في إطار عملية الانتساب الجارية، منذ بعض الوقت.. نظم حزب اللقاء مساء أمس الأحد تجمعا جماهيريا بمقاطعة دار النعيم، ترأسه رئيس الحزب، ذ/ محفوظ ولد بتاح، مرفوقا بوفد من قيادة الحزب، ضم كلا من الوزير السابق: محمد ولد العابد وشخصيات أخرى.
وقد استهل النشاط بكلمة للنائب الأول للرئيس: السيد محمد ولد العابد، شكر فيها الشباب وعبر عن سروره بكون غالبية الحضور، هم من الشباب، مؤكدا أنهم هم المستفيدون من أي إصلاح وهم كذلك أكثر المتضررين من الفساد والأنظمة الفاسدة المستبدة، التي قال إنها أفسدت منظومة القيم وأفقرت البلاد وبددت ثروتها الوفيرة، وحولت شعبنا إلى جمع من الفقراء، غير مسموح لهم بالمشاركة في شؤون بلدهم، حيث احتكر العسكريون ثروات البلد لصالحهم وأقاربهم، الشيء الذي بدد فرص التنمية ودفع بالبلاد إلى المؤخرة.
وأشار الأستاذ ولد العابد إلى أن من وصفهم بـ"الانقلابيين"، يقدمون أنفسهم دائما: على أنهم جاءوا لينقذوا الوطن ويعمموا عليه الخير العميم، لتتم الإطاحة بهم لاحقا بنفس المنطق.
بعده تناول الكلام الرئيس محفوظ ولد بتاح، الذي تحدث عن دوافع قادة الحزب لتشكيله وللانخراظ في العمل السياسي، موضحا أن الدافع وطني وليس شخصيا؛ وفق قوله.
وقال ذ/ بتاح: "إننا في حزب اللقاء، ليست لنا أحقاد ولا بغضاء شخصية، اتجاه الرئيس ولد عبد العزيز، وإنما نعارضه لخطورة سياسياته المدمر والتي تهدد بقاء الوطن واستمراره"، معتبرا أن "هذا البلد لم ينعم بدولة عبر التاريخ، وبالتالي، فكلما نجح فيه، هو مجموعة إمارات متناثرة ومشيخات، لذا يجب أن نحافظ على هذه الدولة، التي تواجه تهديدات جمة وعقبات عديدة، تجعل البلد عرضة لمختلف الاحتمالات".
هذا الواقع- يقول ولد بتاح، "يجعل من سلسلة الانقلابات المتتالية، أكبر تهديد للبلد، لا بسبب قصور الأنظمة العسكرية فقط، وإنما احتمالية حصول مواجهة بين الوحدات العسكرية، عند حدوث أي محاولة انقلابية.. وهذا ما يجعلنا نرفض الانقلابات والأنظمة العسكرية، التي لم تجر على البلاد، سوى الويلات والخراب".
وخاطب رئيس حزب اللقاء الشباب، قائلا: ّإنكم الجهة المستفيدة من التغيير والأداة القادرة عليه، لأن ثلاثة أرباع البلد، هم شباب، 86 في المائة منهم لا يصلون إلى الباكلوريا وال14 في المائة التي تتجاوز عقبة الباكلوريا، ثلاثة أرباعهم يرمى بهم في أتون البطالة، بحجة أنهم تكونوا بالعربية، وهو ما يحول التعليم عندنا إلى تعليم خداع، يرسخ الجهل والتهميش ويدمر البلد ويبقيه في دائرة التخلف".
ّأما الصحة والأمن وغيرهما فليس واقعهما بأفضل"؛ يضيف ولد بتاح الذي طالب "بوحدة الشعب وعدم السماح للنظام بضرب بعضه بالبعض الآخر، من خلال زرع الفتنة بين مكوناته"؛ وفق تعبيره.
وقال رئيس حزب اللقاء "إن موريتانيا دولة عربية، تنتمي لأمة، يفرض عليها الانتماء إليها المشاركة في همومها والتفاعل مع قضاياها"، موضحا أن "العروبة ليست عرقا ولا لونا وإنما هي ثقافة".. وقدم لذلك عدة نماذج من التاريخ.
وحدد ذ/ محفوظ ولد بتاح ثلاثة شروط قال إنها أساسية للخروج من الفقر والتخلف، هي: "كسب رهان المعرفة، والعمل، واحترام المال العام".. حيث "يستحيل أن يخرج شعب جاهل من الفقر، ونفس الشيء بالنسبة لشعب لا يعمل.. كما أن عدم احترام المال، هو أيضا أداة إفقار وتخلف".