
■ يومَ أَسدَتْ لِلبَرِيَّةِ بِنتُ وَهبٍ يَداً بَيضاءَ، وَهّاجاً مُنيراً، نوراً، مسكاً، وطابا..
■ ويوم غزة تُلفيهُمْ “عَواهِرَ خِشيَةً وَتُقى كِذابا” ..
■ اما ساعة السابع من اكتوبر/تشرين الاول 2023 فقد جَاءَتْهُمُ بَغْتَةً ولن يقال: أُكلنا يوم أُكلت غزة، فصناعة الحياة مهمة المقاومة المستدامة!
■ نجوع ونعرى .. قطعا نتقطع، ونَسّفُ ترابك يا ارضا تتوجع .. ونموت، ولكن لن نركع، لن نخضع، لن يخضع منٌا حتٌى طفلً يرضع!
■ وها هي أُمّْة ال 2 مليار تستقبل صدى بشائر المولد في أنين غزة هاشم – هاشم بن عبد مناف (جدّ النبيّ محمد صلّى الله عليه وسلمّ) .. يستقبلون؛ ولا يُضيرهم الانتشاء بالسُّعُر الصهيواوروبيكي متمثّلاً بجنون وسفه واهتياج و”طرنبة” نتنياهو وكَمائنِه، والتَّحرُّش، والتآمُر، والقَتلُ والتجويع والتَّهجيرُ والسبي والمجازرُ وتدميرُ القرى وبُلدانِ الآمِنينَ ونهبُها .. وهذه التصريحات الإجرامية التي سرّبتها وسائل الإعلام العبرية عن رئيس جهاز المخابرات الصــهيوني أهارون حاليفا تكشف بوضوح أن إبــادة 50 ألف فلســطيني كانت هدفاً مقصوداً ومطلوباً علما ان حصيلة العدوان “الإسرائيلي” على غزة قد بلغت 63,633 شهيدًا و160,914 إصابة خلال 698 يوما منذ السابع من اكتوبر/تشرين الاول 2023!
وعلى حد تعبير المؤرخة اليهودية الأميركية آفيفا تشومسكي (الابنة الكبرى للاستاذ للمفكر نعوم تشومسكي) فان نتنياهو: “أكثر وحشية من أن يكون هولاكو القرن، حتى أن الشيطان بالكاد يستطيع اللحاق به”!
■ هذا وقد صادف يوم Aug 21, 2025 الذكرى 56 لقيام الكيان اللقيط بإحراق المسجد الأقصى (Aug 21, 1969) .. كلنا يعلم ويدرك خطورة ما قالته غولدا مائير بعد تلك الجريمة: “لم أنم ليلتها وأنا أتخيل العرب سيدخلون إسرائيل أفواجاً من كل صوب، لكن عندما طلع الصباح ولم يحدث شيء أدركت أن باستطاعتنا فعل ما نشاء فهذه أمة نائمة”!
■ لا غرو، فالكل يذكر صلافة وعنجهية رئيسة وزراء إسرائيل بعد هزيمة عام 1967 اذ قالت: “إني أشم رائحة بلادي في الحجاز! وهي وطني الذي علي أن أستعيده” .. ومعها يتماهى الكاتب والسياسي الإسرائيلي Avi Lipkin في مؤلفه “Return To Mecca” .. عنوان الكتاب وغلافه يكفي حيث تدخل مكة المكرمة بمسجدها الحرام المبارك وكعبتها المشرفة كما المدينة المنورة ضمن مملكة يهوة!
■ فهل نُذكِّر العالم بالإجمال وأمة ال 2 مليار بشكلٍ خاص؟ “وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (الذاريات – 55):
انه المسجد الأقصى، أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى رسول الله ﷺ واليه تُشد الرحال .. “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ” (الإسراء – 1).
وهل تقتصر بربريتهم على احراق واقتحام المسجد المبارك ام يتعدون ذلك الى محاولة هدمه لبناء هيكلهم المزعوم بجماجمنا، “لا بخشب الأرز” كما صرّح غير مرة الجنرال رافاييل ايتان (صاحب شعار “العربي الجيد العربي الميت”)؟ وهذا السفير الأميركي المعين لدى “اسرائيل” ما إنفَكَّ يدعو “لتغيير الشرق الأوسط بأبعاد توراتية”!
■ لكن مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً وقد جَاءَتْهُمُ ساعة السابع من اكتوبر/تشرين الاول 2023 بَغْتَةً فلن يقال: أُكلنا يوم أُكلت غزة، فصناعة الحياة مهمة المقاومة المستدامة!
نعم، {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا – الشرح 6} بشارة عظيمة، أنه كلما وجد عسر وصعوبة، فإن اليسر يقارنه ويصاحبه، حتى لو دخل العسر جحر ضب لدخل عليه اليسر، فأخرجه كما قال تعالى: {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا – الطلاق 7} وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “وإن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسرا” .. وتعريف “العسر” في الآيتين، يدل على أنه واحد (وفقاً لتفسير السعدي)، وتنكير “اليسر” يدل على تكراره، فلن يغلب عسرٌ يسرين!
■ فهل ندرك، نحن العرب، وقد كُنّا “خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ” (آل عمران – 110)، أنه آن لنا ان نتصدى لحروب العقل والوعي والإدراك فنشفى من “المرض الأميركي” ونتعافى من “اللعنة الأميركية”!؟ لا يَرَى الأميركيون فينا سوى نسخة عن قبائل الهنود الحمر، وها هم اليوم يعملون على تصدير النموذج الليبي الى سوريا، وما فتئوا يحاولون حمل مصر الى مشرحة التفكيك .. نعم، آن لنا ان نشفى من “المرض الأميركي” ونتعافى من “اللعنة الأميركية” فنخرج من الستاتيكو القبلي، ومن ثقافة داحس والغبراء، ومن قاع الازمنة ومن قاع الأيدولوجيات، ومن ثقافة شهرزاد والف ليلة وليلة!
■ ليس بمقدور أميركا ولا “اسرائيل” القيام بتفكيك “حزب الله” .. وهذه “اسرائيل” تعجز، على مدى عامين، عن احتواء حركة “حماس” في غزة، رغم أنها تمكنت من القضاء على معظم قادتها، فقد شهدت الدنيا وشاهد العالم الأداء الأسطوري للمقاومة الفلسطينية .. وكما في غزة كذلك في جنوب لبنان حيث واجه 2,000 مقاوم 60,000 جندي اسرائيلي، بالدعم الجوي الهائل والمريع (1,000 غارة يومياً لمدة 66 يوماً)، والاف المعدات العسكرية (2,000 دبابة، و 600 مدفع) التي كانت تظهر وكأنها حيوانات خرافية تحاول جاهدةً وتعجز عن التقدم!
■ نعم، المقاومة والديموغرافيا لهم بالمرصاد.. وبالعودة الى السيدة زينب، أكرر: “فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فو الله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا يرحض عنك عارها، وهل رأيك الا فند وأيامك الا عدد، وجمعك إلا بدد، يوم ينادى المنادي ألا لعنة الله على الظالمين” .. وكما قالها ابن الناصرة (الشاعر توفيق زياد):
فلتسمع كل الدنيا، فلتسمع .. نجوع ونعرى .. قطعا نتقطع، ونَسّفُ ترابك يا ارضا تتوجع .. ونموت، ولكن لن نركع، لن نخضع، لن يخضع منٌا حتٌى طفلً يرضع!
نعم، كيدوا كيدكم – فما ايامكم الا عدد، وما جمعكم الا بدد .. وهذه فيزياء المقاومة وعلوم الديموغرافيا تهزم سياسة الغزاة ومُشغّليهم والاذناب بحروب المسافة صفر والحافة الأمامية .. و”سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ” (القمر – 45).
سلام الأقصى والمهد والقيامة والقدس لكم وعليكم تصحبه انحناءة إكبار وتوقير لغزة واهلها – نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..
كاتب عربي أردني