الرياض ـ (أ ف ب) –(د ب ا): اعلن التحالف العربي بقيادة السعودية والذي يشن حملة عسكرية في اليمن استعداده لاشراك الولايات المتحدة في تحقيق “فوري” حول الغارة التي اوقعت اكثر من 140 قتيلا ومئات الجرحى السبت خلال مراسم عزاء في صنعاء.
وقالت قيادة التحالف في بيان نشرته وكالة الانباء السعودية في وقت متأخر ليل السبت الاحد انه “سوف يتم إجراء تحقيق بشكل فوري من قيادة قوات التحالف وسيسعى فريق التحقيق للاستفادة من خبرات الجانب الأمريكي والدروس المستفادة في مثل هذه التحقيقات”.
واضاف البيان انه “سوف يتم تزويد فريق التحقيق بما لدى قوات التحالف من بيانات ومعلومات تتعلق بالعمليات العسكرية المنفذة في ذلك اليوم وفي منطقة الحادث والمناطق المحيطة بها، وستعلن النتائج فور انتهاء التحقيق”.
واعربت قيادة التحالف “عن عزائها ومواساتها لأسر الضحايا والمصابين في الحادثة المؤسفة والمؤلمة التي وقعت في صنعاء هذا اليوم السبت 8 أكتوبر 2016 م”، مؤكدة ان “لدى قواتها تعليمات واضحة وصريحة بعدم استهداف المواقع المدنية وبذل كافة ما يمكن بذله من جهد لتجنيب المدنيين المخاطر”.
واتهم الحوثيون الذين يسيطرون على صنعاء، التحالف الذي تقوده السعودية بتنفيذ الغارة والتسبب “بالمجزرة”.
وعلى الاثر اعلنت الولايات المتحدة السبت أنها بدأت عملية “مراجعة فورية” للدعم الذي تقدمه للتحالف. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض نيد برايس في بيان ان “التعاون الأمني للولايات المتحدة مع السعودية ليس شيكا على بياض (…) وفي ضوء هذه الحادثة وغيرها من الحوادث الأخيرة، شرعنا في مراجعة فورية لدعمنا الذي سبق وانخفض بشكل كبير للتحالف الذي تقوده السعودية” في اليمن منذ اذار/مارس 2015.
وأضاف “ان واشنطن مستعدة لتصحيح دعمها بما يتلاءم بشكل أفضل مع المبادئ والقيم والمصالح الأميركية، بما في ذلك التوصل إلى وقف فوري ودائم للنزاع المأسوي في اليمن”.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي نيد برايس في بيان مساء السبت إن “تعاون الولايات المتحدة الأمني مع المملكة العربية السعودية ليس شيكا على بياض … حتى ونحن نساعد المملكة العربية السعودية في الدفاع عن سلامة أراضيها، فإن لدينا وسنستمر في الاعراب عن مخاوفنا الجدية حول الصراع في اليمن”.
وقالت الامم المتحدة إن اكثر من 140 شخصاً قتلوا واصيب حوالي 525 آخرين في الغارة الجوية التي استهدفت الصالة الكبرى، الخاصة بالمناسبات الاجتماعية، التي كان يؤمها ألاف المعزين الذين حضروا اليها لتقديم واجب العزاء في والد اللواء جلال الرويشان، وزير الداخلية الموالي للمتمردين الحوثيين في صنعاء.
ونجا الرويشان من الهجوم بدون أي أذى.
ووصف ستيفن أوبراين، نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، الهجوم بـ”المروع والبشع″، قائلا إن عدد الضحايا من المرجح أن يرتفع.
وقال أوبراين إن الهجوم “يسلط الضوء مرة أخرى على الخطر الكبير على المدنيين عندما يتم استخدام أسلحة متفجرة في المناطق السكنية”.
وقال مسؤولون طبيون في صنعاء ان من بين القتلى محافظ صنعاء عبد القادر هلال، وغيرهم من قيادات الحوثيين.
وأدان المجلس السياسي الأعلى، الذي شكلته جماعة الحوثي، الهجوم.
وقال المجلس إن “العمل الإجرامي الذي ارتكبه طيران العدوان السعودي الأمريكي في صنعاء لن يمر دون رد يشفي صدور اليمنيين. ندعو الجيش واللجان الشعبية لدراسة واستخدام كل الوسائل المتاحة للرد على هذه الجريمة وغيرها من الجرائم”.
ونفت قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية استهداف الصالة بالغارات الجوية، وقالت في بيان لها، “سيتم إجراء تحقيق فوري بمشاركة خبراء من أمريكا وسيتم تزويدهم ببيانات تتعلق بالعمليات العسكرية المنفذة في ذلك اليوم”.