القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:
قال الشيخ يوسف القرضاوي إن أحلى صلاة مغرب صلاّها في حياته كانت في أثناء اعتقاله، مشيرا الى أن مسؤولي السجن سمحوا للمعتقلين ذات يوم بأداء صلاة المغرب في جماعة .
وأضاف القرضاوي وقد غلبه البكاء : “صلاة الجماعة كانت محرّمة علينا ونحن في الزنازين، فسمحوا لنا أن نصلّي جماعة في ساحة السجن الكبرى، فصليت بالإخوة الربع الأخير من سورة آل عمران ” لتبلونّ في أموالكم وأنفسكم ولتسمعنّ من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور ” وفيها ” فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقُتلو ” .. “
وتابع القرضاوي وقد بلغ منه البكاء مبلغه :
” وأنا أقرأ هذه الآيات ودموعي تذرف ، الى أن جئت في آخر آية
” يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون “
فوجدت الإخوة خلفي دموعهم تنهال ، وكان معهم الشيخ مختار من وعاظ الأزهر فطلب الكلمة ، وقام الشيخ فريد عبد الخالق ليتكلم ، وطلبوا مني أن أتكلم ، فقلت لهم : لا أريد أن أتكلم ، تكفيني القراءة “
وتابع القرضاوي في الحلقة الرابعة من برنامج ” مراجعات ” :
” لم يسمح مسؤولي السجن بإعادة مثل تلك الصلاة مرة أخرى ، كانت قوة روحية هائلة ” بكى “
لم يسمحوا أن تعاد مرة ثانية “
وتابع القرضاوي : للصلاة قوة ، الله تعالى يقول :” يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين “
والنبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر ، فزع الى الصلاة، يستعين بها ، وقال صلى الله عليه وسلم ” جُعلت قرة عيني في الصلاة “
” أرحنا بها يا بلال “
” وتابع القرضاوي : ” بعض الناس كأنه يقول أرحنا منها، كـأنها عبء يريد أن يتخلص منها..
الصلاة عدة للمسلمين لملاقاة أعباء الحياة ومشاق الحياة، ومآسي الحياة ، وهذه هي الصلاة العظيمة ” .