عشق جزائري لموريتانيا

27 يناير, 2016 - 19:23

يدخل مكتبي أستاذ موريتاني، فأبدي إعجابي بفصاحة الموريتانيين، والحفظ العجيب لكتاب الله وأحاديث سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومختلف المتون والأشعار، والعلم الواسع، وكثرة أهل العلم والفقه، حتى أمست موريتانيا حظيرة العلماء والحفاظ والقراء..

وأتعجب بمرارة.. أيعقل أمة بهذه الرفعة والنقاء والصفاء والعلم والفقه، تئن تحت انقلابات عسكرية لم تتوقف يوما..

ثم أعرج على الفقيه محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي، واستحضر ماكتبت عن حفظه العجيب وعلمه الغزير وفقهه الواسع. وأقف لحظة لأقول له..

لكني أنتقده بشدة في بعض المواقف السياسية التي إتخذها. فقد أساء في بعضها إساءة بالغة، وكان من وراء الدماء التي سالت في بعض الأقطار العربية الغالية..

ويحدثني بعدها عن تعليم اللغة العربية في موريتانيا، التي تستوجب خروج الطفل من المدن إلى الحواضر، والتفرغ كلية للعلم والفقه، فيحفظ كتاب الله في عامين، ويبدع في حفظ المتون وكل ماله علاقة بالعلم النقي والفقه العالي. ثم ينتقل بعدها إلى مركز تكوين العلماء، الذي يتطلب مستوى عال جدا، وحفظ عجيب للمتون، ولا يدخله إلا أهل التميز..

حفظ الله إخواننا في موريتانيا، ونفع الأمة بفقههم وفهمهم الصحيح لكتاب الله وسنة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يعقب الأستاذ الموريتاني عثمان أحمد محمد، على الأسطر الصادقة التي ذكرتها، فيقول..

من تتحدث عن فهمهم وعلمهم وثقافتهم هم القلة وليسوا الأغلبية. هناك ما يزيد عن 45٪ كنسبة أمية، هناك مجتمع مجهل، هناك نسبة فقر عالية، هناك نظام قبلي يتجاوز الدولة بل ويديرها، مع كل هذه المعطيات من السهل أن تتاوالى الانقلابات ويمسك العسكر بزمام الأمور وبأريحية.

الشيخ الددو هو موسوعة وآراؤه يصيب فيها ويخطئ وليس منزها.

أعقب على رأي الأستاذ الموريتاني المحترم، فأقول.. وصفنا وجها نيّرا لإخواننا الموريتانيين، تطلبه المقام والضيافة. والوجه الثاني الذي ذكرته نعلمه، ومنذ أيام انتقدنا استمرارالعبودية في موريتانيا. والموسوعة تحترم وتنتقد. لكن أصارحك أن نسبة الأمية التي ذكرتها صدمتني، وكم أتمنى أن تكون من الأخطاء المطبعية.. سلامي وتقديري لإخواننا الموريتانيين..

وبلّغ سلامي للصديق الموريتاني عثمان أحمد محمد.

المصدر