إلى رئيس "الحزب الحاكم" وإخوانه.. أي مرجعية ديمقراطية لديكم!

12 مارس, 2018 - 14:18

لا معنى لأي شيء حين تتطاول الأقزام المقزمة، على قلعة الفكر النير والحصيف، فكر البعث العظيم !

قرأت تدوينة رئيس حزب الاتحاد من اجل الجمهورية، سيدي محمد ولد محم، التي ألمح فيها بالإساءة إلى فكر وممارسة البعثيين السياسية، وتجاربهم الديمقراطية، ولإن كان هو كإخواني متنقل عبر دروب النفعية والارتزاق كعادة الاخوان في تماهيهم مع المشاريع الغربية المتصهينة والشعوبية الدينية واللائكية، لا يرقى إلى مستوى النقد الموضوعي لتجارب فكر البعثيين الذي قدموا منذ تأسيس حزبهم في أربعينيات القرن الماضي أروع الأفكار وأنجح التجارب، والتي جعلتهم عرضة للاستهداف من كل قوى الشر العالمية، من أمريكا والغرب الصهيوني وإيران الشعوبية الصفوية والشرق الإلحادي اللائكي، فإن من الواجب تذكير ولد محم بالحقائق التالية:

على ولد محم أن يتذكر أن خلفيته الفكرية اﻻخوانية ظلت تكفّر الممارسة الديمقراطية حتي مؤتمر الكويت 1989 المسمي مؤتمر المناهج ! وأن مثله الذي اختار أن يكون موضوع بحث تخرجه من المعهد العالي هو ( الحاكمية عند الخميني في نظام وﻻية الفقيه)!

ومثله ﻻ يمكن له أبدا أن يكون مزايدا على البعثيين الذين نصت أدبياتهم التأسيسية سواء في دستور 47 او خطابات المؤسسبن علي اختيار الديمقراطية كمنهاج حياة ، كما أن أول ممارسة من ،البعث الفعلي، للسلطة كانت بفوزه في اﻻنتخابات النيابية 1956 التي أفرز حكومة الوحدة مع مصر 1958 ، ما بقي علي اﻻخواني الخميني ولد محم ، إن كان في صحوه ،هو أن كل مرجعياته وممارساته ﻻ يمكن أن تتطاول علي البعث العظيم ، بدءا من مساره الذي ترعرع في أكناف أدبيات الخامنية الشعوبية، مرورا بنظام معاوية القمعي، او بقيادته للكتيبة البارلمانية التي قادت اﻻنقلاب العسكري علي أول انتخابات ديمقراطية توافقية عرفها البلد وبنفس الصيغة التي انقلب بها زملائه من اﻻخوان في سنة  1989في السودان علي أول تجربة ديمقراطية نزيهة عرفها ذالك القطر ، والتي ولدت نظام اﻻخوان اﻻستبدادي الذي يشكل نموذجا لمرجعية مفكرنا العظيم ، أم أن الممارسة التركمانية اﻻردغانية اﻻخوانية نموذج للديمقراطية التي يبرشر بها ،أم أن المرجعيات الفكرية للفاعلين السياسين الموريتانيين (اﻻخوان، الكادحون، الناصريون، أفلام، السلفيون ، العسكريون) فيها ما يمكن له أن يزايد علي البعثيون ؟!

ولا يمكن أن ينسى أن اخوان "معارضة لندن وواشطن" جاءوا على ظهر الدبابات الأمريكية مع الغزاة إلى بلاد الرافدين، يقودهم محسن عبد الحميد وطارق الهامشي، وها هم يشكلون نصف أعضاء الحكومة العميلة لأمريكا وإيران في العراق المحتل، وجاءوا مع بيرنار ليفي إلى بنغازي انتصارا لما سموه "حلف الفضول" لإسقاط نظام القذافي في ليبيا، وكانوا وقودا لربيع الصهيونية لإثارة القتل والدمار في الأرض العربية، وها هو شيخهم ما زال قابعا في محمية أمريكا قطر يكفر أنظمة العرب وشعوبها خدمة لماما أمريكا !

ولا يمكن أن يسنى أحد أن للإخوان ، إخوان ولد محم ومجموعته الاخوانية المسيطرة على "الحزب الحاكم" وهي معروفة للجميع، دورا كبيرا في إثارة الفتن والتحريض على الشعوبية والشرائحية والعنصرية خدمة لأجندات أسيادهم الغربيين!

فكيف يكون له ولا لجماعة جراءة الحديث عن تجارب من أي نوع، أحرى عن الديمقراطية والمراجعا الفكرية وهم من لولا أعناق النصوص الفقهية وحرفوا الكلم عن مواضعه ، ألم ينكروا حد الرجم، ألم يقتلوا ويتطاولوا على علماء الأمة، ألم يمتنعون عن إعلان الجهاد في فلسطين ؟!

أي عز سيناله الرئيس محمد ولد عبد العزيز، من قوم عرف يوما ان لحاهم أنبتت للكذب .. وأن رقيتهم "الشرعية" تسلل إلى دائرة الضوء !

 ونساءل يريد هل ولد محم ومجموعة الإخوان في الحزب الحاكم والنظام إثارة الصراعات الإيديولوجية والساسية، كما اثاروا النعرات العنصرية والشرائحية، للتغطية علي فشلهم في تسيير حزب المخزن؟

أم أن ولد محم في سكرة من أمره فأراد أن يتطاول علي البعث العظيم للفت الانتباه إلى شخصه القزم...! ...

ولكن؛ ألم يكن بإمكان ولد محم أن يرد على "حزب الصواب السياسي" دون أن يغمز أو يلمز جهرا في حق البعثيين .

ومن كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجر.

ولله الأمر من قبل ومن بعد

سيدي ولد محمد فال 

كاتب صحفي موريتانيا