المرشح غزواني بين خطاب 2019 وكتاب 2024/شيخنا محمد سلطان

25 أبريل, 2024 - 01:17

كان خطاب الرئيس محمد الشيخ الغزواني 2019 هو أكبر نقاط قوته و لغز جاذبيته نظرا لما تضمنه من تعهدات تمس حياة المواطن وأسلوبه اللغوي الرصين وقدرة المرشح على إلقائه.
 إضافة إلى أن  المرشح كان خارج دائرة الفعل السياسي والتنافس والتجاذب سواء الصراع حول السلطة أو الصراع معها. 
كذلك خبرته الأمنية التي تحتاجها قيادة بلد يعيش وسط محيط شديد الاضطراب. 
جذب الرئيس النخب والبسطاء من الناس ففاز في الشوط الأول وبنسبة نجاح أكدت  مصداقية الانتخابات ومستوى نضج التجربة الديمقراطية.
لكن سنوات انتداب الرئيس الخمس جرت عكس التعهدات و قتلت طموحات الناخبين واجهزت على ما تبقى من ديمقراطية عانت من خنق عزيز لها ليدخلها غزواني في ميوعة لم يعد المرء فيها يميز بين المعارض والمناصر. 
سقطت رؤوس كانت قد شابت في النضال المعارض في وحل التصفيق وبعث رجال فساد من قبور نسيان كادت أسماؤهم تختفي من الذاكرة.
حارب غزواني الفساد بمكافحة من يكافح الفساد فزج بمن أشار بالبنان إلى بعض  مواطن الفساد قبل أن يحقق في دعواه .
قضى غزواني على إحدى حسنات عزيز فصار في عهده تكميم للأفواه من خلال قانون الرموز سيئ الصيت كالمادة 13 في عهد معاوية.
خلت سنوات غزواني من المشاريع الكبرى فلا مطارات شيدت ولا مرافق كبرى رأت النور مع مضاعفة مذهلة في ميزانياته وصلت سقف تريليون أوقية يعجز قصاصي الآثار عن معرفة سبل انفاقها.
يتقدم المرشح غزواني الآن بكتاب ترشيح لا تكاد مضامين صفحاته تختلف عن تعهداته السابقة مع تركيز الخطاب على  الشباب متناسيا أنه لم يبق من قوى الشباب إلا من ابطأ به فقره فمنعه من تسلق جدار المكسيك. 
من حسن حظ غزواني هو غياب المرشح المنافس له فالكبار رفضوا المشاركة في لعبة محسومة النتائج ليبقى غزواني ينافس في الحقيقة غزواني نفسه ولا ندري أي الغزوانين سينتصر ، غزواني التعهدات أم غزواني الطموحات..