نواكشوط ـ «القدس العربي»: يتابع الموريتانيون باهتمام كبير الجدل المشتعل حاليا في دهاليز صفحات التواصل وفي المواقع والصحف، حول مليارات هيئة الرحمة الخيرية التي يملكها ابن الرئيس المتوفى، والتي طالب الصحافي أحمدو ولد الوديعة المحسوب على حركة الإخوان بالكشف عنها، وكذلك حول المليارات التي هربها الإخوان إلى موريتانيا، وكشف عنها صحافي انتصر لابن الرئيس.
فتحت عنوان «الصمت الغريب عن مليارات هيئة عزيز» أوضح الصحافي البارز ولد الوديعة في تدوينة مثيرة «أن المعلومات المتوفرة عن حسابات نجل الرئيس المتوفى في أوروبا الغربية والشرقية وعقاراته في موريتانيا وخارجها تؤكد أن هيئة الرحمة لم تكن إلا مظلة لتبييض الأموال المتأتية من عمليات السمسرة الداخلية والخارجية والصناديق الخاصة المحمولة جوا وبرا وبحرا».
يضيف الوديعة «لا أفهم سر صمت الجميع عن هذه المليارات التي فوتتها هذه الهيئة المشبوهة من المال العام وحولتها تصرفات صبيانية جشعة لغنيمة باردة في أيدي دول ومنظمات وأشخاص في وقت تتسكع فيه غالبية أبناء هذا الشعب المسكين في الأودية السحيقة تحت خطرالفقر».
وتابع الكاتب « يبذل الرئيس الجنرال حاليا جهودا مضنية لاستعادة مليارات بعثرها الجشع بين بنوك في بلدان كثيرة وبأسماء عديدة اختيرت بعناية للإفلات من عين الرأي العام، وقد عقد جلسات عمل مع عدة جهات يعتقد أن بإمكانها أن تساعده».
«ومع أن هذه المعلومات»، يضيف الكاتب البارز، «متداولة على نطاق واسع في الأوساط الإعلامية والسياسية والاقتصادية لكن أي صوت لم يرتفع حتى الآن لطرح السؤال المشروع # من أين لهيئة_ الرئيس هذه المليارات…؟».
وقد أثارت هذه التدوينة استغرابا واسعا لدى الموريتانيين لكونها كشفت عن مليارات مشبوهة تائهة في دول وبنوك العالم، حسب تأكيدات المدون.
ومع أن هيئة الرحمة لم ترد على التدوينة لحد بعد ظهر أمس، فقد تطوع سيدي محمد بوجرانه وهو أحد إعلاميي الساحة المقربين، على ما يبدو، من السلطة، فرد عليها بمقال أكد فيه أن «هجوم الزميل أحمد الوديعة على هيئة الرحمة وعلى الفقيد أحمدو ولد عبد العزيز، كان حادا حيث اتهمه بالاستحواذ على مبالغ مالية كبيرة من المال العام، داعيا للتحقيق في ملابسات تمويل هيئة الرحمة.»
وأضاف الكاتب بوجرانه «أن صحوة الضمير المفاجئة للزميل وديعة تأخرت كثيرا، يوم كان الإخوان المسلمون – وما يزالون – ينقلون الأموال الحرام من بقاع الأرض كافة في حقائب يدوية، ويجوبون مطارات العالم وهم يهربون الأموال والحشيش والأفيون والسلاح».
«إن على الرأي العام ومثقفي البلد ومحاميه، يضيف بوجرانه، أن يطالبوا بالتحقيق في عمليات غسيل وتهريب الأموال التي يمارسها الإخوان، وأن يتساءلوا عن مصدر تمويل هذه الأسواق العامرة والفنادق الفخمة والسيارات الفارهة التي يقتنيها أشخاص لا يزاولون أي عمل، فمن أين لهم هذه الأموال، إن لم تكن مصادرها عمليات التهريب والتحايل والشعوذة وبيع الأوطان والأديان فما هو مصدرها إذن؟».
وصب الكاتب بوجرانه جام غضبه على الإخوان قبل أن يتساءل عما سماه «التناقض الذي يحكم سياسة الإخوان بشكل دائم، والذي تجلى في مباركتهم عمليا للعلاقات مع الكيان الصهيوني أثناء مشاركتهم في حكومة ولد الشيخ عبد الله المطبعة، رغم فتاوى علمائهم التي تحرم التطبيع بكل أشكاله؟!
هذه التدوينة التي قوبلت بعشرات اللايكات، أثارت جدلا كبيرا بين منتصر لابن الرئيس المتوفى ومن يدعو لمساءلة الرئيس عن مليارات موريتانيا التائهة.
يقول المدون عيسى سي «الشاب ابن الرئيس لم يكن الا آلة والمسؤول عن هذا المال هو الرئيس وعليه أن يوضح للشعب الموريتاني من أين حصل عليه لأنه الآن مسؤول أمام الشعب».
أما المدون س.م. دان فقد سأل الوديعة قائلا «ماهو دليلك على وجود هذه المليارات؟ شبعنا من النظري ونريد الملموس».
وعلق محمد فاضل محمد قائلا «لا أعرف السيد الوديعة ولا أعرف الرئيس لكن ما دام الرئيس لم يعتقل الوديعة فمعنى ذلك أنه على حق وعليه تقديم بينة».