التراث القيمي الموريتاني (لائحة القيم الأصلية الكبرى والقيم الفرعية)

21 أبريل, 2016 - 13:59

تقع موريتانيا في مجال جغرافي تتلاقى فيه و تتقاطع عدة ثقافات تنتمي لمجموعات عربية و افريقية و لكل منها قيمها و عاداتها و تقاليدها المتنوعة و الثرية و يظل الدين الإسلامي اللحام الجامع لها و الموحد بينها .

ظلت القيم الأخلاقية الضامن الوحيد للإنسان من الهبوط إلى مستوى الشريرين ، و السلطة المرجعية الثابتة التي تلزمه انتهاج مسلك ايجابي رفيع في تعامله مع الآخرين .

و هكذا حرص المستنيرون و الحكماء من شتى الأمم – منذ بدأ الإنسان يصنع الحضارة و يسعى إلى التميز و الارتقاء – على العمل الدؤوب من أجل نشر القيم الإنسانية النبيلة بين أفراد المجتمع و المحافظة عليها و حراستها سعيا إلى نشر الفضيلة و إقامة مجتمع ينعم بالسلم و الطمأنينة و يسود العدل و الاعتدال .

و يتأكد ذلك في الوقت الحاضر حيث تبرز تحديات خطيرة على المنظومات القيمة لأكثر الشعوب منها إكراهات العولمة الطاحنة التي تنقلها كل وسائل الاتصال المتاحة بشكل مكثف و مستديم .

إن جمع و تصنيف و تدوين ونشر هذه القيم أصبح اليوم ضروريا و مستعجلا لتفادي مظاهر الفساد في الوضع الاجتماعي و الأخلاقي .

لقد التزم المجتمع الموريتاني – في تشكلته الحالية – بمنظومة أخلاقية ثابتة منذ تاريخه المعروف . و ظل الإسلام اللحام الرابط لهذه المنظومة باعتباره الإطار المرجعي الوحيد و الموحد رغم اختلاف و تنوع أشكال و رمزيات القيم من ثقافة من ثقافات مكونات هؤلاء السكان إلى ثقافة أخرى. و ظلت هذه القيم ذات قوة فاعلة في توجيه مسلكيات الناس و ضبط صور التعامل فيما بينهم و إن اختلفت مرجعياتهم و لغاتهم .

إن التشخيص المتأني لواقع منظومة القيم الأخلاقية في المجتمع الموريتاني يبرزن نقطتان تستحقان الوقوف عندهما :

1/ تهد المجتمع تغيرات كبيرة على مستوى المسلكيات و المعتقدات ، بفعل التحضر المكثف ، و اتساع وسائل الاتصال و قوتها ، و الانفتاح القوي على العالم و ثقافاته ، مما جعل القيم في حالة انحسار و ذبول و خاصة في مجال التعامل و الاجتماع ، و هو ما يؤذن بممارسات أخلاقية سيئة قد تنتج عنها أزمات حادة ستؤدي إلى ظاهرة اجتماعية ذات بعد سلبي على مظاهر الحياة العامة بمختلف جوانبها .

2/ إن هذا المجتمع –ككل المجتمعات البشرية – قد اتصف بمجموعة من القيم الأخلاقية النبيلة جعلته نموذجا يفترض منه دوره الحضاري الذي كان يلعبه و أن يعمل و يسعى حثيثا لإعادة الاعتبار لمنظومته الأخلاقية بترميمها و تكميلها و إعادة صياغتها لمتابعة عطائه و الاستمرار في إشعاعه .

لقد تم وضع إستراتيجية منسجمة و متكاملة و ناجعة للإقلاع بمنظومة القيم الأخلاقية ، يراعي خصوصيا و أولويات و اهتمامات المجتمع و يمكن تلخيص محاور هذه الإستراتيجية في ثلاث مراحل هي :

· مرحلة التنبيه و الإقناع

· مرحلة التنبيه و التداول

· مرحلة التطبيق و التفعيل

في هذا الملخص سنختصر على سرد لائحة القيم للتنبيه و التداول و قد قسمت إلى:

- قيم أصلية كبرى كوحدات جامعة تشكل مرجعا

- قيم فرعية صغرى قد يكون فيها نوع من التداخل و التشابه في الدلالة و لكنه متباينة

لائحة القيم الأصلية الكبرى و القيم الفرعية ( بالترتيب الألفبائي) 

 

1/ الإحسان

· الإتقان

· العطف

2/ الإخلاص

· التفاني في العمل

· عدم الرياء

3/ الاستقامة

· العزم

· المثابرة

4/ الأمانة

· العفة

· القناعة

· النزاهة

5/ البذل

· الإيثار

· الكرم

6/ التسامح

· الإنصاف

· حسن الظن

· الحِلم

7/ التضامن

· التعاون

· التكافل

8/ التضحية

· العمل

· العزة

· الوطنية

9/ التواضع

· احترام الآخرين

· نكران الذات

10/ حسن التسيير

· الترشيد

· الكفاءة

11/ حسن الجوار

· المسالمة

· الوقار

12/ حسن الخلق

· البشاشة

· الحياء

· حسن الإصغاء

13/ الحكمة

· التأني

· العلم

14/ الشهامة

· التحمل

· الثقة بالنفس

15/ الصبر

· الإرادة

· المواظبة

16/ الصدق

· الصدق مع النفس

· الصدق مع الآخرين

· النصيحة

17/ العدل

· التكافؤ في الفرص

· المساواة

18/ المحبة

· الستر

· الشفقة

19/ النبل

· الشجاعة

· العرفان بالجميل

20/ الوفاء

· البر

· الطاعة

تلك القيم الأخلاقية التي نعتبر أنها مازالت لحد الساعة مفيدة و ذات جدوائية في مسار المجتمع الموريتاني المستقبلي لما تمنحه من أسباب الانسجام و التقدم و الرقي. و قد يلاحظ غياب بعض القيم المعروفة في الخطاب اليومي لأنها لم ترد باسمها المعروف المتداول و لكن لا يعني ذلك أنها غابت عن الذكر لأننا سعينا للمزاوجة بين الشمول و الاختصار .

تم التعريف بهذه القيم و توضيحها بتقديم شروح لها بالأمثلة و الشواهد من كل اللهجات الوطنية

لكننا لم نعرض ذالك خشية الإطالة .

-------------------------------

المرجع

دليل إحياء التراث القيمي الموريتاني / البرنامج الوطني لإحياء التراث القيمي / وزارة الثقافة و الصناعة التقليدية / تصميم و طباعة ID انواكشوط ، موريتانيا 2015

المصدر:

النسابون العرب