يبدو أنه من الحري بمكان أن نفحص جيدا القراء ة الجديدة في تجليات المشهد السياسي الجديد في مقاطعة ألاك ببلدياتها الستة , وذالك من خلال إعادة البوصلة إلى مهرجان ألاك المعبئ للدستور السبت الماضي .
لقد تميز المشهد السياسي في مقاطعة ألاك بحالة من الغموض والتقوقع الناتجة عن سباحة التزحلق عبر الجليد السياسي , خاصة إذا كان ذالك من طرف دخلاء جدد استهوتهم الأطماع السياسية والجشع الوظيفي في الترقيات إلى ركوب مطايا ليسوا مؤهلين لسبر أغوار معاركها إلى جانب الذين دوخوها لعقود بل لطيلة أنظمة متعاقبة في ميادان العمل السياسي بطول نفس مفعمة بعمق التجربة وحنكة في القيادة حيث مازال البعض يسوسها بحنكة باعتبارها لعبته التي يهوى والبعض تركها لا لأنه مل براعة لعبتها وإنما لأنها لعبة ماكرة تتقاطع جدا مع الضمير الإنساني والقيم المثالية في طريقة التعامل والتعاطي مع الضمير الجمعي ( الضمانات . الالتزامات ـ التعهدات ــ تشغيل توفير بنى تحتية ـ المواعيد العرقوبية إلى آخره )
هؤلاء الدخلاء الجدد إلى المعترك السياسي لم يكن من حسن حظهم أنهم يوفقوا في رؤية ذواتهم في المشهد السياسي المتجدد عبر مواسم مختلفة , فرغم المبادرات الكبيرة والتعبئة التي نظمت لصالحهم فسلموا مفاتيح بلديات كانت حيوية بنشاطها الديناميكي لخدمة المواطنين إلا أنها سرعان ما انهارت في أدائها وتعاطيها مع المواطن لعاملين أساسيين :
ـ أولهما عدم رد الجميل وإساءة فهم القاعدة المرجعية لمنظمي "المبادرات " التي سلمت لها مفاتيح البلديات
ـ سوء فهم اللعبة السياسية الذي انعكس بمواقف بددت الجهود وغزمت من دور المرجعيات السياسية" الأم " مما أفقد البعض مناصب كانت أكثر مردودية على أصحابها من مقاعد بلدية بحيث أصبح واقعه أشبه ما يكون بواقع القصة الشعبية " قصة كرفاف امع الحمار ",
أخي القارئ المهتم بالشأن السياسي في مقاطعة الاك قبل أن تمر بهذه القراءة في عمق المشهد السياسي بألاك أرجوكم أولا حتى تتمكنوا من التعاطى مع فهم التغيرات الجديدة للساحة السياسية وإسقاطها على الماضي , تابع أولا العنوان التالي :
قراءة تحليلية في واقع المشهد السياسي للحزب الحاكم وجهود المصالحة في بلديات مقاطعة ألاك
ثم ارجع
بلدية الاك :
إن مهرجان ألاك المنظم السبت الماضي عكس تصورا واضح المعالم بتشكل نواة سياسية جديدة فرضت نفسها بفعل أهمية التعاطي مع الموسم السياسي المتعلق بالتعديلات الدستورية وأهمية حسمها بعد رفض مجلس الشيوخ لها وعزف المنتدى الوطني للديمقراطية على ذالك الرفض , فرغم هذه الوضعية استطاع المشهد السياسي أن يذيب تجاذبه السياسي بفعل قوة وقدرة الشخصيات القيادية للمهرجان الكبير, حيث ظهر امتعاظ شديد من طرف مبادرة ما يسمى يدا بيد بفعل تذمرها من الطريقة التي تدار وتسير بها بلدية ألاك وعدم رد الجميل للمرجعية القيادية "الأم " بدورها في الحصول على المقعد البلدي رغم نداءات النجدة عبر الواتساب أثناء المهرجان التي لم تفلح من كندى , حيث تجسد ذالك من خلال غياب ولد اسويدات عن المهرجان و الزيارة الخاصة التي قام بها النهاه ولد محمد عبد الله والسفير عيداهيولد الشيخ القاضي للوزير محمد عبد الله ولد اوداعه في منزله بعد نهاية المهرجان مباشرة في حين كان اللقاء الودي بين سيدي ولد يوم والوزير ولد أوداعه ينم عن تصالح ودي جاء بعد تذمر من طرف ولد يومه على تعاطى ولد أوداعه مع ملفه الخاص ( السفارة الموريتانية بالسنغال ) حيث أذاب ولد اوداعه ذاك الخلاف , والذي جسده شقيق ولد يومه في اجتماع الأطر بنواكشوط . أما الفيدرالي محمد ولد جهلول فإن ثقل حضوره السياسي في المهرجان لا يتجاوز كفة مهمة الفيدرالي فقط دون أن يكون له أي ثقل شعبي في المهرجان وتظهر تلك البصمة من خلال تذمر الحزب والهيئات القاعدية له في المقاطعة على البلبلة وعدم التعاطى مع قضايا الحزب.
أما بالنسبة للشخصية الثانية ذات الثقل النوعي في المهرجان والتي تعتبر ذات تجربة عميقة بطول نفس هي السفير السابق سيدامين ولد احمد شل فقد تحول من شخص سياسي منافس قوي إلى شخصية سياسية داعمة في المهرجان حيث حضر بثقله الشعبي عبر مسيرة راجلة من فندق أمل في اتجاه المنصة , ليقول إنه "يسلم القوس لباريه " منافسه السابق محمد عبد الله ولد اوداعه كرئيس للمهرجان يتبادلان الحديث والاينتسامات ( صورة ).
أما الفاعل السياسي الكبير المخضرم الداه ولد عبدي فإن حضوره للمهرجان جسده شقيقه الأمين العام لوزارة الشباب والرياضة محمد ولد عبدى الذي حضر بقواعد شعبية متميزة والذي ظل محافظا على مكانته في تصدر المشهد السياسي دون التزحلق والصدام بالقوى السياسية الحية في البلدية حيث يراهن على قوة شعبية في مكاتب معروفة يهمن عليها سياسيا ويضمن توجيهها.
هذه المهرجان أيضا أسفر عن ظهور قوى سياسية تسمي أهل الدشرة حيث لم يصنفوا ضمن أي توجه سياسي في البلدية
بلدية مال :
تعتبر بلدية مال من اكبر بلديات المقاطعة ويتميز الحراك السياسي فيها بقوته خلال الفترة الماضية بفعل قوة الاستقطاب السياسي الناجم عن عاملين هما :
أولا : قوة نفوذ مدير ديوان الوزير الأول علي ولد عيسى المدعوم من طرف حزب الوحدة والتنمية انذاك .
ثانيا : وجود شخصيات سياسية قوية كانت بمثابة الشريان المغذي للحلف الذي يقوده ولد عيس من أمثال سيدامين ولد احمد شل ومحمد محمود ولد اغرط و الفقيد احمد ولد ابيب ,وهو ما جعلها تكون البلدية الوحيدة الخارجة عن حزب الاتحاد من اجل الجمهورية لصالح حزب الوحدة والتنمية في مقعدها لصالح العمدة عبد الرحمن ولد الركاد رغم قوة المنافسة الشرسة التي كان يقودها زيني ولد أحمد للهادى بدعم اسماعيل ولد أعمر والفقيد زيني ولد حمادي .
لكنه بفعل تأثير العديد من العوامل والتغيرات المتلاحقة جعلت الحلف الذي يسمي نفسه جماعة الإصلاح يندثر بسرعة ويتلاشى بسرعة نتيجة انسحاب ولد احمد شلا وولد اغربط وتقليص نفوذ ولد عيس بفعل إقالته من منصبه كما أن وفاة أحد رموز الحلف وهو احمد ولد ابيب شكل انتكاسة في عمل الحلف أما بالنسبة للمواقف فإن مدير الديوان علي ولد عيس الذي يرأس الحلف قام خلال الأسابيع الماضية بحضور اجتماع في اغشوركيت إلى جانب عمدة مال المحسوب له عبد الرحمن ولد الركاد مناهض للوزير محمد عبد الله ولد اوداعه وهو ما شكل عقبة أمام تبوئه مكانة جديدة في المشهد السياسي حيث كان يبحث عن ذالك وتقول مصادر إنهما اتصلا بالوزير ولد اوداعه واعتذرا عن طبيعة ذالك الحضور .
إن المشهد السياسي في مركز مال الإداري , يشهد نقلة نوعية حيث يفتقد إلى روح المنافسة ويهيمن عليه النائب البرلماني زيني ولد احمد للهادي مدعوما بسيد اعمر ولد سيدن واسماعيل ولد اعمر في حين تبقى جماعة الإصلا ح والتغيير تبحث عن موطئ قدم في حزب الاتحاد من اجل الجمهورية الحاكم , رغم أن عمدة البلدية ولد الركاد يحاول من خلال الضغط على بعض التجمعات القروية عن طريق مشروع لدعم الأمن الغذائي في إطار البرنامج العالمي ضد التغيرات المناخية بتمويل 800 مليون اوقية على مدية عدة شهور لتعزيز ترسانته الشعبية
بدية جلوار :
تعتبر بلدية جلوار بلدية ريفية هي أصغر بلديات المقاطعة الستة وتعتمد على مقدرات رعوية وزراعية تتميز بارتفاع مؤشر الفقر والتخلف فيها ويهيمن عليها العمدة السابق الشيباني ولد بيات الذي قضى أكثر من 20 سنة وهو على رأس البلدية حيث يحاول العمدة الحالي محمد ولد ابهم أن يكسب ود سكانها , حيث يعتبر سكان القرى انهم في غياب سياسي منذ وسنوات ومستاؤون من طريقة تعاطى العمدة معهم ولد ابهم خاصة في مشروع لدعم الأمن الغذائي في إطار البرنامج العالمي ضد التغيرات المناخية بتمويل 800 مليون اوقية حيث يسعى العمدة إلى تغيبهم عن المشروع ذاته وعدم استفادتهم منه ولم تظهر لحد الساعة في هذه البلدية أية بوادر لملامح خريطة سياسية متجددة
بلدية بوحديدة :
تعتبربلدية بوحديدة من ضمن البلدية التي عكست عمق ذوبان الجليد السياسي فيها رغم قوة الهوة السياسية وفرقائها حيث عكس مهرجان ألاك مدى وحد التماسك العضوي بين الفرقاء السياسيين في المشهد السياسي ( إدكشم , ازماريك ,تاكنيت , اولاد السيد . الفلان ) فقد اجتمعت هذه الفعاليات السياسية تحت مظلة سقف واحد وكرست وجودها بشكل متكامل من أجل التعبئة للدستور وانعكس ذالك في مسيرة تقدر ب 130 سيارة وحضرعلى منصة المهرجان كل الرموز والأطر والفاعلين السياسيين وبينوا دعمهم في توجه متكامل للوزير محمد عبد الله ولد أوداعه فقد كان منزلة ولد أوداعه قبلة لحضور مجموعات من تاكنيت وإدكشم وازماريك والفلان كما في الصور التي ستظهر أسفل التحليل ,\
بلدية اغشوركيت :
تعتبر بلدية اغشوركيت من أهم القوى السياسية الحية في مقاطعة ألاك نظرا لقوة استقطابها السياسي حيث تضم عمالقة من الرعيل الأول لمحركى الشأن السياسي في المقاطعة من أمثال الشيخ سيد المختار ولد الشيخ عبد الله محمد محمود ولد اغربط والنهاه ولد محمد عبد الله وقوة شعبية هامة من حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية المعارض وأخيرا جماعة تسمي نفسها جماعة أطر أغشوركيت ,إن هذا المهرجان جسد ثنائية تتمثل في :
أولا استقطاب الكثير من رموز حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية كان منزل الوزير ولد اوداعه قبلة لهم ,كما في الصور لدي منزل ولد أوداعه
ثانيا تم تسجيل غياب أسرة أهل الشيخ عبد الله عن المشهد السياسي للمهرجان وذالك بغياب المتحدث سياسيا عن سكان قرية لمدن الشيخ سيد المختار ولد الشيخ عبد الله
وقد تجسد حضور البلدية بمسيرة تمثلت في أكثر من 70 سيارة .
بلدية شكار :
تتميز بلدية شكار بولائها المتكامل وعدم تسجيل شرخ سياسي يذكر سوى تذمرمن أداء شيخ المقاطعة المختار ولد بوبكر الذي تقول بعض المصادر إنه يحاول الانتداب لزملائه من الشيوخ لدعمهم ضد التعديلات الدستورية وهو ما يرى فيه بعض السياسيين تذمرا من اللواء محمد ولد مكت اتجاه شيخ المقاطعة رغم حضوره لمهرجاني شكار وألاك لدعم التعديلات الدستورية إلا أن ملامح فتوره تبدو واضحة المعالم على وجهه طيلة المهرجانين حيث لم يسجل له أية مداخلة في المهرجانين .
من جهة ثانية استطاعت القوى السياسية الحية استقطاب بعض الرموز السياسية التي كانت المعارضة تحسب عليها من أمثال ابراهيم ولد بوسالف والعمدة السباق المختار ولد بيجل وبعض الشخصيات الأخرى .وقد جسدت البلدية حضورهابمسيرة تمثلت في اكثر من 200 سيارة قادمة من عاصمة البلدية شكار غضافة إلى حضور فعلي متميز لكل الر موز والأطر والوجاء
إن المتابع للشأن السياسي في مقاطعة ألاك يلاحظ من خلال القراءة المتأنية للساحة السياسية أن ملامح مهرجان ألاك الأخير لدعم التعديلات الدستورية ضخت دماء جديدة في روح العمل السياسي واعطى بذالك قراءة تتجلى ملامحها في تشكيل نواة سياسية جديدة تشكل مرتكزا للعمل السياسي المحلي, كما يؤكد كذالك ان رئيس الجمهورية مازال يومن بالدور الذي يتطلع به سكان المقاطعة في التطلع نحو سياساته ومن خلال ذالك يجدد الثقة لأطر الولاية وهو ما يعني احتمال تعيين محمد عبد الله ولد اوداعه وزير أولا في الحكومة القادمة