تونس ـ (أ ف ب) – د ب ا: أقالت الحكومة التونسية الجمعة وزير الشؤون الدينية محمد بن سالم من مهامه وذلك غداة تصريحه في البرلمان بأن الوهابية هي سبب التكفير والارهاب.
وقالت الحكومة في بيان “قرر رئيس الحكومة يوسف الشاهد إقالة السيد عبد الجليل بن سالم وزير الشؤون الدينية من مهامه وذلك لعدم احترامه لضوابط العمل الحكومي وتصريحاته التي مست بمبادئ وثوابت الديبلوماسية التونسية”.
واستبعدت تونس الخميس أي توتر محتمل في علاقتها مع المملكة السعودية في أعقاب تصريحات مثيرة للجدل لوزير الشؤون الدينية الذي ألقى باللائمة على التيار الوهابي في انتشار الارهاب.
وقالت وزارة الشؤون الدينية في بيان لها بعد ساعات قليلة من تصريحات الوزير عبد الجليل بن سالم إن العلاقة مع المملكة العربية السعودية “ملؤها الانسجام والتعاون خدمة لديننا الحنيف، وأن لها من المتانة والعمق بحيث لا يكدر صفوها شيء”.
وجاء في البيان أيضا “تؤكد الوزارة على احترام جميع المذاهب الإسلامية مع الحرص على التمسك بمذهب بلادنا وسنتنا الثقافية”.
كان عبد الجليل حمل المدرسة الوهابية الدينية مسؤولية انتشار الإرهاب والتطرف داعيا رجال الدين في المملكة السعودية إلى المبادرة بإصلاحات دينية.
ويعد هذا التصريح من بين الانتقادات العلنية النادرة التي يوجهها مسؤولون رسميون في دول عربية للمؤسسة الدينية في السعودية.
وقال الوزير- في جلسة استماع اليوم أمام أعضاء لجنة الحقوق والحريات في البرلمان التونسي: “قلت لسفير السعودية وأمين عام وزراء الداخلية العرب وهو سعودي، أصلحوا مدرستكم فالإرهاب تاريخيا متخرج منكم”.
وأضاف الوزير “أقول هذا كعالم وكمفكر، التكفير لم يصدر عن أي مدرسة أخرى من مدارس الإسلام. لايصدر التكفير إلا من المدرسة الحنبلية والمدرسة الوهابية فأصلحوا عقولكم”.
ومهد ظهور المدرسة الوهابية مع مؤسسها محمد بن عبد الوهاب في شبه الجزيرة العربية في القرن الثامن عشر لانتشار التيارات السلفية لاحقا والمنادين بتطبيق صريح للشريعة الاسلامية.
وتعد السعودية من بين أكثر الدول تشددا في تطبيق الشريعة في العالم الإسلامي.
وتابع عبد الجليل في كلمته أمام اللجنة البرلمانية “هناك مراجعات في الجامعات السعودية، والآن هناك أصوات أكاديمية تقول نحن سبب المشكلة وسبب الأزمة. فكرنا، مدرستنا هي التي تنتج الارهاب وهي التي تتعب المؤسسة السياسية في المملكة السعودية”.
وأوضح في كلمته أيضا “ما نراه في العالم الإسلامي من تشدد وارهاب هو راجع إلى هذه المدرسة سواء كانوا على حسن نية أو سوء نية. معرفيا ومنهجيا لا ينتج هذا الفكر إلى تطرفا”.
وتعاني تونس من موجات تشدد ظهرت على السطح وانتشرت بعد أحداث الثورة عام .2011 ويقاتل آلاف من الجهاديين التونسيين في صفوف تنظيمات متشددة وفي مقدمتها تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف “داعش” وتنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي وتنظيم انصار الشريعة.
وكانت السعودية أعلنت في كانون أول/ ديسمبر الماضي بشكل مفاجئ عن تحالف عسكري من 34 دولة اسلامية لمحاربة الارهاب. وأعلنت تونس دعمها للتحالف سياسيا.