ظهر نشطاء حملة "مان شارى كزوال" (لن أشتري الوقود)، في احتجاجهم الأسبوعي يرتدون زيا شعبيا كتب عليه "دراعتى تحتج"، في إشارة إلى تأثير ارتفاع أسعار المازوت على جيوب المواطنين.
واختار النشطاء "الدراعة" وهي الزي الشعبي في موريتانيا، من دون جيوب احتجاجا على رفض الحكومة خفض أسعار الوقود رغم انخفاض أسعار النفط العالمية.
واصطف النشطاء على رصيف ملتقى "كارفور مدريد" وسط العاصمة نواكشوط، مساء الأربعاء، وهم يرتدون الزي الشعبي، ورددوا شعارات مناهضة للحكومة وهتافات ساخرة من تصريحات المسؤولين المدافعة عن سياسة رفض خفض أسعار الوقود.
ودأب نشطاء حملة "مان شارى كزوال" على تنظيم مظاهرة أسبوعية ضد ارتفاع أسعار المحروقات، واستخدموا وسائل مختلفة في محاولة لتنويع وسائل الاحتجاج، بينها رفع الصحون وفتح أبواب محركات السيارات، وتوسعت مظاهرات الحملة نحو عدد من مدن الداخل.
ويقول النشطاء إن "الشعار يهدف إلى لفت أنظار الحكومة إلى خطورة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن بقاء أسعار الوقود بالمستويات الحالية؛ ما أدى إلى ارتفاع أسعار العديد من المستلزمات الأساسية".
ويبلغ سعر المازوت فى موريتانيا، نحو 384 أوقية، ويتهم النشطاء الحكومة بجني أرباح هائلة على حساب المواطنين، حيث تقدر أرباح الحكومة السنوية وفق وسائل إعلام موريتانية نحو 233 مليار أوقية، وهو ما يمثل نحو 55 في المائة من الميزانية العامة.
وكان وزير الاقتصاد والمالية، المختار ولد أجاي، قد رفض دعوات خفض أسعار المحروقات، معتبرا أن ذلك يؤثر على الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطنين.
وعن أهداف حملة "مان شارى كزوال"، يقول الناشط محمد الأمين ولد الفاظل، لـ"العربي الجديد"، إنها "الحملة "حملة شبابية تم إطلاقها قبل أكثر من شهرين من جانب نشطاء ومدونين، بعدما شهدت أسعار النفط انهيارا كبيرا إلى أن أصبح برميل النفط يباع بأقل من 30 دولارا، وهو ما جعل كل الدول المجاورة تقوم بخفض أسعار المحروقات في أسواقها المحلية، بينما شكلت موريتانيا استثناء، ما دفع النشطاء إلى تنظيم سلسلة من الأنشطة والوقفات الاحتجاجية للضغط على الحكومة من أجل إجبارها على تخفيض أسعار المحروقات".
وأضاف ولد الفاظل، "الحملة تضم شبابا من مختلف الأطياف، وهذه واحدة من ميزاتها، حيث استطاعت في فترة وجيزة أن تتوسع داخل البلاد، ووصلت حتى الآن إلى نواكشوط وإزويرات ونواذيبو والنعمة والعيون وكيفه ومقطع الحجار والغايرة، ومن المنتظر أن تصل إلى مدن أخرى.
وعن مدى قدرة هذا الحراك على الضغط على الحكومة لخفض أسعار المحروقات، يقول: "رغم أن الحملة لم تنجح حتى الآن في فرض خفض أسعار المحروقات، إلا أنها مع ذلك تمكنت من إرباك السلطة وكشف جشعها. ويظهر ارتباك السلطة من خلال لجوئها في بعض الأحيان إلى الوزراء وتكليفهم بتبرير عدم تخفيض أسعار المحروقات، ولجوئها في أحايين أخرى إلى استخدام العنف ضد نشطاء الحملة، وفي المجمل فإن كل ردود أفعال السلطة لم تؤثر سلبا على الحملة، وإنما زادتها اتساعا وتمددا".
ويسرد الناشط محمد الأمين، ما يعتبره نجاحات للحملة، فقد "تمكنت من جعل قضية النهب الذي تمارسه الحكومة من خلال بيع المحروقات بأسعار مجحفة قضية رأي عام، فأصبح الجميع يعبر اليوم عن استيائه من هذه السرقة المكشوفة التي تمارسها الحكومة، والتي تمكنها من تحصيل 55 في المائة من الميزانية من جيوب المواطنين، فالحكومة تربح من كل لتر مازوت ما يزيد على 236 أوقية، ولذلك فقد أصبحت المطالبة بتخفيض أسعار المحروقات تتردد على كل لسان".
العربي الجديد