ابطال التاريخ...

4 أكتوبر, 2016 - 21:28

سئل القائد الفرنسي نابليون بونابارت عن كيفية مواجهة المصاعب فقال "إن أفضل وسيلة للتغلب على الصعاب هي اختراقها".. قد يكون الرئيس محمد ولد عبد العزيز أعجب بهذه الفكرة، التي تمثلها حرفيا في أكثر من موقعة بدءا بتصحيح المسار صبيحة الـ6 أغسطس 2008 مرورا بطرد سفير
 الكيان الصهيوني ذليلا في مارس 2009، وانتهاء بالقمة العربية التاريخية في نواكشوط، وغير ذالك من قرارات وتوصيات ومكاسب كانت في عداد المستحيلات قبل أن تتجسد واقعا معاشا على أرض الملثمين هذه.
حاول الرئيس محمد ولد عبد العزيز على مدار السنوات الماضية السير على خطى أبطال التاريخ، الذي يضحون من أجل الآخرين، فجسد شخصيات جيل حركات التحرر في إفريقيا والوطن العربي، من أمثال نيكروما وجمال عبد الناصر وباتريك لومومبا وأحمد بنبلا، خلال توليه رئاسة الاتحاد الإفريقي 2014، فدعا إلى وحدة القارة، اقتصاديا وسياسيا ورفع التحديات التي تواجه قطار التنمية منذ سنوات الاستقلال.
وعمل قدر جهده على تجسيد هذه الرؤية ونجح إلى حد بعيد رغم ضيق الوقت وذات اليد في حل نزاعات ولدت مع القارة، وأعاد بصيص الأمل للشباب الإفريقي الذي تتقاذفه قوارب الموت في محيطات العالم.
وعلى المستوى العربي نجحت دبلوماسية الرئيس محمد ولد عبد العزيز في عقد القمة العربية في نواكشوط، التي زارها بالمناسبة عدد من قادة العرب لأول مرة في حياتهم..
تحولت موريتانيا خلال سنوات قليلة إلى نقطة ارتكاز في المشهد الإقليمي والدولي، بعد النجاح الباهر للمقاربة الموريتانية لمواجهة الإرهاب والتطرف، بعد مقاربات مماثلة في مجالات التنمية تحقق بفضلها لهذا الشعب ما لم يتحقق خلال 50 سنة على أيدي أجيال من الرؤساء وقادة الرأي والفكر والسياسة..
اليوم تدخل موريتانيا مرحلة جديدة من تاريخها السياسي تتشكل بذرتها هذه الأيام في قصر المؤتمرات بسواعد النخبة الوطنية بكل أطيافها، مرحلة ستعيد كتابة التاريخ من جديد، بقلم صانع تاريخها الحديث ومفجر نهضتها التنموية الرئيس محمد ولد عبد العزيز..
ستفضي المشاورات الجارية إلى رزمة من القرارات والتوصيات المتعلقة بتعديل دستوري، ليست له صلة بالمأمورية الرئاسية التي يدور حولها المخلفون عن الحوار منذ ولوجهم عالم السياسة مصادفة.
التغييرات الدستورية المقترحة تتعلق أساسا بإلغاء مجلس الشيوخ، وتغيير النشيد والعلم الوطنيين، ذالك أن الأول لا يزمر للدولة الوطنية من قريب أو بعيد، أما الثاني فلا رمزية فيه للمقاومة الموريتانية للاستعمار، لذلك ارتأى البعض إضافة لون أحمر إلى ألوانه تخليدا لذكرى رجال خضبت دماءهم هذه الأرض التي نعيش فوقها اليوم.
وهناك توصية ثالثة بأن تتضمن ديباجة الدستور إشادة بأبطال المقاومة على غرار دساتير دول وشعوب العالم التي تحترم نفسها.
فهل ترون في هذه التعديلات ما يمهد لمأمورية ثالثة أورابعة، أو ما يمدد فترة حكم الرئيس، أيها الواقفون على رصيف الحياة..
"اللاهثون على هوامش عمرنا   سيان إن حضروا وإن هم غابوا.."
وتبقى " أفضل وسيلة للتغلب على الصعاب هي اختراقها".
والقافلة تسير..
سيدي محمد ولد ابه