تدوينة بقلم الزميلة مقلاها بنت الليلي:
فوجئت للأسف و أنا داخل استديو الأخبار بقناة الوطنية بما كان يفترض أن يكون "تقريرا"
عن إنطلاق أعمال المؤتمر الثالث لنقابة الصحفيين الموريتانيين! و هو الحدث الذي انتدبتني اللجنة الإعلامية للمؤتمر بغية التعليق عليه بصفتي عضوا في هذه اللجنة.. لكن ما حصل في الواقع هو بث "حلقة ترويجية" لصالح إحدى اللائحتين المتنافستين، في تجرد تام و مفضوح و مكشوف و مؤسف، من أبسط قواعد الإلتزام المهني ، التي تفرض على الصحفي "الحقيقي" احترام حق المتلقي في تقديم الخبر بحياد تام، من خلال معالجة موضوعية للحدث، بعيدا عن اعتماد الإنطباعات و الآراء و التوجهات الشخصية، التي تعد تجن سافر على قدسية الخبر ، يعكس في أبسط تجلياته انعدام المسؤولية الأخلاقية و المهنية لدى "مرتكب" هذا الجرم الإعلامي.
هنا بودي لو أعرف فقط: أين كان مسؤولو قناة الوطنية المحترمون وقت إعداد هذا "الشيء"؟! و هل إطلعوا عليه قبل البث، لتقييمه من الناحية المهنية قبل إجازته ؟! إذا كانت الإجابة على السؤال الأخير بنعم، فنحن أمام قناة "متمالئين" اختارت أن تحشر نفسها في جحر"التخندق" خلف "التوجهات" الشخصية، و هو ما يسقط عنها لبوس المصداقية و يحولها إلى "محل عرض" خصوصي للقائمين عليها!!!
أما إذا كانت الإجابة بلا، و كان السادة المسؤولون برآء من "الإجماع" على هذا "الباطل" المهني، فساعتها يمكن أن نلتمس لهم العذر لأننا في هذه الحالة أمام "فوضى مهنية" أقرب ما تكون لوضعية " سوق التبتابه" منها لقناة "مستقلة" تحترم نفسها و تضع قدسية الخبر و المعالجة نصب الأعين !!