ويأتي الزيف ليقدم "قربانا تاكله النار" ..

10 ديسمبر, 2016 - 17:00

كانت اكثر الحرائق شيوعا في العام 2016 تلك الحرائق التي كادت تحرق ظاهر الارض تحت اقدام الغاصبين الصهاينة في الارض العربية السليبة فلسطين، نعم؛ كادت تحرق كل ما زرعوه من زبد على ارضنا المغصوبة، لولا تدخل المطافي من طرف المتعاطفين والمطبعين مع الكيان الصهيوني واكثرهم مبادرة وحماس لاطفاء تلك الحرائق كانت المطافئ التركية بأمر مباشر من اردوغان..!
لكنهم مهما تمالئوا مع العدو فلن يطفئوا شعلة الغضب الملتهب في نفوس الأحرار..
ثم مرت ساعات الاشهر المتبقية من العام لتحدث حرائق كثيرة، تمر دون ذكر ودون تهويل.. حتى كان الحريق الذي وصفه الاخوان بـ"الغامض" وهو الذي شب في غرفة من مقر قناة "المرابطون" المملوكة للجماعة، فهب البعض لجعلها قضية دينية تأتي من فعل من يحادون الله!
وهولوا ورفعوا وتيرة النفير واستفروا "المنفقين"، ما لم يفعلوه ابان فرية "حرق المصحف" ومقال ولد امخيطير واحراق الكتب الفقهية الاسلامية واحراق مسلمي بورما ...!!! لا ينتهي العجب من الاخوان..!
تتبعا لتداعيات الحدث وسعيا لسبر اغوار الواقع وبحثا عن الحقيقة ورفعا للبس وحتى لا يصدّق البسطاء أن الزيف اصبح يقدم "قربانا تاكله النار"، سنتناول بشيء من التحليل هذا الحدث ونقرأ في ما بين سطور الجماعة المفجوعة..!
تزامنا مع الحدث كتب العديد من الاخوان من عمال القناة ومن شخصيات الجماعة المتحزبة و"المستقلة" عن ما اسموه الحريق "الغامض" في قناة المرابطون، وهي مبادرة حثيثة لرفع وتيرة تأثير الحدث في اوساط العامة التي اصبحت تصور لهم كل شيء على انه بفعل عدو مفترض "يحسد" الجماعة ويحارب "أمير المؤمنين" و"صفوة زمانه"، كما أنها محاولة واضحة لجعل الممول والممول المفترض والمتبرع و"المنفق في سبيل الله" يتأثروا بالموقف حد الانفاق مما يحب "على اعلاء كلمة الله" التي احرقت في حادثة غامضة، جعلته طريقة حكايتها والكتابة عنها على النحو المأساوي؛ يفترض يقينا انها من فعل من يمنع "اعلاء كلمة الله" ... وهي محاولة جديدة بعد زمن من الفعل اليائس على ان تعود المياه إلى مجاريها!
بعد أن شاع الحدث على نحو من التهويل عجيب!
جاء تصريح الشيخ محمد الحسن ولد الددو الذي يقال انه ممول رئيس لهذه القناة، ويعرّف بانه مرشد جماعة الاخوان في موريتانيا، ورأس حربة جماعة جلب التمويلات لها من دول الخليج العربي ومناطق أخرى. الذي قال في فتواه ما نصه : (كلمة الشيخ الددو حول حريق قناة "المرابطون" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخوتي وأخواتي
ما حصل لقناة " المرابطون "هو من قدر الله سبحانه وتعالى وابتلائه وقد قال تعالى:(ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون)  وهو دليل على القبول فقد كانت الامم السابقة اذا تقربت الى الله بقربان تأكله النار ، ولذلك بين الله إعتراض كثير منهم على الرسل فقد كانوا يقولون : (حتى يأتينا بقربان تأكله النار) وأكل النار للقربان دليل على قبوله ان شاء الله  فهذا دليل على ان العمل مقبول وصالح  وعموما...
هي فرصة وامتحان من الله لنا، ابتلانا بها هل نبذل في سبيله ونضحي وندفع شماتة الاعداء عن هذه الدعوة وأهلها ونشارك في ايصال صوت هذا الحق الى كل مكان حتى نحقق قول النبي صلى الله عليه وسلم: ل(يبلغن هذا الدين مابلغ الليل والنهار) وهذا الابتلاء اكرمنا الله به وجعله في وقتنا ودعوة من الله لنا لنقرض الله قرضا حسنا ليضاعفه لنا فهو يقول : (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط واليه ترجعون ) ويقول (هاأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإن ما يبخل عن نفسه والله الغني وانتم الفقراء وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لايكونوا امثالكم) ولاشك ان بيننا وبين ربنا بيعة تشمل الانفس والاموال وقد قال الله فيها : (ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ) وقال: (ان الذين يبايعونك ان مايبايعون الله يد الله فوق ايديهم ) وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : ان الله طيب لايقبل الا طيبا وماتصدق امرؤ بعدل تمرة من كسب طيب الا كان كأنما وضعها في يمين الرحمن فلايزال ينميها له كما ينمي أحدكم فلوه او فصيله حتى تكون كالجبل )وعموما... هذا من الاحداث العابرة التي ستنسى والقناة مشروع لن نتنازل عنه ان شاء الله ولن نتركه والذي اوصلها الى هذا المستوى الذي وصلته سيكمل _ان شاء الله _المشروع على خير وسنعيدها جذعة بعون ربنا وفضله _ان شاء الله_ وبذلك يكبت الشامتون وهو امتحان فقط لنا، فمن كان منا مبادرا الى الخيرات متعاملا مع الله سبحانه و تعالى سيربح في هذه الصفقة وستكون لصالحه . أسأل الله ان يوفقنا ا))
انتهى كلامه
يأتي كلام ولد الددو ليرفع شحنة التهويل مع الفتوى الصريحة بأن القناة كانت صوت "الحق" ومنبر "الدعوة الى الله" ووصف القناة والجماعة من باب التزكية – طبعا لانفسهم - بـ "الدين" : لـ(يبلغن هذا الدين مابلغ الليل والنهار)، وارتفعت وتيرة التزييف حد الاختلاط حيث بدأ التصريح أو "الدعوة للانفاق" أو الفتوى بإيراد صفة القربان لدى الأمم السالفة في محاولة لتبرير الحريق لجهة ما؛ والتأكيد على انه دليل على قبول العمل وصلاحه : (حتى يأتينا بقربان تأكله النار) !!!
ثم أورد في إطار الحديث عن الذاتية المفرطة لدى الاخوان؛ قول الله تعالى: (ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ) وقال: (ان الذين يبايعونك ان ما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم )..!
ها نحن نصل إلى خلاصتنا لما كاتبت هذه الجماعة المفجوعة والشيخ المستنفر لجماعته – على طريقة استنفار كافة العالمين – في قضية خصوصية جدا؛ هي قضية احتراق قناة الاخوان !
ان من يقرأ تصريح ولد الددو هذا سيخرج بالملاحظات التالية:
أن هذا شيخ الاخوان لا يرى إلا ما بين يديه فهو يختزل العالم أو المسلمين خصوصا في شخصه وجماعته التي ضربت باطنابها في عمق المتناقضات وتحسب نفسها صفوة الله من خلقه على طريقة شعب الله المختار!
أنه كان بالفعل يبرر هذا الاحتراق الذي وصفوه ب"الغامض"، وهو في الحقيقة حريق عادي جدا حسب اعتراف العاملين في القناة وإدارتها، وقع نتيجة تماس كهربائي.. وما قام الشيخ وجماعته بالتهويل إلى لتبرير هذه الخسارة لجهة ما.. قد تكون بحاجة لفعل يبرر لها صرف "انفاقها الذي جاء لوجه الله وعملا صالحا في سبيله؟!
أن هذا الاسلوب يؤكد ان الجماعة – للاسف – اصبحت في وضع عميق السوء على طريقة التردي الذي وصل إليه "الربيع الموتور" الذي هم وقوده المحترق..!

وفق الله جميع المسلمين للحق، يوم يكشف الغطاء عن اعمال الدنيا، وحفظ الله المسلمين في الدنيا يوم يأتي الزيف ليقدم "قربنا تاكله النار"..!

ولله الأمر من قبل ومن بعد

سيدي ولد محمد فال – كاتب صحفي