تتضاعف أعراض الأمراض المزمنة أحياناً مع صيام أصحابها في رمضان، لذلك يقدم الأطباء جملة من الإرشادات المناسبة لتجنب العديد من المشكلات والاضطرابات خلال الصيام لمن يصر عليه، مع ضرورة مراعاة زيارة الطبيب وإعادة برمجة جرعات الأدوية.
استشارة طبية
الدكتور خالد سمير، استشاري القلب بكلية طب جامعة عين شمس أكد في تصريح لـ إرم نيوز، ضرورة زيارة المريض لطبيبه المعالج، قبل دخول شهر رمضان، لتحديد الخطة العلاجية؛ إذ إن مقدرة المريض على الصيام تعتمد على الحالة الصحية ومستواها.
مرضى القلب
وقسَّم الدكتور سمير مرضى القلب إلى نوعين؛ الأول يتأثر بنقص السوائل، مثل من يُعاني من مشاكل التجلط أو أصحاب الصمامات الصناعية أو دعامات القلب، هؤلاء معرضون إلى زيادة نسبة الإصابة بالتجلط نتيجة ارتفاع درجات الحرارة مع الصيام.
أما النوع الثاني، فهُم، وفق سمير، من يُعانون من نقص الأكسجين في الدم، وارتفاع نسبة الهيموغلوبين، أيضًا معرضون لارتفاع نسب التجلط نتيجة نقص السوائل، مؤكداً أن نقص الكولوغوز يتسبب في زيادة عدد ضربات القلب، ويُضر من يُعاني بضيق شديد في شرايين القلب.
مرضى السكر
وأشار الدكتور، إلى أن عدم دخول السكر في الأنسجة، يكون نتيجة نقص الأنسولين، أو نتيجة عدم استجابة الخلايا بشكل جيد، ناصحًا النوع الأول الذي يعتمد على الأنسولين، بمراجعة الطبيب لتحديد مواعيد الوجبات والصيام وضبط مستوى السكر في الدم مع جرعات الإنسولين؛ لأن أخذ المريض لكميات دون المطلوبة يُضر به، فليس كل المرضى متساوين في نفس كمية الجرعات.
أما النوع الثاني، فيستفيد جيدًا من الصيام، عن طريق تنظيم السكـر وضبطه؛ إذ قد يكون في المراحل الأولى من المرض، أو قد يكون على وشك الإصابة به.
مرضى الضغط
وقال استشاري القلب، إن بعض مرضى الضغط يستفيدون من قِلة المياه؛ لأنها تساعد على تقليل الضغط، ويتم تحديد حالة المريض بالتجربة بعد استشارة الطبيب، لمعرفة ما إذا كان الصيام مستحبًا لهذه الحالة أم لا.
مفاهيم خاطئة
وحَذَّر الدكتور سمير، من بعض العادات الخاطئة في شهر رمضان، مثل اعتقاد البعض أن الإكثار من تناول الطعام، يؤدي إلى الشبع لفترةٍ طويلة، مؤكدًا أن ذلك مفهوم خاطئ، بل بالعكس، فإنه يؤدي إلى الجوع المبكر؛ لأن السكريات تتسبب في إفراط الأنسولين فيما بعد.
احتياطات هامة
وقَدَّم الدكتور خالد سمير جملة من النصائح تتضمن:
1- الالتزام بنصائح الطبيب والمواظبة على الأنظمة الغذائية وعدم الإفراط في كميات الطعام في رمضان.
2- تجنب أى عوامل قد تؤدي إلى التأثير على لزوجة الدم، وبالتالي تجنب درجات الحرارة العالية التي تتسبب في فقد الجسم للسوائل، مع تمدد الأوعية الدموية تحت الجلد والأطراف.
3- ضرورة تجنب التعرض للشمس، للحد من مخاطر الإصابة بضربة شمس.
4- تقسيم الطعام إلى 3 مراحل، وعدم البدء بالوجبات الثقيلة، والبدء بوجبة خفيفة؛ “لأن الجسم لا يكون مُستعداً لدخول كمية كبيرة من الكلوغوز”، ثم وجبة متوسطة في الساعة 10 أو 11، ثم وجبة خفيفة قبل السحــور.
5- تناول السوائل بدرجة كافية، وخاصةً وقت الإفطار لتفادي الجفاف.
6- التقليل من السكر والملح، وتجنب المخللات.
ولفت إلى أهمية استغلال الصيام، وأخذ أكبر فائدة صحية منه، فالحكمة من الصيام هو راحة الجهاز الهضمي وترتيبه، كما أن الصيام يُفيد في تجديد مخزون السكر في الجسم لأكبر حد مُمكن، ويمنع السرطان وترسب الدهون في الأوعية الدموية.