بعد المكالمة التي تلقاها الرئيس الموريطاني محمد ولد عبد العزيز من ملك المغرب محمد السادس لتبديد سوء الفهم الحاصل بين البلدين، طلب حزب الاستقلال الاعتذار من الرئاسة والشعب في موريطانيا على تصريحاته السابقة التي اعتبر فيها موريطانيا أرضا مغربية.
وصرح زعيم حزب الاستقلال حميد شباط السبت الماضي أن موريطانيا هي في الأصل أرض مغربية استقلت عن المغرب في نهاية الخمسينات، وقال أن حدود المغرب كانت من سبتة الى وادي السينغال. وانتقد نواكشوط لدورها في تسهيل وصول قوات حركة البوليزاريو الى المحيط الأطلسي.
وخلفت تصريحات زعيم حزب الاستقلال وهو أقدم وأعرق الأحزاب المغربية ردود فعل سياسية عنيفة في موريطانيا. وسارعت الأحزاب الموريطانية الى التنديد وشجب التصريحات وطالبت باعتذار مغربي رسمي.
ولم يصدر عن حكومة نواكشوط أي رد فعل، فهي لم تطالب المغرب بالتوضيحات ولم تستدعي السفير المغربي لديها. لكن المملكة المغربية أحست بخطورة التصريحات، فقام الملك محمد السادس أمس الثلاثاء بالاتصال بالرئيس الموريطاني محمد ولد عبد العزيز ليقدم له توضيحات وتبديد سوء الفهم الحاصل. وحل الوزير الأول المغربي ابن كيران بموريطانيا اليوم الأربعاء ليقدم اعتذارا للرئيس والشعب الموريطاني.
ولامتصاص الغضب الموريطاني، قدم حزب الاستقلال اعتذارا للشعب الموريطاني. ونشرت جريدة العلم الناطقة باسم حزب الاستقلال في افتتاحية لها صدرت الليلة “إذا كان من اللازم الاعتذار للشعب الموريتاني، لما قد يكون ترتب من سوء فهم تصريحات الأمين العام لحزب الاستقلال، فإن الأمين العام وقيادات حزب الاستقلال، لا تتردد في الاعتذار لموريتانيا الشقيقة رئيسا وحكومة وشعبا، مؤكدة من جديد أن الأمين العام للحزب كان بصدد الحديث عن سياق تاريخي مضى وولى، وموقف حزب الاستقلال من موريتانيا الشقيقة هو بالضبط ما أكده جلالة الملك للرئيس الموريتاني محمد عبد العزيز في الاتصال الأخبر بينهما”.
وكان الموريطانيون يتهمون المغاربة بالتعامل مع باستعلاء، والآن يعبرون عن فرحتهم وهم يرون كل سلطات المغرب تدق بابهم طلبا للمصالحة.