لا لخنق الحريات.. (بيان)

22 فبراير, 2016 - 10:47

لم يعد يخفى على أحد ما تعرضت له حرية التعبير في موريتانيا خلال الأسابيع الماضية من انتكاسة كبيرة جراء سلسلة الانتهاكات التي أقدمت عليها السلطات بحق مواطنين مارسوا حقهم الطبيعي في التعبير عن آرائهم بوسائل حضارية سلمية يكفلها دستور الجمهورية الإسلامية الموريتانية لجميع أبناء هذا الوطن.

فلم تسلم من موجة القمع والتنكيل هذه الوقفة السلمية التي نظمها نشطاء شباب تضامنا مع تلاميذ مدرسة "نسبية 1" وذويهم ضد الظلم الفج والممارسات العنصرية التي تعرضوا لها، حيث نكلت بهم الشرطة واعتدت عليهم بالضرب المبرح مما أنتج إصابات بالغة في صفوف المحتجين، كما كان لحملة #ماني_شاري_كزوال نصيبها من التضييق والمصادرة بعد أن منعت الشرطة الوقفة السلمية التي دأبوا على تنظيمها أسبوعيا في نواكشوط فيما قامت باعتقال بعض النشطاء في مدينة نواذيبو.

وقد أخذت موجة خنق الحريات هذه بعدا جديدا بإيقاف السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية برنامجا تلفزيونيا وإنذار القناة التي تبثه، في تصرف ينتمي بجدارة إلى العهود الظلامية البائدة ويضرب في الصميم أهم مكسب حققه الشعب الموريتاني في العقود الأخيرة ألا وهو حرية الرأي والتعبير.

إن المبادرة الطلابية لمناهضة الإختراق الصهيوني وللدفاع عن القضايا العادلة وهي تتابع الوضع المزري الذي وصلت إليه الحريات جراء مسلسل الانتهاكات المستمر لتؤكد على ما يلي:

1 ـ نرفض بشدة عودة الممارسات البوليسية والتلويح بعصا القمع والتنكيل في وجه المطالب العادلة لأبناء هذا الوطن بالمساواة وتحسين الظروف المعيشية المتدهورة وتوفير الخدمات الأساسية وغير ذلك من المطالب المحقة.

2 ـ. ندين محاولات تكميم الأفواه واستهداف حرية الصحافة عبر التضييق على البرامج الإذاعية والتلفزيونية والتهديد بإغلاق القنوات الإعلامية واستنساخ أساليب قمعية عفا عليها الزمن وأثبتت التجارب أنه لا مكان لها في عصرنا الحاضر.

3 ـ أن الحريات الفردية والجماعية مكسب دستوري حققه الشعب الموريتاني بنضاله المتراكم وليس منة من أحد ولا هبة من نظام وإنما هو نتاج نضال متراكم فرض فيه الشعب سقفا معينا للحريات لا يمكن بحال الانتقاص منه.

4 ـ ندعوا جميع أبناء الشعب الموريتاني من أحزاب سياسية وهيئات مجتمع مدني ومنظمات حقوقية إلى الوقوف صفا واحدا أمام محاولات مصادرة الحريات الفردية والجماعية وإشاعة أجواء القمع والترهيب للهروب من المشاكل الماثلة بدل مواجهتها بالحلول الناجعة.

عن المبادرة، الرئيس: حبيب الله ولد اكاه

نواكشوط بتاريخ 22/02/2016