نظم المركز العربي الإفريقي للإعلام والتنمية مساء أمس بنواكشوط ندوة فكرية وسياسية تحت عنوان ميلاد الحركة الوطنية من خلال انتخابات 1946 حركة الزعيم احمدو ولد حرمه ولد بابانا نموذجا.
وافتتحت الندوة التي حضرها عدد كبير من قادة المشهد الثقافي والفكري والإعلامى في البلد وكبار الشخصيات السياسية الوطنية إضافة إلى عائلة الزعيم احمد ولد حرمه ولد بابابا بكلمة لمدير المركز محمد سالم ولد الداه تحدث خلالها عن بوادر ميلاد الحركة الوطنية وإرهاصات الوعي السياسي في موريتانيا مشيدا بالدور الذى لعبه الزعيم احمدو ولد حرمة ولد ببانا في تشكل ملامح ميلاد الحركة الوطنية.
وأضاف مدير المركز أن الاستحقاق الانتخابى الذى جرى سنة 1946 والذى فاز فيه فاز فيه الزعيم احمدو ولد حرمه ولد بابانا على مرشح الستعمر الفرنسي إيفون رازاك أيقظت الحس الوطني والشعور بالانتماء الوطني الجديد وكانت مؤشرا على بواكير اليقظة لدى الشبيبة المطالبة بالاستقلال والسيادة من قيود المستعمر ووصايته..
وبدوره ألقى الدكتور الشيخ المختار ولد حرمه ولد ببانا كلمة باسم الأسرة شكر فيها المركز على اختيار موضوع الندوة مستعرضا بعض محطات والده النضالية مبينا أنه "كان مدرسة للوطنية تجسدت فيها كل المعانى والقيم النبيلة".
واستطرد ولد حرمة بعض المواقف التاريخية والسياسية للزعيم أحمدو كوقوفه الى جانب حقوق الشعب الفسطيني وعلاقاته بقوى التحرر العالمي والمراسلات التي كانت قائمة بينه وبين قوى التحرير في الجزائر وفي مصر وأمكنة عديدة في إفريقيا..
وتناول بقدر من التفصيل ما لاقاه الزعيم من نفي واضطهاد على يد المستعمر بسبب مواقفه الوطنية الصادقة ولم يخف استياءه من الأنظمة السياسية التي تعاقبت على الحكم في البلد
من جهة أخرى تناول الكلام النائب البرلماني السابق والسياسي محمد ولد المصطفى ولد بدر الدين الذي قدم عرضا مفصلا لوقائع هذه المرحلة وما شهدته من تباشير الوعي السياسي مشيرا إلى بعض المفاهيم الأولية للاستعمار والمقاومة وللمسوغات التي كان المستعمر يروجها عن احتلاله للبلاد .
وأكد ولد بدر الدين أن المستعمر الفرنسي كان يسعى للبقاء في هذه البلاد مدة أطول لكن تشكل الحركة الوطنية فاجأه مبينا أن الفترة من 1960 إلى 1968 كانت فترة "استعمار غير مباشر" وكانت البلاد مكبلة باتفاقيات مع فرنسا في مجال الدفاع والمجال الاقتصادي.
وأضاف أن بداية الانفراج والخلاص النهائي من التبعية للمستعمر الفرنسي كانت بعد تمكن القوى الحية يومها من فك الارتباط مع فرنسا من خلال انهاء شركة ميفيرما وإنشاء عملة مستقلة.
وتحدث ولد بدر الدين عن أن مؤامرات فرنسا ظلت حية حيث أجهضت حلم الدولة بإقحام البلاد في حرب الصحراء والتي دمرت الاقتصاد الوطني الوليد وعطلت التصدير؛
كما تطرق ولد بدر الدين إلى الدور الذي لعبته الحركات السياسية القومية والوطنية في الحركة الوطنية وتضحياتها من اجل الاستقلال وفى مقدمتهم حركة الزعيم السياسى احمدو ولد حرمه
بدوره القي الدكتور محمد الحنفي ولد دهاه كلمة تناولت صورة الزعيم احمدو ولد حرمة في مخيلة الشعراء والكتاب في موريتانيا وقدم نصوصا ومراسلات أدبية لكبار علماء البلد وشعرائه تعبر عن تقديرهم وإعجابهم الشديد بشخصية الزعيم..
و أجمعت مداخلات الباحثين والاعلاميين والسياسيين و الأساتذة والمؤرخين على محورية ومكانة احمدو ولد حرمه في تاريخ الحركة الوطنية وما كان يمثله من منهج مناهض للاستعمار ومطالب بسيادة البلاد واستقلالها الكامل..
ودعا بيان الندوة الى انصاف حركة الزعيم احمد ولد حرمه وتقديمها على حقيقتها للاجيال الراهنة باعتبارها حركة تحررية عربية واسلامية من اهم الحركات التى شهدتها البلاد.