كاتب مغربي يتساءل: "لماذا تحاول الجزائر توريط موريتانيا في صراع مفتوح مع المغرب؟"

14 مايو, 2017 - 11:59

كتب المهدي الوافي في "أخبارنا المغربية":

كشفت واقعة احتجاز 14 عنصرا من البحرية الملكية المغربية من طرف وحدة تابعة للجيش الموريتاني صباح الخميس الماضي قرب سواحل الكويرة والإفراج عنهم بعدها بقليل بأمر من الرئيس محمد ولد عبد العزيز بعد اجتماعه بقائد جيوشه ،عن وجود اختراق للمؤسسة العسكرية الموريتانية من طرف تيار يخدم أجندة الجزائر وصنيعتها البوليساريو.

فإذا قمنا بإعادة شريط العلاقات المغربية الموريتانية مؤخرا، فإننا سنجد العديد من المواقف الغامضة التي اتخذتها الجارة الجنوبية في الوقت الذي ظهرت بوادر انفراج ديبلوماسي وشيك عقب الزيارة التي قام بها كل من رئيس الحكومة السابق عبد الاله بنكيران ووزيره المنتدب في الخارجية آنذاك ناصر بوريطة حيث استقبلهم الرئيس الموريتاني شخصيا .

فالجميع تفاجأ بنشر جبهة البوليساريو لصور لزعيمها رفقة بعض مرتزقته يرفعون علم الجمهورية الوهمية بسواحل الأطلسي في منطقة تخضع للسيطرة الموريتانية، كما لم يستوعب البعض سياسة الصمت التي نهجتها موريتانيا تجاه عرقلة ميليشيات الانفصاليين لحركة العبور بمعبر الكركارات رغم أن ذلك أضر بالنشاط التجاري بالبلد لكونه يعتمد كثيرا على السلع الواردة من المغرب.

كل هذا يظهر أن الجزائر تحاول توريط موريتانيا ، عبر تيار داهل الجيش ،في صراع مع المغرب لا ناقة لها فيه ولا جمل، خدمة لمصالحها التي أصبحت مهددة أكثر من أي وقت مضى بعدما لم تعد قادرة على تحمل الكلفة المالية لصنيعتها البوليساريو.

المملكة أخذت علما بهذا المعطى، وبالتالي اختارت بحكمة وتبصر اتخاذ أقصى درجات ضبط النفس ،ونهج الخيار الديبلوماسي في علاقتها مع الشقيقة موريتانيا ، كما حدث في واقعة الاحتحاز، حتى لا تمنح الفرصة لأعدائها الذين يصطادون في الماء العكر للنيل من صورة المغرب المشرقة أمام العالم اليوم والتي مكنته من العودة مرفوع الرأس إلى أحضان الاتحاد الإفريقي ، بل وحتى اقتحام معاقل الانفصاليين في أمريكا اللاتينية أيضا.