عشاق الشمس الدافئة والهاربين من البرد القارس والمطر الغزير، يمكنهم أن يتوجهوا إلى الصحراء الموريتانية حيث يستمتعون بالدفء والصيد ورياضات التحدي والسهر في الخيام للاستمتاع بالليل الصحراوي وسكينته وألوان الرمال وكثبانها في الصباح.
تقع موريتانيا في المنطقة الجنوبية للصحراء الغربية وشمال السنغال على الساحل الغربي الأفريقي، وتتميز بمساحتها الهائلة، إلا أن أغلب مناطقها صحراوية غير مأهولة.
ويقدم هذا البلد الجميل للسياح إمكانية استكشاف الصحراء عن طريق التخييم والبقاء في بيوت الضيافة، إضافة الى الترحال على ظهور الجمال. ومن أكثر الأنشطة التي تستهوي السياح هو الترحال في رحاب الطبيعة، وهو من أجمل التجارب التي قد يعيشها السائح في موريتانيا حيث يمكنه الاستمتاع بروعة الواحات والشمس الذهبية والشواطئ الجذابة والمناطق الأثرية، إضافة إلى ممارسة الهوايات كرياضات التحدي والقنص البري وركوب الجمال وقيادة سيارات الدفع الرباعي وسط رمال الصحراء.
وتضع الشركات السياحية برامج حافلة بالأنشطة والفعاليات للسياح الشغوفين بالمغامرة وحياة التخييم والمولعين بالطبيعة الصحراوية وما بها من مناظر خلابة سواء كانت مرتفعات أو كثبانا أو أخاديد صخرية، إضافة إلى القيام برحلات الصيد ومشاهدة الحيوانات البرية والتزلج على الكثبان الرملية والاستمتاع بمنظر الغروب البديع وسكون ليل الصحراء وحفلات الشواء في أجواء رومانسية حالمة.
وتعد “عين الصحراء” إحدى الظواهر الغريبة على سطح كوكب الأرض، وذلك بسبب تكوينها الجيولوجي المدهش والمثير. وتقع هذه الظاهرة في الصحراء الموريتانية بالقرب من مدينة وادان الأثرية، وهي عبارة عن حفر ذات أشكال دائرية لها قطر ضخم يبلغ 30 ميلاً، تحيط بها هالة زرقاء تشبه بؤبؤ العين يمكن رؤيتها من الفضاء الخارجي، حيث تظهر التكوينات الصخرية المحيطة بها على شكل جفن ومنها جاءت تسميتها، اكتشفها الباحث الفرنسي تيودور مونو في ثلاثينات القرن الماضي، ومنذ ذلك الحين والبعثات الجيولوجية تتوالى على تلك المنطقة لدراسة ماهيتها ومحاولة ايجاد تفسير علمي لها.
تقول بعض النظريات إن عين الصحراء، أو قلب الريشات كما يطلق عليها أيضا، تشكلت بفعل سقوط نيزك فضائي على تلك المنطقة فتشكلت دوائر بيضاوية ذات صخور رسوبية، لكن بعد الدراسات المعملية لم يجد علماء الجيولوجيا دليلا موثوقا به على أيّ نوع من تغير الشكل أو تشوه في الصخور يشير إلى أنه ناتج عن اصطدام جسم غير أرضي. فيما تقول نظريات أخرى إن سبب هذه التكوينات يرجع الى انفجار بركاني نتج عنه تشكل طبقات مختلفة من صخور رسوبية ونارية متحولة دَفعتها المواد المنصهرة تحت الأرض إلى أعلى مكونة دوائر.
وقام الباحث غويلايوم ماتون من جامعة كبك الكندية، بأخذ أكثر من 100 عينة صخرية وقام بدراسة معمقة لها واستنتج أنها قبة جيولوجية حصلت نتيجة انصهار عظيم تحت الأرض وقع قبل 90 مليون سنة نتج عنه تشكل صخور نارية من كاربوناتايت، كابرو وكيمبرلايت واتخذت شكل حفر دائرية على سطح الأرض .
ويربط بعض العلماء هذه الظاهرة الجيولوجية بمدينة أتلانتس التي وصفها أفلاطون بأنها جزيرة تحيط بها أبنية دائرية، بعضها من الطين والبعض الآخر من الماء. لذلك يعتقد أن ما تظهره صور عين الصحراء هو نفس ما وصفه أفلاطون، لكن يبقي هذه الاحتمال يثير الكثير من التساؤلات والشكوك.
في سياق اَخر يعتقد الموريتانيون أن هذه المنطقة تحتوى على كنوز وثروات طبيعية كالألماس والحديد، كما يشاع أن النباتات التي تظهر في عين الصحراء فريدة ونادرة جدا، وهي مفيدة في التداوي من الأمراض المستعصية، كما يتعمد بعض المزارعين الإقامة بالقرب منها بهدف تحسين ثروتهم الحيوانية وتكاثرها، ويقال إن من رغب في أن يصبح صاحب جاه ومال في عشيرته، ما عليه إلا التوجه إلى هذه المنطقة بناقة وجمل وبعض الخراف والانتظار لمدة سنتين أو ثلاث ليحصل على قطيع كبير من الجمال والماشية، وذلك بسبب نوعية الأعشاب التي تساهم في النمو والتكاثر السريع للحيوانات .
ويعتبر ركوب الجمال من بين أبرز الأنشطة التي يمكن للسياح الاستمتاع بها في موريتانيا، حيث لا شيء يضاهي جولة على ظهر جمل أو ناقة.
أما الأطباق فإن موريتانيا تزخر بمطاعم صغيرة أغلبها عبارة عن أكواخ من الطين تقدم وجبات محلية لذيذة والشاي الموريتاني، وقبل المغادرة يمكن للسياح اقتناء بعض التذكارات الجميلة المصنوعة يدويا والتي تمثل الثقافة الموريتانية العريقة.