صنعاء/ زكريا الكمالي/ الأناضول : زار مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، اليوم الاثنين، موقع “مجلس العزاء” في صنعاء، الذي قصفته طائرات “التحالف العربي”، ما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 500 شخص.
وأفاد مراسل الأناضول، أن “ولد الشيخ” قام مساء اليوم، بزيارة موقع “الصالة الكبرى” جنوبي صنعاء، واطلع على آثار الدماء والحرائق التي طالت “مجلس العزاء”، في 8 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
ورفض المبعوث الأممي الإدلاء بأي تصريحات لمراسلي وسائل الإعلام، الذين رافقوه خلال زيارته إلى موقع “مجلس العزاء”.
واستهدف قصف شنته طائرات “التحالف العربي” في 8 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، “مجلس عزاء” كان يحضره مسؤولون كبار موالون لجماعة “أنصار الله”، لتقديم التعازي إلى وزير داخلية “الحوثيين” جلال الرويشان، بوفاة والده، ما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 500 شخص.
وكشف فريق مشترك من قيادة “التحالف العربي” وخبراء أمريكيين في 17 أكتوبر الجاري، أن الهجوم الذي تعرض له مجلس العزاء بصنعاء، جاء بسبب “معلومات مغلوطة قدمت لها من جهة تابعة لرئاسة هيئة الأركان العامة اليمنية”.
وجاءت زيارة ولد الشيخ، إلى موقع “مجلس العزاء” في أعقاب اجتماع استمر أكثر من 3 ساعات مع الوفد المشترك لجماعة “أنصار الله” (الحوثيين) وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، التفاوضي.
وقالت مصادر مقربة من الوفد للأناضول، إن اللقاء ناقش مسوّدة خطة لحل النزاع تتضمن الاجراءات الأمنية والسياسية، ومنها تشكيل حكومة وحدة وطنية، والتطرق إلى تفاصيل أخرى، مثل الاستفتاء على الدستور وإجراء انتخابات في البلاد.
وشدد المبعوث الأممي، خلال اللقاء، على ضرورة تمديد قرار وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة أخرى، وذلك بعد فشل الهدنة السابقة التي دخلت حيّز التنفيذ فجر الخميس الماضي، في تثبيت وقف إطلاق النار، بحسب المصادر.
وكان ولد الشيخ قد أعلن بعد وصوله إلى صنعاء أمس الأحد، أنه سيبحث خلال الزيارة “أفكار يمكن بلورتها إلى خطة ملموسة سيتم عرضها خلال الساعات المقبلة”.
وقال في تصريحات لوسائل الإعلام، إنه سيعمل على تفعيل هدنة جديدة واصفا الهدنة الأولى بـ”الهشة”.
وفي الساعة الأولى من الأربعاء الماضي، أعلنت الأمم المتحدة عن دخول هدنة في اليمن حيز التنفيذ، استمرت 72 ساعة، وسط تبادل الاتهامات بين طرفي الصراع في البلاد، بخرقها.
وتوقعت ذات المصادر، أن تتواصل الاجتماعات بين “ولد الشيخ” ووفد (الحوثي/ صالح)، صباح غدا الثلاثاء، للوقوف على صيغة نهائية لمسوّدة الحل، على أن ينتقل بعدها المبعوث الأممي إلى العاصمة السعودية الرياض للقاء وفد الحكومة اليمنية، لعرض شروط “الحوثيين” للتهدئة وإنهاء الحرب.
وفي ذات السياق، تمسك المبعوث الأممي، اليوم، بعدم الاجتماع مع “المجلس السياسي” المشكل بالمناصفة بين “الحوثيين” وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وشدد “ولد الشيخ” على رفضه للقاء “المجلس السياسي” بشكل قاطع، باعتباره جهة غير قانونية، حسب تصريحات مصادر مقربة من “حزب صالح” للأناضول.
وأفادت المصادر، أن “المجلس السياسي”، اضطر للاجتماع مع الوفد التفاوضي، في القصر الجمهوري بصنعاء، لمناقشة موقف المبعوث الأممي.
ويسعى “الحوثيون” و”حزب صالح” لصبغ شرعية على مجلسهم السياسي من خلال لقاءه بالمبعوث الأممي والتفاوض على مستقبل البلاد معه، باعتبار ذلك المجلس هو من يدير شؤون اليمن، كما نص قرار انشائه.
وكان المبعوث الأممي، قد انتقد في أغسطس/ آب الماضي، بشدة تشكيل “الحوثيين” و”حزب صالح” لهذا المجلس، واعتبره” خطوة أحادية” ونسفا لعملية السلام.
ومنذ رفع مشاورات الكويت في السادس من أغسطس الماضي، قام المبعوث الأممي بجولة مكوكية شملت عدد من العواصم العربية والأوروبية، من أجل التهيئة لجولة جديد من مشاورات السلام.
ويحمل المبعوث الأممي خطة دولية كشف وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أواخر أغسطس/ آب الماضي، عن بعض ملامحها، وتتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحوثيون، وانسحاب المسلحين من المدن وتسليم السلاح الثقيل إلى طرف ثالث لم يتم الافصاح عنه، لكن الخلافات ماتزال تدور حول تزمين تلك الخطة.
ويشهد اليمن حربًا منذ قرابة عامين بين القوات الموالية للحكومة اليمنية من جهة، ومسلحي الحوثي وقوات صالح من جهة أخرى، مخلفة أوضاعاً إنسانية صعبة.