ربما تكون ظروف التشرد واللجوء حسبما توصل إليه محللون أمس، هي التي اضطرت شاباً سورياً لقيادة عصابة مسلحة ضمت شابين معه، وسطت شاهرة مسدسات مطاطية، على فرع البنك الوطني لموريتانيا الواقع على مقربة من السوق المعروفة بسوق «جامع المغرب» في قلب العاصمة الموريتانية نواكشوط.
وهزت هذه الحادثة سكان العاصمة نواكشوط الذين توزعتهم المخاوف من تطور جريمة السطو المسلح في رابعة النهار، وعواطف الشفقة على الشعب السوري الذي تحول أفراد منه للاجئين يضبطون في عصابات النشل والسطو.
وقد فوجئ حراس فرع البنك الوطني ضحوة السبت بثلاثة أشخاص يحملون معهم «خنشة» ملأى وهم يدخلون مقر البنك مؤكدين أنهم جاؤوا لإيداع أموال في حسـابهم.
لكن سرعان ما تحول الزوار المودعون للصوص، حيث أشهروا مسدسات ظهر فيما بعد أنها مطاطية، وهددوا زبناء وحراس البنك قبل أن يسرقوا مبالغ ويتجهوا لبوابة الخروج.وقد شـاءت الصـدف أن العصـابة لـم تـكن متخصصـة فصاح علـيها الـحراس ليبـتدرها المارة المزدحـمون في السوق المجاور ويلقوا القبـض عليها قبل أن يوسعوا أفرادها ضرباً ولكماً، وهي عادة إفريقية متبعة عند الإمساك بلصوص.
بعد قليل، وصلت الشرطة لتضبط الشاب السوري وأفراد عصابته في مؤخرة اللندكروزر، وتباشر التحقيق معهم حيث أسفر عن سلامة الأشخاص وإرجاع الأموال.ومما لفت الانتباه أن أحد أفراد العصابة المعروف في السـوق كان يردد شـعارات تندد بتعاطي البنـوك للربا التي حرمها الله، وهو الأمر الذي جـعل المحققين يتوجسون خيفة من أن تكون للعـصابة عـلاقة بسـلفيين متشـددين. أما المشهد المحزن في كل هذا فهو رؤية شاب سوري وسيم وهو يتعرض للركل والرفس في معركة اضطرته الظروف لخوضهـا وهو يعيش أوضاع اللجوء والتشرد في أقصى الغرب بعد أن كان مدافعاً عن شرفه في موطـنه الذي أبعدته عن جنائنه حرب غيـرت حــياته وحـولـت طباعه.
القدس العربي