تجمع الروايات المتداولة للتاريخ السياسى الموريتانى المعاصر على أن أول نشيد للبلد كان من تأليف حركة النهضة الموريتانية وتلحين الفنان الضرير "الجيش ولد سدوم"، وكان مخصصا للبلد وتضحيات أبنائه ومحرضا ضد الاستعمار الفرنسى، لكن الفرنسيين أسقطوه عشية الاستقلال لما يرمز له من معارضة للحكم الفرنسى بموريتانيا.
النشيد الذى قوبل بترحاب شديد داخل الساحة الموريتانية ألفه القيادى بحركة النهضة " الشيخ ماء العينين ولد محمد الأمين أشبيه"، وكان لتلحينه من قبل الفنان "الجيش لد سدوم" صدى واسع داخل المناطق الحضرية والريف، بحكم جمال صوت الرجل ومكانته لدى علية القوم ساعتها.
وتقول كلمات النشيد الذى كانت مجمل النخب المتحررة من الإستمعار تردده :
هذا آخر نومنا .. بلادنا لاتشتكى
لقد نفى عنا الونى .. طموحنا ومجدك
نضيئ رفضا للخنا .. ظلام جهل حالك
شبابنا نفوسنا .. أرواحنا كل لك
شناقطة شنقيطنا .. لنا ولا للمالك
وقد تم اقرار النشيد فى مؤتمر حركة النهضة 25 أغشت 1958 الذى تم فيه انتخاب أول قيادة للتنظيم السياسى المعارض للوجود الفرنسى وكانت على النحو التالي (*) :
بوياقي ولد عابدي رئيسا
أحمد باب ولد أحمد مسكه أمينا عاما للحزب
الأعضاء :
بمب ولد اليزيد
الشيخ ماء العينين ولد محمد الأمين أشبيه
يحي ولد منكوس
ابن ولد ابن عبدم
هيبه ولد همدي
وقد أختفى النشيد من التداول بعد الإعلان عن استقلال البلاد، ولم تسمح الإذاعة الوطنية ببثه ضمن أغانيها لما يرمز له من حقبة تاريخية سياسية كان أصحابها من طيلة المعارضين للحكم الجديد.
بعد قضاء أكثر من مائة يوم في سجون العسكر الظالمة
(*) موريتانيا المعاصرة.