضرائب علي شركات ولد بوعماتو. وكان البعض ينتظر ان يذوب الجليد بين المال والسياسة خاصة بعد أن تحسنت العلاقات بين المغرب وموريتانيا نسبيا لكن الانتظار لم يدم طويلا إذا بالعلاقة بين رجل السياسة ورجل المال تلتهب علي صفيح ساخن ليتداول في الاوساط النشطة والمهتمة ان دراهم ولد بوعماتو ساهمت في عزوف الناخبين عن اندفاعهم في نجاح الدستور.
وهكذا يري البعض أن ولد بوعماتو أصبح المعارض الحقيقي بشكل جدي في كل الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية والايديولوجية،وان الحملة الأخيرة التي أدت إلي اعتقال السناتور ولد غده والتحقيق مع حوالي 30شخصية سياسية وإعلامية ليست إلا تجسيدا للتنافس والصراع بين ولد بوعماتو وولد عبد العزيز،وان هذا التصعيد ربما كان مؤشرا علي استحياء علي عملية تؤامرية لقلب الحكم، الشيء الذي يذكر بالصراع بين الرئيس التركي طيب اردوغان والداعية التركي فتح الله غولن وهما خريجا مدرسة الإخوان المسلمين،وقد ساهما معا في تمكن التيار الإسلامي من التجذر في تركيا وإضعاف خصومهم من العلمانيين. لكن فتح الله غولن.يمارس تأثيره من خلال البعد الفكري الذي تغلغل في الأوساط العلمية والثقافية ومعظم نخب الطبقة الوسطي. لم تظهر جماعة فتح الله غولن للعلن والإعلام إلا بعد محاولة الانقلاب علي نظام طيب اردوغان حيث اتهم فتح الله غولن بتدبير المحاولة الانقلابية فبعدت الشقة وطلبت الدولة التركية رسميا من الولاية المتحدة الامركية تسليمها فتح الله غولن ،
وشنت حملة واسعة لتصفية المؤسسات التعليمية في العالم الثالث وهذا هو نفس السناريو في موريتانيا حيث يروج ألان في الأوساط الإعلامية أن موريتانيا ستطلب من المغرب تسليمها محمد ولد بوعماتو. الفارق الوحيد بين القضيتين هو ان ولد بوعماتو رجل مال وأعمال،بينما يمثل فتح الله غولن رجل فكر وعلم وثقافة ولكنه ايضا رجل مال وظف ثروته في التعليم ونشر المعارف في العالم.