لم يعد الحديث حول اصلاح سياسات الدول المصابة بحمى الهجمات الارهابية سبيلاً لعلاج كل هذا التأزم الحاصل، وعلى ما يبدو أن ما تراخى عن تحقيقه المحيط الشرق أوسطي بمقوماته السياسية الاصلاحية لضمان استمرارية الثقة مع الفئة الشابة لمنع منحهم مبرراً للتجنيد مع الفرق الجهادية ، أصبح متخلفاً مئات السنوات الضوئية عن ما سبقهم اليهم تنظيم الدولة الاسلامية، فقد بنوا لهم جسراً ممتداً من اصلاح أحوالهم المجتمعية إلى الوصول إلى الفردوس الأعلى. وهذه صفقة تستحق الاهتمام من الأفراد التي وصلت حد اليأس وأكثر ولم تعد تكترث بغدٍ مُشرق تخرج به الحكومات عليهم به لاصلاح ما تم تهميشه وهدمه.
نحن نعلم بأن لكل مادة فترة صلاحية مفترضة وعلى ما يبدو أن ” الصبر” أمسى كما المُنتج الذي يعلمنا بتاريخ انتهائه حتى لا نتسمم عندما نتناوله على حين ” غفلة” وبما أن الغفلة تأخذ الحكومات إلى انتهاء فصولها التعسفية بحق الشعوب فلابد أن نقول ” الحق عليكم “!!
نحن لا نبرر انضمام أحد ولكن نحاول أن نطرح المسألة بموضوعية بعيداً عن العاطفة .
من انشطار الطائرة الروسية و ” موتوا بغيظكم” إلى اطلاق النار الفردي في داخل مركز تدريب أمني إلى الضاحية الجنوبية في بيروت ويوم أمس باريس .
يجب التوقف قليلاً على بضعة أمور نعلمها جميعاً
قوى التنظيم الجهادي والذي يُسمى ” داعش” يتمدد ويصل إلى نقاط مهمة أمنياً وعسكرياً ويقوم بعملياته الارهابية بهدوء تام ويتبنى انجازاته بكل فخر ؟! كيف يحدث ذلك ؟ سؤال ساذج لأننا نعلم بأن الخلايا النائمة في البلاد من أهم عناصر الاستمرارية لهذه المنظمات وهجماتها .
وهؤلاء الأيدي الخفية،الحكومات من ساعدت في خروجهم من دائرة المواطنة إلى حلقة أريد حقي ؟!
داعش مزودة بحبل وريدي يضخ الأموال والعدة والعتاد، عن طريق استيلائهم على مشتقات البترول أو عن طريق تجارتهم على الحدود وفرض الجزية وكثير من المصادر التي تقوي عزيمة استمرارهم اقتصادياً وحائز على ثقة المعنفين من حكوماتهم بجدارة ويحاكي عقول الشباب ويكسب تعاطفهم بكل الطرق المشروعة واللامشروعة . بينما الشرق الأوسط ُمفلس اقتصادياً وعسكرياً ويفقد ثقة شعوبه به تماماً .
قلنا سابقاً سوء ادارة الأزمات وغياب الحكمة في قيادة الشعوب والضغوطات المعيشية ستأتي أوكلها على أراضيكم شئتم أم أبيتم فهذه معادلة اقصاء الحقوق مقابل أخذ الحق بالقوة بدأت تستشري بقوة.
ولكن ما زلنا نقول بأن الدين الاسلامي دين عزٍ ورحمة وحكمة ومغفرة وصبراً على الشدائد وما زلنا نعوّل على عقول شبابنا، والظُلم ظلمات نعي ذلك جيداً وليس لنا الا العدل الحق رب العالمين أن يرد المظالم لأهلها …
رحمنا الله واياكم من القادم …
والله المُستعان