أكد محمد جميل منصور رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح المحسوب على حركة الإخوان المسلمين «أن التقرير الذي أعدته الحكومة البريطانية مؤخراً عن حركة الإخوان استخدم لغة متعددة الأوجه تصل إلى حد التباين أو التناقض. فقد نفى صفة الإرهاب عن الإخوان المسلمين بشكل صريح، وأكد في الوقت نفسه أن جوانب في تكوين وتأطير أفراد في الإخوان يحمل بعض الغموض الذي قد يؤدي لاحتمال أو لمآل التطرف».
وأوضح ولد منصور في تصريحات له ضمن برنامج «كلام في السياسة» على قناة الوطنية المستقلة «أن التقرير استخدم في فقرة واحدة عبارات الاحتمال حوالي أربع أو خمس مرات». وقال «هذا التقرير، كما أكد ذلك الدكتور محمد المختار الشنقيطي على أثير «الجزيرة مباشر»، جاء موزعا حسب تقدير الحكومة البريطانية لمصالحها، حيث أرادت ألا تغضب بعض الأنظمة العربية التي تخوض صراعاً مع حركة الإخوان فأعطتها كلاماً يرضيها، وأرادت أيضا ألا تفتح معركة مع الإخوان بحكم معرفتها لهم فتاريخ الإخوان ليس حديثاً مع المملكة المتحدة وبالتالي أعطتهم أيضا كلاماً لا يصل إلى مستوى الرضى عنهم ولكنه أيضا لا يصنفهم تصنيفاً إرهابياً». وأضاف «أن الحكومة البريطانية أرادت بقولها إن الإخوان المسلمين سيظلون تحت رقابتها، أن تبتز الإخوان في هذه الوضعية السياسية التي يواجهون فيها السلطة في مصر والحكومة المصرية».
وانتقد ولد منصور تقرير الحكومة البريطانية فأكد أنه «تقرير غير مهني بل هو تقرير سياسي للأسف». وقال «إن الحركة الإسلامية ومن ضمنها الإخوان المسلمون لا تنتظر تزكية من الحكومة البريطانية فهي حركة منفتحة على الحكومات في العالم مع التمسك بثوابتها، لكنها ليست حريصة على تزكية هذه الحكومات التي عودتنا على أن تزكيتها وثناءها مربوطان بميزان القوى المائل حاليا بحكم الثورة المضادة للاستبداد مع الأسف في عالمنا العربي والإسلامي».
وحول الصدى المتوقع لهذا التقرير وتداعياته على المستوى الموريتاني أوضح «ليس لهذا التقرير أي صدى في موريتانيا لا في موضوعه ولا في طبيعة الطرف الصادر عنه وذلك لأسباب منها أن المنطقة مختلفة، والحكومة البريطانية عريقة في ديمقراطيتها لكنها أيضا عريقة في استعمارها فالنفس العدواني الغربي، يضيف ولد منصور، يتداخل أحيانا مع النفس الديمقراطي والحكومات تغلب مع الأسف المصالح نفسها على نفس الديمقراطية والحرية، لكن للنفس الديمقراطي حضوره القوي أيضا بحكم قوته وترسخه في المجتمعات».
وكان الدكتور محمد المختار الشنقيطي قد أكد في برنامج لقناة «الجزيرة مباشر» أن التقرير البريطاني صيغ بلغة غامضة وملتوية وهي لغة متعمدة تحمل شيئاً من غموض الشخصية الانكليزية وفي اللغة الدبلوماسية يسمونه الغموض البناء فهو لا يدين الإخوان بشكل كامل ولا يبرئهم بشكل كامل».
وقال «إن الحكومة البريطانية أرادت ألا تغضب الدول العربية التي تتصدى للثورات المضادة وفي الوقت نفسه لا تريد أن تكون في حرب مع الإخوان لأنه أمر عبثي وضار بالمصالح البريطانية، والتقرير لا يقدم ولا يؤخر ووضع الإخوان تحت الرقابة، نوع من الابتزاز المتعمد للإخوان وكأنهم يقولون للإخوان إذا لم تلتزموا بروح السياسة البريطانية في مصر فهناك سيف التشهير بكم واعتباركم حركة متطرفة».