الجنرال في الاحتياط، يوآف غالانط، (59 عامًا) خدم على مدار عشرات السنين في جيش الاحتلال الإسرائيليّ، وتبوأ مناصب مهمّة، منها على سبيل الذكر لا الحصر، قائد المنطقة الجنوبيّة في الجيش الإسرائيليّ، أيْ المسؤول الأوّل والمُباشر عن قطاع غزّة. وخلال سنوات خدمته ارتكب، وفق الاشتباه جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانيّة، الأمر الذي دفع منظمات حقوقيّة تنشط في أوروبا إلى تقديم دعاوى في عددٍ من محاكم القارّة العجوز لاعتقاله ومحاكمته بسبب الجرائم المنسوبة إليه ضدّ الأبرياء والعزّل من أبناء الشعب العربيّ الفلسطينيّ. علاوةً على ذلك، كان من المُقرر تعيينه قائدًا عامًّا لهيئة الأركان في الجيش الإسرائيليّ، إلّا أنّ الكشف عن تورطه في قضايا فساد منع السلطات من إخراج القرار إلى حيّز التنفيذ.
وأنهى منصبه الأخير في الجيش في شهر تشرين الثاني (أكتوبر) من العام 2010. وقبل عدّة أسابيع، بعدما قررت محكمة الجنايات الدوليّة في لاهاي الشروع بالتحقيق في اتهامات إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في العدوان الأخير ضدّ قطاع غزّة، قال غالانط لصحيفة (معاريف) إنّ القرار بالتحقيق بعدما قام الفلسطينيون بإطلاق آلاف الصواريخ باتجاه إسرائيل هو جريمة بحدّ ذاتها.
وزعم أنّه قاد الجنود في عملية (الرصاص المسبوك)، أواخر العام 2008 وأوائل العام 2009، ضدّ قطاع غزّة، وهم حافظوا على درجة عالية من الأخلاق، بحيث حافظوا على أرواحهم وامتنعوا عن إصابة المدنيين الفلسطينيين العزّل. وأعرب عن تأييده لضباط وجنود الجيش الإسرائيليّ الذي يُحافظون على القيم العليا في أخلاقيات الحرب، على حدّ زعمه.
وبعد ذلك، انضمّ إلى حزب (كلّنا) بزعامة وزير الماليّة، موشي كحلون، وفي الانتخابات الأخيرة التي جرت في آذار (مارس) من العام 2015 انتُخب لعضوية الكنيست، وبما أنّ الحزب الذي ينتمي إليه، والمُصنّف وسط-يمين، انضمّ للائتلاف الحاكم بقيادة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، فقد تمّ تعيينه وزير البناء والإسكان في الحكومة، وهو المنصب الذي ما زال يتبوأه حتى اللحظة.
موقع (تايمز أوف أزرائيل) أفاد أنّ الوزير الإسرائيليّ دعا إلى اغتيال الرئيس السوريّ د. بشّار الأسد يوم أمس الثلاثاء، قائلا إنّه لا يوجد له مكان في هذا العالم، على حدّ تعبيره.
ومتحدثًا في مؤتمرٍ بالقرب من القدس، قال وزير الإسكان والبناء يؤاف غالانط، الجنرال المتقاعد في الجيش الإسرائيلي، إنّه نظرًا للإدعاءات الأخيرة بأنّ النظام السوري قام بإعدامات جماعية وحرق الجثث، يجب قتله، على حدّ أقواله.
وتناول الوزير الإسرائيليّ ما نُسب إلى النظام السوريّ بإقامة المحارق في سجن صيديانا، القريب من العاصمة دمشق، وقال في هذا السياق إنّ واقع الأوضاع في سوريّة هي أنّهم يعدمون أشخاص، يستخدمون هجمات كيميائية ضدهم، وأخيرًا – يحرقون جثثهم، شيء لم نره منذ 70 عامًا، على حدّ قوله، في إشارةٍ واضحةٍ إلى ما كان يرتكبه النازيون إبّان الحرب العالميّة الثانيّة.
ولفت الموقع في سياق تقريره إلى أنّه يوم الاثنين، اتهمت وزارة الخارجية الأمريكيّة النظام السوريّ بإجراء إعدامات جماعية لآلاف السجناء وحرق جثثهم في محارق ضخمة بالقرب من العاصمة، دمشق.
” من وجهة نظري، قال الوزير غالانط في المؤتمر عينه، كما أكّد الموقع الإسرائيليّ، نحن نتجاوز الخط الأحمر. وبحسب نظري، آن الأوان لاغتيال الرئيس السوريّ، د. بشّار الأسد. الأمر بهذه البساطة، قال غالانط، الذي كان قائدًا للجبهة الجنوبية في الجيش الإسرائيليّ.
وشبّه الوزير الإسرائيليّ اغتيال الأسد بقص “ذيل الأفعى”، وأضاف قائلاً: بعدها علينا التركيز على الرأس، وهو في طهران، على حدّ تعبيره. وشدّدّ الموقع على أنّه خلال محادثة مع مرسل الموقع (تايمز أوف إزرائيل) بعد خطابه، أكّد الوزير الإسرائيليّ غالانط على أنّه فعلاً طالب باغتيال الرئيس السوريّ.
واعترف أنّ الاغتيالات السياسية تعتبر غير قانونية بحسب القانون الدولي، ولكنّه أوضح أنّه لم يتحدث عن الجوانب العملية. وأضاف أنّ أيّ شخص يقتل الناس ويحرق جثثهم لا يوجد له مكان في هذا العالم، على حدّ وصفه.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكيّة إنّها تعتقد أنّه يتّم إعدام حوالي 50 شخصًا كل يوم في سجن صيدنايا العسكريّ، الذي يقع ببعد حوالي 45 دقيقة شمال دمشق، مُشدّدّة في الوقت عينه على أنّه يتم بعدها حرق العديد من الجثث.
“نعتقد بأنّ بناء محرقة هو محاولة للتغطية على حجم عمليات القتل الجماعي التي تجري، قال مساعد وزير الخارجية بالوكالة لشؤون الشرق الأوسط، ستيوارت جونز، متهمًا النظام السوري بالوصول إلى مستوى جديد من الوحشية.
وأضاف الموقع الإسرائيليّ أنّه خلال خطابه، قال غالانط إنّه في نظرة أوسع، الأسد وحليفه حزب الله يشكلون تهديدًا أكبر على العالم من تنظيم “الدولة الإسلاميّة” ومجموعات إرهابية أخرى. وكان غالانط يتحدّث في مؤتمر صحيفة الدفاع الإسرائيلية “القتال الميدانية واللوجستيات” في متحف الدبابة في لطرون، ولفت في سياق خطابه إلى أنّ العالم سوف يقضي على داعش، الإخوان المسلمين والقاعدة، قال.
وخلُص الوزير الإسرائيليّ غالانط إلى القول إنّ تقديره ناتج عن عدم تلقي هذه التنظيمات الإرهابيّة الدعم الذي تحظى به سوريّة وحزب الله من إيران.