الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
كُشف النقاب الاثنين في تل أبيب، عن أنّ وفدًا مؤلّفًا من سبعة صحافيين عرب من المملكة المغربيّة يقومون هذه الأيّام بزيارة لإسرائيل، بدعوةٍ من وزارة الخارجيّة، التي يقودها رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو. وبحسب موقع (YNET)، التابع لصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، فإنّ هدف الزيارة هو تحسين صورة الدولة العبريّة في الإعلام العربيّ.
ونقل الموقع عن صحافيّة مغربيّة مُشاركة في الوفد قولها إنّه إذا أعلنتَ أنّك تؤيّد إسرائيل في المغرب، فإنّكَ تتعرّض للمُضايقات، وأكثر من ذلك، يقومون بمقاطعتك… أصدقائي قالوا ليّ قبل الزيارة إنّك ستندمين على قيامك بهذه الزيارة حتى أخر يوم في حياتك. وقالت أيضًا للموقع الإسرائيليّ إنّ الأمر قد يُشكّل خطرًا على حياتها، وقد يصل إلى حدّ القتل، بحسب تعبيرها.
ولفت الموقع الاسرائيلي إلى أنّه بالرغم من عدم وجود علاقات رسميّة بين إسرائيل والمغرب، فإنّ هذا الوفد المذكور يحُلّ ضيفًا رسميًّا على تل أبيب، ويضُم الوفد، بحسب الخارجيّة في تل أبيب، سبعة من الإعلاميين المغاربة المشهورين في المملكة، خمس صحافيات، وصحافيين.
وشدّدّت المصادر عينها على أنّ هدف وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة من دعوة واستضافة الوفد هو تحطيم الآراء المُسبقة والسلبية عن الدولة العبريّة، مُوضحةً في الوقت عينه أنّ أعضاء الوفد سيجتمعون إلى مسؤولين كبار من الجيش الإسرائيليّ، علاوة على تنظيم لقاءات مع وزراء في الحكومة الإسرائيليّة، ونواب في الكنيست، وقضاة في المحكمة العليا الإسرائيليّة. كما أنّ أعضاء الوفد سيقومون بجولةٍ على الحدود مع قطاع غزّة المُحاصر.
وقالت إحدى الصحافيات، التي أكّد الموقع الإسرائيليّ إنّها من الإعلاميّات المشهورات والمعروفات جدًا في المغرب، قالت إنّها تلقّت في العام 2009 دعوةً لزيارة الدولة العبريّة، ولكنّها خشيت من تلبية الدعوة. وتابعت: “نحن نقع في إطار تأثير الإعلام العربيّ ورجال الدين، الذين يُشدّدون على دعم القضية الفلسطينيّة”، وفق أقوالها.
وأردفت قائلةً إنّ المواطنين في المغرب يخشَوْن من مقاطعتهم. لأنّه إذا أيدّت إسرائيل، أوْ حتى عبّرت عن رأيٍ سلبيًّ بالنسبة للمشكلة الفلسطينيّة، فإنّ الردّ الشعبيّ سيكون صعبًا للغاية، كما أكّدت في حديثها.
وكشفت النقاب في معرض ردّها على سؤالٍ إنّها في العام 2011 تلقّت دعوةً أخرى لزيارة إسرائيل، وأبلغت المسؤول عنها في الإذاعة التي تعمل فيها عن نيتّها تلبية الدعوة، لكنّه حذّرها بأنّه سيقوم بإقالتها من عملها في حال قيامها بزيارة إسرائيل، لأنّه إذا علموا في المغرب بأنّ صحافيّة تعمل لديه قامت بزيارة إلى الدولة العبريّة، فإنّه سيُتهّم بالتطبيع.
ولفتت إلى أنّ الاتهّام بالتطبيع مع إسرائيل هو الـ”شيطان”، الذي يتّم استخدامه في بلادها لإخافة المغاربة. وقالت:”ممنوع علينا أنْ نُطبّع، يقولون لنا، مع الدولة العبريّة ومع الجيش الإسرائيليّ، الذي يقوم بنهب أراضي فلسطين، هكذا يقولون لنا”.
وأوضحت الصحافيّة المغربيّة للموقع العبريّ أنّه في العام 2013 قامت بزيارة إلى الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، ونشرت مقالاً عن شابٍ يهوديّ من أصولٍ مغربيّةٍ التقت معه في واشنطن، لافتةً إلى أنّ المقال لاقى رواجًا واسعًا، لأنّه كانت المرّة الأولى التي يُخاطب فيها شابًا يهوديًا المُسلمين في المغرب باللغة العربيّة. وتابعت قائلةً إنّه بواسطة الشاب المذكور، تعرّفت إلى حسن كعبيّة، وهو الناطق الرسميّ بلسان الخارجيّة الإسرائيليّة لوسائل الإعلام العربيّة، والذي وجّه لها الدعوة لزيارة إسرائيل، وهو اليوم المسؤول عن مرافقة الوفد المغربيّ خلال زيارته للدولة العبريّة.
وقالت الصحافيّة، التي لم ينشر الموقع اسمها، كما أنّ صور الوفد التي نشرتها الخارجيّة الإسرائيليّة، تمّ من خلالها إخفاء وجوه أعضاء الوفد، قالت إنّه في المغرب هناك مَنْ يقول إنّه يوجد فرقًا بين اليهود وبين الصهاينة، ولكن بالنسبة لها، شدّدّت، هذا الأمر لا يهُم.
وأضافت: أُريد التعرّف على إسرائيل، وليس كما يعرضونها علينا في وسائل الإعلام العربيّة… لم أكشف الأمر للعديد من زملائي وأصدقائي في المغرب… وقالت أيضًا إنّ اليهود، الذين ما زالوا في المغرب، يتعرّضون للتمييز، ولكن أحدًا لا يتكلّم عن ذلك، على حدّ قولها.
وقالت أيضًا إنّ أعضاء الوفد سافروا سويةً من كازابلنكا ولم يقُم أيّ أحدٍ بالاعتراض على سفرهم، أوْ توجيه الأسئلة لهم حول الزيارة لإسرائيل، حسبما قالت للموقع العبريّ.