اكتشف باحثون الطريقة التي يحسب بها الدماغ الوقت، حيث تبين لهم أنه يحسب ذلك بطريقة تشبه الشريط المطاطي حيث تتمدد أنماط الإشارات في الخلايا العصبية وتتقلص حسب سرعة إنجاز المهمة منها، مما يخالف الاعتقادات السابقة بأن الدماغ يحسب الوقت مثل الساعة.
ووفقا لدراسة جديدة نشرت في دورية "نيتشر نيروساينس" وجد الباحثون أن الخلايا العصبية تبدو أنها تنطلق في نمط متماثل، سواء أكانت تعمل بسرعات عالية أو بطيئة، لكن المثير للاهتمام أن الأنماط ذاتها تتمدد أو تنضغط مع مرور الوقت، ويتوقف هذا على معدل إنجاز المهمة.
واعتاد العلماء على الاعتقاد بأن الإحساس بالوقت يتم إنشاؤه بواسطة شيء مثل ساعة داخلية أو منظم مركزي، لكن تبين أن الطريقة التي يضبط فيها الدماغ نفسه للسماح للمخلوقات بإنجاز مهمات على مستويات زمنية مختلفة لا تبدو مطلقا مثل الساعة.
وتوصل علماء أعصاب في معهد ماساتشوستس للتقنية وجامعة كولومبيا في الولايات المتحدةإلى هذا الاستنتاج من خلال دراسة مجموعة من القردة المدربة على ضغط زر بسرعات مختلفة، ثم من خلال صنع نماذج حاسوبية لأجزاء الدماغ التي تتم دراستها.
ووجد الفريق بإشراف مهرداد جزائري أن الخلايا العصبية في أجزاء الدماغ التي تعرف بالقشرة الأمامية المتوسطة، والذيلية، والمهادية (الثلاموس) قد أنتجت أنماطا محددة عند تنفيذ المهمة ذاتها بسرعات مختلفة.
وكان يتحتم على مجموعة من الخلايا العصبية المتعلقة بمهمة معينة الذهاب من حالة البداية إلى حالة النهاية، وكما يصف جزائري الأمر فإن الخلايا العصبية تطلق الإشارات في نمط يحركها من النقطة "أ" إلى النقطة "ب"، وهذا النمط لا يتغير بتغير سرعة الفعل، لكن الذي يتغير هو المعدل الذي تطلق فيه هذه المجموعة من الخلايا العصبية الإشارات للانتقال من النقطة "أ" إلى النقطة "ب".
ويعني هذا بالنسبة للباحثين أن الدماغ لديه ما يشبه القرص الذي يمكن إدارته صعودا أو هبوطا اعتمادا على سرعة المهمة المطلوب إنجازها.
ويصف جزائري الأمر بـ"كأن الدماغ شريط مطاطي، فإذا أردت فعل شيء بصورة أبطأ فإنك تمطه".
ووجد فريق جزائري أنه عند اكتمال مهمة -مثل قراءة جملة بسرعات مختلفة- فإن هذه الخلايا العصبية تتبع دائما النمط ذاته، لكن النمط كان "يتمدد" على فترة أطول من الزمن و"ينضغط" على فترة زمنية أقصر حسب المطلوب.
المصدر : نيوزويك