لأول مرة في تاريخ كرة القدم الموريتانية يشارك ” المرابطون ” في مختلف المسابقات الكروية القارية ويبصمون على حضور مشرف على كل الواجهات.
فقد سجلت سنة 2015 فوز موريتانيا بأول لقب في تاريخها الكروي بتتويج منتخب الناشئين ( أقل من 17 سنة )، المتكون من أشبال الأكاديمية الوطنية، التي يشرف على تأطيرها طاقم إسباني بقيادة لويس فورييتس، المدرب السابق لمركز تكوين ناشئي نادي بلنسية، ببطولة شمال إفريقيا التي أقيمت بالرباط بعد فوزه على المنتخب المغربي 3-1 وتعادله مع المنتخب التونسي 1-1.
وتألق هذا المنتخب في دوري ” كوتيف ” في مدينة بلنسية الإسبانية بعد تصدره مجموعته ( ب) برصيد 7 نقاط من فوزين على منتخب المكسيك ( 2- 1 )وفريق بلنسية المضيف ( 1-0 ) وتعادل مع المنتخب السعودي 1- 1 ليضرب موعدا في دور ربع النهاية مع فريق أتلتيكو مدريد لكنه خسر أمامه بأصغر حصة (1-0 ).
كما سجلت سنة 2015 حضورا لافتا لكرة القدم الموريتانية على مختلف الواجهات من خلال مشاركتها في تصفيات البطولة الإفريقية المؤهلة لدورة الألعاب الأولمبية ري ودي جانيرو 2016 وبطولة إفريقيا للأمم للاعبين المحليين ( رواندا 2016 ) وكأس إفريقيا للأمم ( الغابون 2017) وكأس العالم ( روسيا 2017 ).
وفي سنة 2015 حقق المنتخب الموريتاني لكرة القدم إنجازا كبيرا بدخوله نادي المائة في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بعدما تقدم 25 درجة وارتقى من المركز 114 في تصنيف شهر شتنبر الماضي إلى المركز 89 عالميا و23 إفريقيا.
وتجدر الإشارة إلى أن أفضل رتبة احتلها المنتخب الموريتاني في تصنيف “الفيفا” منذ اعتماده عام 1993 هي الرتبة 85 عام 1995، فيما كانت الأسوأ هي الرتبة 206 واحتلها عام 2012.
وكان المنتخب الموريتاني قد حقق فوزا ثمينا، يوم سادس شتنبر الماضي في نواكشوط على نظيره الجنوب إفريقي بثلاثة أهداف لواحد ما أهله لاحتلال المركز الثاني برصيد ثلاث نقاط عن المجموعة 13 وراء المنتخب الكاميروني (6 نقاط) ضمن إقصائيات كأس إفريقيا للأمم (الغابون 2017) .
ولم يفلح العملاق الكاميروني، في هزم نظيره الموريتاني، وأمام جمهوره العريض بملعب أحمادو أحيدجو، إلا بشق الأنفس وفي الأنفاس الأخيرة بهدف يتيم في الدقيقة 89 حمل توقيع فينسنت أبوبكر ليحرم بذلك منتخب ” المرابطون” من تعادل ثمين مع الأسود العصية الترويض.
ويتطلع منتخب “المرابطون” إلى التأهل لأول مرة في تاريخه للنهائيات القارية وهي مهمة تبدو صعبة لكنها ليست مستحيلة.
وتنعش النتائج الإيجابية التي سجلها الفريق آمال الموريتانيين في قدرة منتخبتهم على التأهل لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2017 بالغابون، حيث سيقابل منتخب غامبيا ذهابا وإيابا خلال شهر مارس القادم، ويستضيف منتخب الكاميرون في مباراة الإياب في نواكشوط، وفي حالة تمكنه من الفوز في هاتين المواجهتين، ستكون مباراته ضد منتخب جنوب إفريقيا في جوهانسبورغ مجرد تحصيل حاصل.
وبرسم تصفيات بطولة إفريقيا للأمم لأقل من 23 سنة ( السنغال 2015) المؤهلة لأولمبياد ريو دي جانيرو، ودع المنتخب الأولمبي الموريتاني التصفيات إثر خسارته في باماكو، أمام نظيره المالي 3-1 في مباراة إياب الدور الثاني من التصفيات .وكان المنتخبان قد تعادلا 1-1 في مباراة الذهاب التي أقيمت بالملعب الأولمبي بنواكشوط.
وأمام نفس الخصم توقفت مسيرة المنتخب الموريتاني للاعبين المحليين في الدور الثاني بعد خسارته ذهابا في باماكو 2-1 وتعادله إيابا في نواكشوط 1-1، علما بأنه كان قد تجاوز في الدور الأول منتخب سيراليون بفوزه عليه ذهابا وإيابا في نواكشوط على التوالي 2-1 و2-0 ( مجموعة غرب إفريقيا ).
ويذكر أن المنتخب الموريتاني للاعبين المحليين شارك مرة واحدة في بطولة إفريقيا للمحليين وكانت في دورة جنوب إفريقيا 2014 بعدما تخطى في الدور الأخير منتخب السنغال وكان يقوده وقتها المدرب الفرنسي باتريس نوفو وهو الإنجاز الذي عجز عن تحقيقه مواطنه كورينتيان مارتنس.. وأصيبت يومها الجماهير الموريتانية بخيبة أمل لأنها كانت تراهن بقوة على الحضور في ” الشان ” للمرة الثانية على التوالي إدراكا منها بأن بلوغ ” الكان ” يبدو صعبا نوعا ما.
وحاول رئيس الجامعة الموريتانية لكرة القدم أحمد ولد يحي تهدئة خواطر هذه الجماهير وطأنتها بأن القادم أفضل ” يجب طي ملف الشان فالعمل ما زال متواصلا، وأمامنا الآن مشوار طويل وواعد، فلا وقت لدينا للأحزان، لأننا ننظر بعين التفاؤل والأمل، وسنعمل بجد متواصل على تحقيق الفوز أمام فرق أخرى تنتظرنا معها مواجهات قوية “.
وبعد طي ملف ” الشان ” فتح ملف تصفيات كأس العالم (روسيا 2018 ) فأوقعت القرعة المنتخب الموريتاني مع نظيره من جنوب السودان.
وحقق المنتخب الموريتاني إنجازا غير مسبوق بتخطيه الدور الأول بعد تسجيله تعادلا ثمينا في جوبا 1-1 وفوزا جارفا في نواكشوط برباعية نظيفة ليضرب موعدا في الدور الثاني مع المنتخب التونسي.
لكن تجربة ” نسور قرطاج ” رجحت كفتهم أمام فتوة وطموح منتخب ” المرابطون ” فحققوا الفوز ذهابا وإيابا بنفس الحصة 2-1 ،وهو الفوز الثامن للمنتخب التونسي على نظيره الموريتاني في تسع مواجهات بينهما مقابل تعادل واحد.
وكانت أولى هذه المواجهات يوم 5 غشت 1985 بالرباط في إطار الألعاب العربية الخامسة وفاز فيها ” نسور قرطاج ” وقتها برباعية نظيفة.
وأقر مدرب المنتخب الموريتاني الفرنسي كورينتيان مارتنس بقوة الفريق المنافس وبفوزه المستحق لكنه نوه بأداء فريقه الذي كان مع ذلك محط إعجاب وتقدير مدرب المنتخب التونسي الفرنسي البولوني المخضرم هنري كاسبارزاك.
وبرأي المسؤول الأول عن كرة القدم الموريتانية فإن المشاركة على جميع الواجهات كانت مفيدة جدا للمنتخبات الموريتانية بمختلف أصنافها وأن الزمن الذي كان يجمع فيه المنتخب للعب أمام منتخبات أجنبية ثم يهزم ويسرح قد انتهى.
وفي هذا الصدد يقول ولد يحي” إننا ماضون في بناء منتخب قوي وقادر على تجسيد الأحلام الكروية لكل الموريتانيين، متمسكين في الوقت نفسه، بالحرص على اغتنام كل فرصة تتاح لنا من أجل المشاركة، وكسب المزيد من التجربة والخبرة، في انتظار نضج الفئات السنية التي ستكون العمود الفقري للمنتخب الذي تتطلع إليه الجماهير، ونعمل حاليا بشكل متواصل من أجل تكوينه وبنائه، ليكون مصدر فخر واعتزاز لكل الموريتانيين”.
وكانت النتائج المشجعة التي سجلتها المنتخبات الموريتانية في مختلف الفئات حافزا قويا لشركة الاتصالات “موريتل ” ( فرع اتصالات المغرب ) لتجديد عقد الشراكة الذي يربطها بالجامعة الموريتانية لكرة القدم باعتبارها الراعي الرسمي للمنتخبات الموريتانية والأندية الموريتانية المشاركة في المسابقات القارية والعربية وذلك بتقديمها منحة تصل إلى 320 مليون أوقية ( حوالي مليون دولار) تسدد على مدى أربع سنوات.
وتجعل ” مورتيل” من دعم الأنشطة الثقافية والرياضية في موريتانيا إحدى أولوياتها لكونها تعتبر أن الرياضة تحمل قيما إنسانية وتساهم في مكافحة الإقصاء والتهميش وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.