موريتانيا: انطلاق المؤتمر الإسلامي تحت إشراف الوزير الأول

21 فبراير, 2018 - 19:39

نواكشوط: و.م.ا: أشرف الوزير الأول السيد يحيى ولد حدمين صباح اليوم الأربعاء بقصر المؤتمرات في نواكشوط على انطلاق فعاليات المؤتمر الإسلامي الدولي تحت عنوان: "واقع الأمة الإسلامية في ظل تحديات الغلو والتطرف العنيف".

ويشارك في مؤتمر نواكشوط: مقاربة فكرية لترسيخ قيم الوسطية والاعتدال عدد من العلماء ورواد الفكر والباحثين في مجال الخطاب الإسلامي وتعامله مع ظاهرة العنف والتطرف .

ويناقش المؤتمر على مدى يومين محاور تتعلق بالغلو والتطرف من المنظور الإسلامي والأمة الإسلامية وتحديات الغلو والتطرف والعولمة وتيارات العنف والتطرف والدولة المدنية في المنظور الإسلامي .

واكد الوزير الاول في بالمناسبة ان موريتانيا ادركت مبكرا مخاطر التطرف فبادرت الى تبني مقاربة رائدة في مكافحة التطرف العنيف من خلال قراء متروية وتشخيص دقيق لهذه الظاهرة والعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة لدى الشباب.

وفيما يلي نص كلمة الوزير الأول:

"بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام علي رسول الله وآله وصحبه أجمعين

السادة الوزراء،

السادة والسيدات المنتخبون،

السيد رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة

أصحاب الفضيلة العلماء

أصحاب السعادة السفراء،

ضيوفنا من الدول الشقيقة والصديقة

السادة والسيدات

يشرفني أن أفتتح المؤتمر الدولي المبارك الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، تحت عنوان: " واقع الأمة الإسلامية في ظل تحديات الغلو والتطرف".

وأغتنم هذه المناسبة لأرحب بضيوفنا الكرام من الدول الشقيقة والصديقة، متمنيا لهم مقاما هنيئا بين ظهرانينا.

إن تنظيم هذا المؤتمر يأتي استجابة موضوعية للتحديات الراهنة التي تواجهها أمتنا الإسلامية في ظل تنامي ظواهر الغلو والتطرف وما تخلفه من انحراف في سلوك الشباب وتعطيل لقدراته وما ينجم عنها من فت في عضد الأمة وخلخلة لأمنها واستقرار ها.

أيها السادة أيتها السيدات

لقد أدركت بلادنا مبكرا خطورة هذا الوضع، فبادرت إلى تبني مقاربة رائدة في مكافحة التطرف العنيف تنطلق من قراءة متروية لأسباب هذه الظاهرة وتشخيص دقيق لمختلف مظاهرها وصورها.

وباشرت انطلاقا من ذلك النهوض بمهمة تصحيح المفاهيم الخاطئة لدى الشباب خاصة، ونشر الخطاب الإسلامي الصحيح القائم على الاعتدال والتسامح والمجادلة بالتي هي أحسن، دون أن تغفل التعامل الصارم وبالوسائل الضرورية مع كل ما من شأنه أن يهدد أمن البلاد وسكينة المواطنين.

واستطاعت بذلك أن تبعد شبح التطرف عن حدودنا وتكشف زيف الدعاية المغرضة والتأويل السقيم لدى الغلاة والمرجفين، وترسم للأشقاء والأصدقاء منهجا فريدا في هذا المجال لم يترددوا في استحسانه والاقتباس منه وقبول التنسيق معنا على أساسه.

أيها السادة والسيدات

إن دواعي انعقاد هذا المؤتمر، كما ترون عديدة، ومراميه نبيلة، والمشاركون فيه نخبة من خيرة علماء الأمة. ولنا أن نتوقع منه، بناء على ذلك، نتائج قيمة تعمق تشخيص التحديات القائمة وتعين على تقديم المقترحات الناجعة الكفيلة بدرء المفاسد المترتبة عليها.

ولنا أن ننتظر من علمائنا الأجلاء كذلك أن يلقوا اليوم مزيدا من الأضواء الكاشفة على ما تطفح به المبادئ الإسلامية السامية من قيم السلم والتسامح والاعتدال والحوار وتكريم الإنسان خليفة الله في أرضه وعباده.

وفي الأخير أعلن على بركة الله افتتاح هذا المؤتمر متمنيا لكم التوفيق ولأعمالكم النجاح.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته".

وبدوره أكد وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي السيد أحمد ولد أهل داود أن إشراف الوزير الأول على افتتاح فعاليات هذا المؤتمر الإسلامي الدولي خير دليل على العناية المتميزة التي يوليها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز لهذا المؤتمر وحرصه الدائم على خدمة العمل الإسلامي وسعيه الدؤوب مع الأشقاء في الدول الإسلامية إلى تحصين المجتمعات من العنف والتطرف عبر ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال.

وأوضح أن التطرف الفكري هو نتاج للفهم الخاطئ للإسلام وتحريف لمقاصده المتنورة سعيا إلى تشويه المسلمين ونعت نهجهم القويم بالكراهية والعنف.

وقال إن هذا المؤتمر يتنزل في إطار التصدي لمثل الفهم الخاطئ وسعيا إلى نقاش أوضاع الأمة في ضوء ما يشهده العالم من انحراف فكري وتطرف عنيف سبيلا إلى إظهار قيم الإسلام الناصعة ومقوماته الحضارية وما تحتضنه من معاني وضاءة قوامها السلم والتسامح والتقارب وتبادل الآراء والتجارب حول الإكراهات التي تواجه الأمة وأنجع السبل لمواجهتها وتحليل أسباب ظاهرة الغلو والتطرف الغريبة على الإسلام والمسلمين وتفعيل دور الشباب واستنهاض همم العلماء وأصحاب الرأي وهيئات المجتمع المدني ليساهم الكل مساهمة معتبرة في الحد من هذه الظاهرة.

وتحدث الشيخ عبد الله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة عن المنهج الوسطي الذي يسعى الى تعزيز ثقافة التعايش السلمي في المجتمعات الانسانية والمسلمة واحياء القيم المشتركة كالسلم والرحمة والعدل.

وبين الشيخ ان الوسطية تسعى الى تصحيح المفاهيم باعتماد المنهجية العلمية الرصينة لمعالجة الفكر المأزوم وآثاره.

ودعا العلماء الى العمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة وتوضيح المنهج مشيرا الى انه قدم في هذا السياق منهجية كاملة في التعامل مع نصوص الشريعة الاسلامية.

واكد وزير الارشاد والاوقاف في جمهورية السودان السيد بوبكر عثمان على اهمية هذا المؤتمر في هذا الظرف الصعب على الامة الاسلامية مثمنا دور العلماء الشناقطة في نشر العلوم الشرعية في افريقيا والسودان بصفة خاصة اعتمادا على منهج وسطي للشريعة الاسلامية والفهم الصحيح للدين الاسلامي الحنيف.

وبين ان ظاهرة الغلو والتطرف ظاهرة دخيلة على الامة الاسلامية وعلى العلماء والمفكرين مواجهتها بنشر الفهم الصحيح للشريعة الاسلامية ولنصوصها الصريحة والواضحة، مبرزا ان مؤتمر نواكشوط سيكون نقطة تحول في دراسة ظاهرة الغلو والتطرف العنيف.

وثمن الامين العام المساعد لرابطة العالم الاسلامي السيد عبد الرحمن بن عبد الله الزيد تنظيم هذا المؤتمر في موريتانيا لدورها المتميز في مواجهة العنف والتطرف مستعرضا جهود رابطة العالم الإسلامي في ايضاح الصورة الناصعة للإسلام من خلال حضورها في المنتديات الدولية والشراكة مع عدد من الهيئات والمنظمات العاملة في هذا المجال آملا ان يقدم هذا المؤتمر رؤية اسلامية قوية وواضحة للتعامل مع ظاهرة الغلو والتطرف .

ومن جهته أكد السيد هايل داوود وزير الاوقاف بالملكة الاردنية الهاشمية سابقا في كلمة باسم الوفود المشاركة أن ظاهرة الغلو والتطرف من اخطر الافات التي تعاني منها البشرية اليوم .

واضاف ان الامن يتأكد في اكثر من آية في القران الكريم حيث يذكر الامن قبل الارزاق في العديد من المواضيع .

وقال ان العنف اسهم في قتل عشرات الملايين من البشر فضلا عن تدمير الاقتصاد .

وجرى الانطلاق بحضور عدد من أعضاء الحكومة والسلك الدبلوماسي ووالي نواكشوط الغربية ورئيس مجموعة نواكشوط الحضرية وعمدة تفرغ زينه وشخصيات أخرى.