(خاص): علم "ميثاق" من مصدر مطلع أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز قد حسم أمره بخصوص مسألة استمراره في السلطة بعد انتهاء مأموريته الحالية.
وقال المصدر إن الكثير من أنصار الرئيس طلبوا وما زالوا يطلبون منه؛ الاستمرار في السلطة وتعديل الدستور لتمكينه من ذلك؛ مقدمين أسبابا كثيرة لهذا المطلب بعضها منطقي ومفهوم، وكثير منها مجرد "تملقات"؛ حسب وصف المصدر الذي أكد أن ولد عبد العزيز حسم أمره وقرر الالتزام بمقتضيات الدستور في هذا الصدد، وصم الأذن عن كل المطالبين باستمراره في الحكم مهما كانت حججهم وذرائعهم.
وبحسب مصدر "ميثاق" الذي طلب التكتم على هويته؛ فإن الحوار الذي دعا إليه رئيس الجمهورية وما زال يصر على تنظيمه بشكل أثار ريبة معارضيه؛ إنما دافعه حرص ولد عبد العزيز على خلق جو سياسي وإجماع وطني يضمن المحافظة على استقرار أوضاع البلاد وأمنها بعد مغادرته لدفة الحكم؛ وذلك لشعوره أن الموريتانيين تعودوا على حكم العسكر واستضعاف أي حاكم مدني؛ وهو ما لا تسمح به ظروف البلاد وما يتهددها من مخاطر داخلية وخارجية في هذا الظرف الوطني والإقليمي والدولي الحساس.
وحول ما إذا كان ولد عبد العزيز يريد من هذا الحوار "حماية" نفسه بعد مغادرته السلطة والحصول على ضمانات بذلك؟ ضحك المصدر (وربما سخر)؛ قائلا: "إن الرجل يفكر أبعد من ذلك، وإن مصالح موريتانيا الكبرى هي أكثر إلحاحا الآن من أي قضايا أو مصالح فردية؛ خصوصا بالنسبة لشخص مثل ولد عبد العزيز وما يتميز به من شجاعة أدبية، وعصامية سياسية، وثقة كبيرة في النفس.. ناهيك عن قناعته بعظمة الإنجازات التي حققها لموريتانيا، سواء على المستوى الأمني، أو على مستوى الحالة المدنية، أو المنشئات والبنى التحتية".. والكلام دائما للمصدر.
وحول السر الذي جعل ولد عبد العزيز يتهرب دائما من الجواب على سؤال ما إذا كان يفكر في الاستمرار في السلطة أم لا؛ ضحك المصدر ثم قال: "إنه بإمكانك – إذا شئت أن تصف محمد ولد عبد العزيز بأي وصف؛ لكنه ليس بمقدورك أن تنعته بالسذاجة أو بالغباء السياسي، ولو أجاب الرجل على هذا السؤال الآن لكان أغبى رئيس في العالم؛ ذلك أنه لن يقدم إلا إحدى إجابتين:
1) الأولى أن يقول إنه فعلا يفكر في الترشح لمأمورية ثالثة؛ ومعنى هذا أنه سيفتح عليه كل أبواب النقد والاحتجاج، وبالتالي سيخلق لنفسه من المشاكل والانشغالات الداخلية والخارجية ما هو في غنى عنه؛ خصوصا أنه ما زال في بداية مأموريته الثانية؛ ولذا عليه أن يؤجل الجواب حتى تقترب جولة الانتخابات القادمة.. وهذا ما توهم البعض أنه سبب قوله في مؤتمره الصحفي الأخير أنه سيؤجل الجواب حتى العام 2019، رغم أن لهذا التهرب سببا قريبا من هذا سنعرفه في الجواب الثاني.
2) أما الإجابة الثانية؛ فهي أن يقول إنه لن يترشح لمأمورية ثانية؛ وهذا صحيح لكنه لا يمكنه الإفصاح عنه قبل اقتراب موعد الانتخابات؛ لأنه لو قالها الآن لانفضت من حوله جموع مؤيديه ولبدأت فورا في محاولة اكتشاف من هو الرئيس القادم كي تبدأ التقرب إليه من الآن؛ فهذه طبيعة أغلب السياسيين الموريتانيين؛ إذ لا يؤيدون ولا يحترمون إلا صاحب "سلطة" أو من يتوقع أن يصبح صاحب "سلطة"؛ ولا أحد أدرى من ولد عبد العزيز بحقيقة المجتمع الموريتاني؛ خصوصا "عقلية سياسييه ونخبه"؛ هذا فضلا عن ما سيسببه مثل هذا الإعلان من صراعات وإرباكات داخل الأغلبية على شخص من يجب ترشيحه ليكون خلفا للرئيس.
وختم مصدر "ميثاق" بأنه "لو فهم قادة المعارضة حقيقة ما يفكر به الرئيس؛ أو لو استطاع هو أن يفهمهم ما يفكر فيه دون أن يؤثر ذلك على تماسك مؤيديه؛ لانطلق الحوار المتعثر في أفضل الأجواء النفسية ولأسفر عن نتائج غاية في الأهمية بالنسبة لموريتانيا وللموريتانيين جميعا".