أوباما : الاعتراف بالذنب ليس فضيلة وكيري يودع.. الأسد في حلب والمعارضة بخفي حنين.

7 ديسمبر, 2016 - 17:56
الدكتور محمد بكر

عملياً باتت حلب بالكامل في حوزة الجيش العربي السوري، كان متوقعاً حالات الانسحاب المتتالية وتسليم المواقع بشكل متسارع من قبل فصائل المعارضة المسلحة التي لم ينفعها إعادة التشكيل في كيان موحد، لم يثمر إلا إعلامياً فقط في محاولة لرسم خاتمة ” شرفية ” قبل الانهيار الكامل.

 البؤس والتسليم بمفرزات اللعبة الدولية هي الصفة الأبرز لحال خصوم دمشق هذه الأيام، ومع الفيتو الروسي الصيني المزدوج تمت الإطاحة بكل الأوراق التي عُمل على صياغتها وتنميتها أميركياً خلال السنوات الخمس، لن تؤتي معها قمة الدول الخليجية في المنامة أية ثمار، حتى العاهل السعودي لم يُخف ” أسفه ” المجبول ربما بالهزيمة لجهة مآلات الشعب السوري وبات ينشد الحل السياسي.

بدوره لن ينفع أوباما اعترافه بأخطاء بلاده إبان التدخل العسكري في العراق والإطاحة بالرئيس الراحل صدام حسين وقد وجد فيها المولد لاستشراء التطرف، ولن يكن هذا الاعتراف بمنزلة الفضيلة على الإطلاق، فلا فضائل ترافق السياسة الأميركية، فحيث تحل وتتغلغل يعم الخراب والفوضى وتفيض الدماء.

 كيري المودع خلال أيام للمشهد السياسي بات هو الآخر يرسم خاتمة شرفية مطالباً موسكو بالضغط على الأسد للذهاب إلى طاولة المفاوضات، ولا نعرف عن أي مفاوضات يتحدث الوزير المغادر، والجيش السوري على بعد أيام لاستعادة حلب، ولا عن أي حل سياسي ينشد ويطالب السيد كيري والكفة الدولية رجحت بقوة ” وطبشت ” لصالح خصومه سياسياً وعسكرياً.

السجال المرتقي للمستوى غير المسبوق بين مندوبي الصين وبريطانيا في الأمم المتحدة يؤكد مجدداً طبيعة الحرب الدولية التي ترخي بظلالها على مشهد حروب المنطقة، وقدرة موسكو على تثقيل محورها بالورقة المصرية، وكذلك الورقة التركية التي لا نثق بثبات تحولها، لكن لنا أن نقرأ الظاهر فتصريحات بن علي يلدريم من موسكو ومنسوب الغزل والتودد الذي فاق كل الوصف، ورؤيته بأن الحل في سورية بات أقرب من أي وقت مضى، وفي توقيت تسير ساعاته ودقائق تطوراته بالكامل لصالح الأسد، فهذا يعني أن ثمة رائحة لكباش فداء يجري اعدادها وتقاسم أثمان تقديمها.

لانعرف إن كانت واشنطن ستصغي لنصيحة سفيرها الأسبق في أوكرانيا لجهة ضرورة وقف القتال ضد الأسد ووجوب التعاون مع روسيا، ولانعرف كذلك ما قيل عن طروحات ترعاها وتديرها موغيريني لجهة استثمارات وأموال سيتم تقديمها لإرضاء جميع الأطراف، وما تم من حديث عن إمكانية دمج المعارضة مع القوات الأمنية، والأهم هل سيقبل الأسد بذلك وهو المنتشي بمآلات معركة حلب؟

المؤكد أن الوقت لن يطول حتى يظهر الأسد في أحد أحياء حلب وربما في قلعتها، والمؤكد أيضاً أن المعارضة التي حُمّلت بالكثير الكثير من العتاد والمال وافتقادها لكل مقومات وروح الثورة المتجلية في شخصية القائد والحزب الثوري المنظم لعملها، لن تعود بعد طول شقاء إلا بخفي حنين، هذا إن عادت أصلاً، فبعد نشوة حلب لن تكون في ميزان الأسد وبمجموعها  إلا ” خونة ومأجورين “.

الدكتور محمد بكر

* كاتب صحفي فلسطيني مقيم في ألمانيا.

[email protected]

رأي اليوم