قصيدة محمود درويش “بطاقة هويّة” تُشعل أزمة حادّة بإسرائيل وليبرمان يستدعي قائد إذاعة الجيش للاستجواب ”

21 يوليو, 2016 - 10:06

الناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

 حتى بعد 8 أعوام من رحيله ما زال شاعر فلسطين الأوّل محمود درويش، بقُضّ مضاجع الإسرائيليين، قيادةً وشعبًا، فقد أحدث نشر قصائد الشاعر الفلسطينيّ الراحل محمود درويش، في إذاعة الجيش الإسرائيليّ، عاصفة سياسية داخل إسرائيل. فبعد بث القصائد، توالت ردود الفعل السياسية الحادة، ما دفع وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، إلى استدعاء المسؤول عن الإذاعة، يارون ديكل، من أجل الاستجواب.

ورأى ليبرمان في البرنامج، الذي يأتي ضمن سلسلة برامج تحمل اسم “النص الإسرائيلي المؤسّس″، أنّ الحديث يدور عن قضية خطيرة لكونها تتناول نصوصًا ضد الصهيونية، وتشكل وقودًا للأعمال الإرهابية ضد دولة إسرائيل، على حدّ تعبيره. وانتقد وزير الأمن، المسؤول المُباشر عن إذاعة الجيش، انتقد أيضًا اهتمام الإذاعة بهذا النوع من النصوص على أنّها جزء من نصوص مؤسِّسة للمجتمع الإسرائيلي. وشدد في سياق حديثه على أنّه لا يُمكن تجاهل ذلك والمضي قدمًا، بحسب تعبيره. في المقابل، لم تتمالك وزيرة الثقافة، ميري ريغيف، نفسها، وهي المعروفة بمواقفها اليمينيّة المُتطرّفة، لم تتمالك نفسها، بل بادرت إلى توجيه رسالة عاصفة اتهمت فيها إذاعة الجيش بأنها فقدت صوابها.

واقتبست ريغيف بعض الأبيات الشعرية من قصيدة “بطاقة هوية”، كي تثبت أن درويش يعارض أصل وجود دولة إسرائيل. ووصفت الوزيرة الإسرائيليّة إذاعة الجيش بأنّها انحرفت عن الطريق، مضيفةً أنّ المحطة الرسمية في وزارة الأمن لا يمكنها السماح لنفسها بتعظيم وتمجيد الرواية المعادية لإسرائيل في إطار برنامج إذاعي شُغل في جوهره بنصوص إسرائيلية.

ولفتت وزيرة الثقافة الإسرائيليّة أيضًا، بحسب صحيفة (هآرتس) إلى أنّ درويش ليس إسرائيليًا، ونصوصه ليست إسرائيلية، وجوهره يعارض القيم الرئيسية للمجتمع الإسرائيليّ، على حدّ تعبيرها. في المقابل، رأى عضو الكنيست رئيس “القائمة المُشتركة” المحامي أيمن عودة، أنّ وزيرة الثقافة تخاف من الشعر، وتعلم أننا إذا اعترف بعضنا بثقافة بعض، فربما في النهاية نرغب في العيش بسلام معًا. وكان المحرر والشاعر الطيب غنايم قد تحدث في برنامج إذاعة الجيش، كما أفاد بذلك موقع “المصدر” الإسرائيليّ، عن سيرة حياة درويش، وعن مشاركته في النضال الوطني الفلسطيني، كذلك قرئت قصيدة درويش “بطاقة هوية” بالعربية وبالعبرية.

إلى ذلك، قالت صحيفة “إسرائيل اليوم”، المُقرّبة جدًا من رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، قالت إنّ إذاعة الجيش الإسرائيلي هي المحطة العسكرية الوحيدة في العالم التي توفر لكثرة حماقتها وبؤسها منصة لأحد ألد أعداء إسرائيل. علاوة على ذلك، لفتت في سياق تقريرها إلى أنّ درويش يرمز مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، إلى الطموح الفلسطيني إلى تدمير إسرائيل.

ورأت الصحيفة أيضًا أنّه بعد البرنامج عن درويش، بات يمكن البث لجنود الجيش برامج حول كتاب كفاحي لأدولف هتلر، باعتباره شخصية بلورت تاريخ العشرين، ولكليهما هدف مشابه، القضاء على اليهود، على حدّ تعبير الصحيفة العبريّة. واستضاف مقدم البرنامج كوبي ميدان في برنامجه الصحافي الطيب غنايم وناقشا قصيدة “بطاقة الهوية” التي خطها درويش مطلع سبعينيات القرن الماضي وخلدّ فيها موقف العربي أمام الجندي لصهيوني الواقف على حاجزه العسكرية ابّان الحكم العسكري الذي فرضته إسرائيل على الفلسطينيين. ودافعت إدارة إذاعة الجيش في بيان عن البرنامج مؤكّدةً على أنّ الانفتاح على الجامعات والحرية في أوساط الأكاديميين يلزمنا إفساح المجال أمام المستمعين لإثراء أفكارهم، بحسب البيان الذي أصدرته.

وممّا جاء في قصيدة “بطاقة هويّة”: سجل أنا عربي سلبت كروم أجدادي وأرضا كنت أفلحها أنا وجميع أولادي ولم تترك لنا ولكل أحفادي سوى هذي الصخور فهل ستأخذها… حكومتكم كما قيلا إذن سجل برأس الصفحة الأولى أنا لا أكره الناس ولا أسطو على أحد ولكني إذا ما جعت آكل لحم مغتصبي حذار حذار من جوعي ومن غضبي.