كتب كمال خلف في "رأي اليوم":
يقف الجيش السوري حاليًا على بعد 30 كيلومترًا عن مدينة الرقة الخاضعة لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش ) بعد مسار طويل وشاق بدأ بتحرير مطار كوريس العسكري والوصول إلى الأطراف الجنوبية الغربية للرقة ، ثم تقدم فحرر مدينة الرصافة واتجه إلى استراتيجية تحرير الحقول النفطية ليصل بعدها إلى منطقة تقع على بعد عشرة كيلومترات عن نهر الفرات، وثلاثين كيلومترًا عن الرقة ، ليفصل بينه وبين الرقة قفزة واحدة فقط ، إذا ما قرر الجيش السوري هذا ستكون معركته داخل الرقة خالطا كل الأوراق والحسابات الكردية الأمريكية .فهل يفعلها الجيش السوري ؟
المانع الأمريكي يقف حائلا دون ذلك حتى الآن ، وليس من المعروف حتى الآن أن كان الجيش السوري سيتخطى هذه الحاجز أم لا ؟
التحالف الدولي بقيادة واشنطن كان أسقط طائرة سورية في 18 حزيران الماضي فوق مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، وهو ما تم اعتباره إنذارا أمريكيا للجيش السوري بعدم الاقتراب من هذه المنطقة .
ولكن ثمة ما أصبح أوضح في الموقف الأمريكي ، وهو ما كشفه ما يعرف “بمجلس الرقة المدني” ، وهو مجلس شكلته قوات سوريا الديمقراطية بإشراف أمريكي لإدارة محافظة الرقة بعد تحريرها من سيطرة تنظيم الدولة . وأعلنت “قسد” تأسيس مجلس الرقة في نيسان 2017 الجاري، تحت شعار “أخوة الشعوب والتعايش ضمانة الأمة الديمقراطية”. ما كشفه هذا المجلس عبر صفحته الرسمية في فيس بوك أمس الثلاثاء على لسان الجنرال روبرت جونز نائب القائد العام لقوات التحالف، الذي قال للمجلس أثناء للقاء به “وضعنا حدًا للنظام وأخبرناه بتلك الحدود وضرورة التزامه بها، والنظام ملتزم بها حتى الآن ، وفي حال تجاوزها النظام فإنه سيلقى ردًا حاسمًا من قبل التحالف الدولي”.
وزار الجنرال الأمريكي في 24 تموز الجاري المناطق التي تسيطر عليها “قسد” شمال سوريا، وقال خلال لقائه مع مسؤولين في “مجلس الرقة”، إن “المجلس هو من سيدير الرقة، وسيحصل على ما يحتاج ليساهم بإعادة دور الحياة إلى طبيعتها في المناطق المحرر من تنظيم الدولة .
وانتخب في اجتماعه التأسيسي، أحد شيوخ عشائر الرقة، محمود البرسان، إلى جانب ليلى مصطفى، كرئيسين مشتركين للمجلس، إلى جانب ثلاثة نواب لهما.
تموضع قوات الجيش السوري الملاصق للرقة واقترابه بشكل حثيث منها ، هو ما دفع ما يعرف” بالمجلس المدني” ومعه قوات” قسد” لاستنطاق الجنرال الامريكي ، للحصول على تطمينات بخصوص تحرك القوات السورية إلى الرقة .
لم اتفاجأ من تصريح مصدر عسكري سوري اليوم ، أن الجيش السوري يمكنه دخول الرقة بخمس ساعات . ولن اتفاجأ اذا ما فعلها الجيش السوري وأعلن تقدمه نحوها أو أخذ قرارا نهائيا بالتوجه إلى دير الزور.