موريتانيا تدعو المجتمع الدولي لحماية القدس والآثار الفلسطينية من محاولات التهويد الإسرائيلية

3 نوفمبر, 2017 - 12:32

ألقى وزير الثقافة والصناعة التقليدية، الناطق الرسمى بإسم الحكومة الموريتانية الدكتور محمد الأمين ولد الشيخ مساء أمس الخميس كلمة أمام الدورة التاسعة والثلاثين للجمعية العامة لليونسكو التي بدأت أعمالها بالعاصمة الفرنسية باريس منذ الثلاثين أكتوبر الماضي وحتى الخامس عشر من الشهر الجاري.

وهذا نص الكلمة:

"بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم

وصلى الله على نبيه الكريم

السيدة الرئيسة

السيد رئيس المجلس التنفيذي

أصحاب المعالي الوزراء ورؤساء البعثات

أصحاب السعادة سفراء الدول الأعضاء

أصحاب الفضيلة الخبراء

أيها الجمع الكريم

بداية أودُ أن تسمحوا لي أن أهنأ السيدة الرئيسة بمناسبة انتخابها رئيسة للمؤتمر العام لهذه الدورة التاسعة و الثلاثين، كما أهنأ المديرة العامة الجديدة بمناسبة انتخابها و كذلك المديرة العامة المنتهية ولايتها علي العمل الممتاز الذي أجز خلال فترة انتدابها.

كما أودُ أن أعبر لكم عن سعادتي وغبطتي اليوم بوجودي تحت قبة منظمتنا الثقافية العتيدة، منظمة اليونسكو التي ترمز لوحدة العقل البشري في اتساق بديع من التنوع الثري للثقافات العالمية، وتجسيد رمزية إخاء الإنسانية فوق الأرض، بما تعنيه المنظمة وتعنى به من أداء رسالة المحبة والسلام والمعرفة بين البشرية جمعاء خلال سبعين سنة من العطاء السخي، فبثت بطواقِم عملها الرائعة، وجهود الدول الأعضاء خيرا عميما في جميع زوايا كرتنا الأرضية، بانية الأمل في النفوس المهزوزة، منيرة العقول المترددة، منافحة عن الثقافات المهددة، محافظة على التنوع الثقافي لدى الشعوب في طرائق حياتهم، وإنها لرسالة نبيلة تستحق ما تبذلونه فيها من جهود محمودة، خاصة في أيامنا هذه حيث تعاني ثقافات وشعوب عديدة من آلام الحروب والنزاعات العقيمة، والقهر، وكل ذلك بسبب عدم قبول الآخر.

السيدة الرئيسة

أيها الحضور الكريم

تنتهج الجمهورية الإسلامية الموريتانية سياسة عامة تهدف إلى الرفع من شأن الإنسان وتكريمه، وذلك من خلال برامج متكاملة تضمن التكفل بالحريات العامة الفردية والجماعية، كما تعمل على تشجيع النمو ومحاربة الفقر، وتوسيع القاعدة الإنتاجية الوطنية، وتعزيز البنية التحتية للبلد، خاصة في الحقل الثقافي والشبابي، والتعليمي، مما يشيع الاستقرار والسلم الإجتماعيين، ويؤهل البلاد لإنجاز الاستحقاقات المدنية والسياسية، وخدمة الأجيال الشبابية الصاعدة.

السيدة الرئيسة

تمثل بلادنا اليوم وكما كانت بالأمس قنطرة الحضارات والثقافات الإنسانية في غرب أفريقيا بين شمال أفريقيا ودول جنوب الصحراء الكبرى، فأنشأنا بذلك مجالا حيويا نشرنا عبره القيم الإيجابية من تسامح وسلم، وأريحية، بين شعوب المنطقة، وكنا سباقين إلى تعزيز الانتماء العربي الإفريقي والإسلامي والدولي، عبر منظومة القيم التي أنشاها علماؤنا وأدباؤنا ومثقفونا، انطلاقا من نصرة القضايا العادلة، وفض النزاعات، ومعالجة الأزمات، وتشجيع الوسطية.

السيدة الرئيسة

انطلاقا من إيماننا بالدور المحوري الذي تلعبه الثقافة في التنمية المستدامة، فقد تبنت موريتانيا إصلاحا ثقافيا طموحا، سيسمح بحماية الهوية الثقافية الوطنية من جهة، ويضمن التلاحم بين جميع مكوناتها من جهة أخرى، كما يجعل من الثقافة قطبا تنمويا يوفر فرص عمل ويدر دخلا على العاملين في الحقل الثقافي داخل المدن الصغيرة والأرياف.

وقد اعتمدنا في ذلك على:

•إعلان سياسة عامة في مجال الثقافة

•مراجعة شاملة للمنظومة القانونية

•مراجعة شاملة للإطار المؤسسي للثقافة بشكل يضمن التأطير اللازم لمختلف الأنشطة الثقافية والتكوين الفعال للأطر والفنيين العاملين في مجال الصناعات الثقافية.

•إنشاء فضاءات ثقافية بهدف تقريب الثقافة من المواطن و خلق حاضنة ثقافية يأوي إليها الشباب حماية لهم من حواضن التطرف و الغلو و الإجرام كما إنها تشكل ساحة لتلاقح للثقافات المحلية و صهرها في بوتقة واحدة.

•إطلاق برنامج وطني لتنمية المدن و المواقع التراثية.

•إنجاز مشاريع كبرى تهدف إلى حماية مختلف مكونات تراثنا الثقافي، وتحقق تطورا ملموسا على مستوى أداء الأنشطة الثقافية محليا ووطنيا ودوليا.

السيدة الرئيسة

في مجال التعليم فإن موارد هامة تم تسخيرها في بلانا لبناء المدارس والتكوين ومحاربة الأمية لدى الكبار، خاصة من المنتمين للفئات الاجتماعية الهشة.

ولقد قامت بلادنا بخطوات عملية معتبرة في مجال الإعلام تمثلت في تحرير الفضاء السمعي البصري، وسن قوانين حماية الصحفيين مما خولها لأن تتصدر دول المنطقة في حرية الإعلام على مدارا لسنوات الأربع الماضية ، كما اعتمدنا إستراتيجية متكاملة لحفظ البيئة والتراث الطبيعي، ونعمل على تنفيذ برنامج خاص لمحاربة زحف الرمال.

وفي هذا الصدد استضافت بلادنا مقر وكالة السور الأخضر الكبير وبذلك تتجلى إرادة موريتانيا والتزامها بمكافحة التصحر وحماية البيئة.

وإن بلادنا لتجدد دعمها للجهود المبذولة من قبل اليونسكو لتنمية المجتمعات الإنسانية بتطوير التربية والثقافة والعلوم، وتشد على يدها في الوقوف ضد ما يواجه القدس الشريف من إزالة للمعالم الإسلامية والمسيحية والإنسانية، وكذلك حماية الآثار الفلسطينية باعتبارها تراثا للبشرية جمعاء.

أشكركم والسلام عليكم".