هل فيك يا عيد للصحافة تجديد؟/ الولي سيدي هيبه

4 مايو, 2017 - 14:53

اشتكت الصحفيات المويتانيات المنضويات تحت منظمتي تجمع و شبكة الصحفيات من إقصائهن و تجاهلهن المرفوض من مراسيم الاحتفالية باليوم العالمي لحرية الصحافة 3 مايو، و هن على حق مطلق في ذلك. و لكن لسن وحدهن الصحفيات من يشعر بالمهانة و الامتعاض و الأسى من الإقصاء الممنهج المشين في إعادة سافرة لسيرة "السيبة" العصية على الزوال و طباعها الخادشة لأصول الدين و مبادئ الأخلاق و روح العصر.

كلا فمثلهن في هذا الشطط و التجاوز البين لروح و معنى و سبب هذا اليوم المخلد للصحافة و المبجل لعطاء فرسانها، لم يُسْتدع عديد أصحاب الأقلام العتيدة المهنية الصادقة و الشجاعة النابضة بحب الوطن و الدعاء له بالخير و القدرة على تجاوز عقلية "السيبة" المستبدة و أمراض القلوب التي تنشر الظلم و الإقصاء و البغضاء، و تمجد التدافع أمام المصالح الضيقة و العتبات المشبوهة.

كتاب من الجنسين و صحفيون لهم بصمات لا تخطئها العين و لا ينكرها الإقصاء و لا يمحوها الحسد و بيع الوطن بأبخس الأثمان زهدا فيه و تجني على طلائع مستقبله من أبناء المغبونين المقهورين على يد قلة تستغل كل شيء حتى الإعلام.

إن ظلم الصحفيات خلال هذا اليوم الأغر مرفوض بتاتا و لكنهن مدعوات إلى أن يؤازرن ـ بالنزاهة الفكرية التي تفرضها عليهن ثلاثية تركيبتهن الفريدة في لب المجتمع الإنساني بوصفهن الأمهات و الأخوات و البنات ـ كُلَّ من أُقصِي (من هن) و من غيرهن بغير وجه حق إلا " أن قالوا ربنا الله".

و في الوقت الذي تلعب فيه الأقلية من إفراز الارستقراطية القبلية و الإثنية الضيقة و المتخمة بالمال العام على مشاعر الأغلبية الساحقة من الشعب في الحضيض،  يلعب العالم من حولنا و يرفه عن نفسه بأكثر صيحات الألعاب الالكترونية و الكهربائية و الميكانيكية تطورا و ذكاء من ورائها إعلام و صحافة أصبحا يشكلان جناحي الطائر الميمون إلى الشفافية و الحرية المسؤولة و العدالة و المساواة و فرض مبدأ العقاب و المكافأة، مُحلقا بهذه الشعوب و دولها بعيدا عن منطق "الظّلامية" التي ولى عهدُها عندها إلى الأبد.

و في ذات الوقت الذي ينتج فيه العالم و يفرز بواكير و تطبيقات علمه و تنويره و تحضره و يشر سلعه الثقافية الراقية و أخرى متمثلة في الصناعة العلمية العالية ليغرق بعضُه البعضَ في تنافس رفيع مُنتجه و جَيّد مواده و بضاعته الرفيعة القيمة الجيدة التصنيع بأرقى الهندسيات و التجهيزات في أحضان أكبر المصانع و أحدثها ـ  يقوم المترفون المتوفرون على الغطاء و التراخيص في هذا البلد الغاطون أهْلُهُ في سبات التخلف العميق مقيدين بعقلية "السيبة" العصية تمنعهم عن الحركة حبائل الارتكاس و الارتجال و التخبط حتى لا يبرحون أماكنهم ليظلوا هم الممسكين أعناق العامة و مدبري أعمال النهب و الفساد يسندهم في ذلك إعلام واهي اقتادوه بعد محاصرته و خنقه و إركاعه إلى التواطؤ معهم على كل حراك التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و التنموية و السياسية فلا مشاهدة:

·        لصناعة تزدهي بها البلاد و تعمر، و يكتفي بها الشعب و يرفه،

·        و لا نظرة اقتصادية تحفظ و و توجه و ترشد خيراته و مقدراته،

·        ولا فكر ينير و يبني العقول و يرشد إلى معالم الاهتداء في مجاهل العقل،

·        و لا تعليم يعول عليه لنهضة البلد في كل المجالات،

·        و لا حركة تنموية و لو قاعدية،

·        و لا وعي بالدولة و ضرورة منعتها،

·        و لا سياسيين يحملون مشاريع وطنية على أكف الجد و أجنحة الوطنية بروح التضحية،

·        و لا إعلام ملتزما مهنيا صادقا واعيا جريئا منصفا غيورا حماسيا ينير الدروب...

و على الرغم من كل ذلك يرى القوم و بجرأة الذي لا يخجل يحتفلون من غير أية خلفية علمية وعملية بكل يوم يُقِرُّه العالم و يعلن أبعاده ثم يغرقون الإعلام الرخو في عمومه و الآذان المتبلدة بخطابات حبلى بالتعبير المستنسخ من خطابات غيرهم المنسجمين مع ذواتهم و لكنها الخالية عندهم إلا من نفخ حميمهم الآن و من كل عطف على الوطن و كأن بينهم و إياه عداوة.