
بعد مرور يومين وليلتين تقريبا على حادثة غرق ابننا موسى ولد سيد المصطف ولد لمان، وبما أن الحادثة باتت تهم كثيرين تقاسموا معنا الحزن والانشغال بأخبارها، أشارك معكم آخر المعلومات:
أولا: بات من المؤكد أن سبب وجود الشهيد عند البحر هو رحلة نظمها ومولها مركز تكوين العلماء للطلاب المتفوقين في ختام السنة الدراسية، وقد تحدثت قبل قليل (التاسعة ليلا) مع بعض زملاء الشهيد وأحد أساتذة المركز على شاطئ البحر عند مكان الحادثة، وأكدوا لي مسؤولية مركز تكوين العلماء عن الرحلة المشؤومة، ووصفوا كيف وقع الحادث، وكون الشهيد كان آخر من دخل البحر من بين زملائه.
ثانيا: لا تزال جهود البحث متواصلة، وتقوم بها فرق من خفر السواحل والدفاع المدني، تحدثت الليلة مع فرقتي بحث، وسألتهم عن توقعاتهم، البعض قال إنه يتوقع أن يقذف البحر الشهيد بحلول ساعات الصباح الأولى غدا، وبعضهم قال إن البحر لا يخضع لقاعدة، أحيانا يقذف الغريق بعد ساعة، وأحيانا بعد يومين، وربما أكثر، وأكدوا كلهم أنهم سيواصلون البحث حتى العثور عليه، ويقومون بتسيير دوريات تجوب الشاطئ.
ثالثا: رغم وجود بعض تلاميذ مركز تكوين العلماء وأساتذته معنا على الشاطئ منذ وقوع الحادثة، إلا أن الغريب والمستهجن هو أن أي مسؤول في المركز لم يقم بزيارة منزل الضحية، الذي لا يبعد عن مقر المركز في عرفات سوي شارعين فقط، كما لم يتصل رئيس المركز ولا أي من موظفيه بأي من ذوي الضحية للمواساة، أو التضامن، أو الاعتذار، أو لإطلاع الأسرة على آخر المستجدات، باستثناء اتصال على شقيق الشهيد بعد نحو أربع ساعات من وقوع الحادثة.
رابعا: المعلومات التي لدينا تفيد بإصدار تعليمات من أعلى المستويات للبحث المكثف للعثور على الشهيد، نتوقع أن فخامة رئيس الجمهورية مطلع على الحادث، وندرك يقينا أنه منشغل بآلامنا، كما هو دائما مع مواطنيه، ولمسنا ذلك في جدية الفرق في البحث والمرابطة الدائمة طوال الوقت عند البحر، إلا أن أسرة الشهيد لم تتلق أي اتصال ولا زيارة من أي مسؤول، ليطمئنها بشأن ما يقام به من جهود للبحث، أو يواسيها، ولعل ذلك ينتظر العثور على الفقيد.
خامسا: أثير جدل بشأن تبعية الفقيد لمعهد ورش، أو مركز تكوين العلماء، والحقيقة أنه درس في ورش لسنوات، وانتقل إلى مركز تكوين العلماء 2023 وكان دائما متفوقا خلال دراسته في المؤسستين.
خامسا: نتوجه إلى رواد مواقع التواصل الاجتماعي-خاصة فيسبوك- بالشكر لأولئك الذين دونوا تضامنا، أو بالدعاء والسؤال، ونقول للذين حاولوا استغلال مأساتنا لبناء اتريند أو حصد التعليقات، اتقوا الله، فليست كل قضية قابلة لذلك.
وأخيرا، نقول للبحر.. كفى، أعد إلينا موسى، ف"إن له أبا شيخا كبيرا" قد بلغ من الكبر عتيا، وأما مكلومة، لو وُزع حزنها على أهل الأرض لوسعهم.
من صفحة سعدبوه الشيخ سيدمحمد