السعوديون يتنفّسون الصُّعداء ويتباهون بنجاح الحج بعد موسم “كارثي” العام الماضي.. ومُغرّدون يحمّلون “إيران” مسؤولية “الكوارث”

16 سبتمبر, 2016 - 15:45

يبدو أن السعوديين بدأوا يتنفسون الصّعداء، فموسم الحج هذا العام، انتهى بلا “كوارث”، والسلطات السعودية كانت حريصة هذا العام أكثر من أي عام مضى أمنياً وخدماتياً، كي تُثبت للعالم أنها ما زالت “قادرة” على تنظيم الحج، وإدارته والإشراف عليه، رغم التشكيك الذي سعت له بعض الدول “المُتخاصمة” مع المملكة.

هو نجاحٌ باهرٌ لا مثيل له، أثبت حكامنا أنهم أهل الحزم والعزم، بهذه الكلمات “الاحتفالية”، شارك مُغرّدون سعوديون منهم محمد العتيبي، وسارة الهاجري بانتهاء موسح حج 1437، ودشّنوا وسماً تحت عنوان “نجاح موسم حج 1437″، وتحول “الهاشتاق” الأكثر تفاعلاً في الساعات الماضية إلى منصّة للتباهي بقوات الأمن السعودية، والجيش الذي أتم المهمة على أكمل وجه، وذلك بحسب المُغردين “الفخورين” ببلاد الحرمين، وإنجازاتها التاريخية على حد تعبيرهم.

نشطاء موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، وجّهوا الملامة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ووقوفها وراء أحداث كارثة “مِنى” العام الماضي، وبالرغم أن ضحايا الكارثة، كانوا غالبيتهم من إيران بحسب بعض المُشاركين في التغريدات، إلا أن حساب “سعودي” أكد أن غيابهم هذا العام كان الأساس في نعمة الأمن والأمان التي رافقت موسم حج، وتواجدهم هو سبب كل علّة، وبؤس يُصيب الأمة العربية والإسلامية، أما الناشطة ليلى فقد طالبت السلطات الإيرانية البدء بالبكاء واللطم والعويل بسبب نجاح الموسم على عكس توقعاتهم “الحاقدة” كما وصفتها.

الإعلام السعودي بدوره، لم يُغفل تلك اللحظات التي وصفها بالتاريخية، وركّز في تغطيته على مقاطع مواقع التواصل الاجتماعي المُتداولة، والتي تظهر مدى حُسن تربية جنود الوطن، ومشاعرهم “الرقيقة” في مساعدة كبار السن، وتعاملهم “اللطيف” مع الأطفال، كما سارعت الصحف المحلية إلى تغطية الحدث، وأفردت صفحاتها الأولى، لرصد كل صغيرة، وكبيرة تدل على أخلاق القائمين على موسم الحج، وتمتعهم بالمهنية العالية التي تُمكّنهم من خدمة حجيج بيت الله الحرام، وهذا بحسب صحف بلاد الحرمين، لا يتم إلا بحكمة المليك، وولي عهده الأمين.

وبرغم الأجواء “الاحتفالية” التي طغت على “هاشتاق” نجاح الحج، إلا أن بعض النشطاء المُغرّدين، حاولوا تذكير سلطات بلادهم، أنهم يخوضون حرباً في اليمن الشقيق، وفي ظل هذه الاحتفالات، لا بد أن يكون هناك قرارات “حازمة” تنهي تلك الحرب التي بدأت تأكل أخضر السعودية، وبرأي الناشط حمود العسيري، أنه لا يُمكن أن يكتمل الاحتفال، ولنا أخوة يُقتلون في السعودية كان أو في اليمن، أما المُغرّدة سلوى المطيري فتساءلت عن سبب تلك الفرحة بالإنجازات، ونحن لنا هذه الإخفاقات خارج حدونا، وأضافت “إلى متى؟”.

هو إنجازٌ لا بد أن يُحسب للعربية السعودية في موسم حج هذا العام، بعد إخفاقات “كارثية”، وتهديدات “إرهابية” بحسب مراقبين، لكن هذه الاحتفالات بنجاح الموسم، ستنتهي بكل الأحوال، وسيعود المواطن “المُحتفل” ذاته كما يرى مراقبون إلى حياته اليومية، والتي بدأ يعاني فيها مع تطبيق سياسة “التقشف”، وسيعود كذلك للاستماع إلى نشرات الأخبار العالمية التي تتحدث عن سقوط جرحى، وقتلى من الجانب السعودي في اليمن، وتلك القوانين “الأمريكية” التي ستُلاحق بلاده بتهمة “الإرهاب”، ولا بد لهذا المواطن أن يعود للتظاهر الافتراضي، والمُطالبة بإيجاد حلول “حازمة”، ليتنقل مجدداً من الاحتفال إلى الجدال، يقول مراقبون.

المصدر