د. إشيب ولد أباتي يكتب عن: "مملكة الكذب اليهودية ومملكة الصهيونية التطبيعية!"

21 أكتوبر, 2023 - 18:59
د. إشيب ولد أباتي

هذا المقال يتألف من شقين:
الأول: ( اليهود ومملكة الكذب التاريخية )
هو عنوان لكتاب” مارتن لوثر” المفكر الإصلاحي، وفيلسوف الحركة الدينية التنويرية في بداية النهضة الأوروبية في القرن السادس عشر الميلادي التي احدثت ثورة اصلاحية في الفكر المسيحي، وانقسم بموجبها الفكر ” المسيحي ” إلى الاتجاه الاصلاحي (البروتيستانتي)، والاتجاه المحافظ ( الأورثوكسي).
وقد تطورت علاقة “مارتن لوثر” باليهود الالمان، ففي المرحلة الأولى، استهواه السلوك الخداعي الذي بدر منهم، لذلك مال الى التعاطف معهم إلى حد المشايعة، وكان مدفوعا بخلفية احتواء حركته الإصلاحية لليهود، ولكن غاب عنه الكثير مما عكسه سلوكهم، فبما كشفه، هو بعد ذلك في تحليله لعقيدة اليهود، وعلاقة سلوكهم بأسس معتقدهم المضاد لمنطلقات فكر النهضة في القرون الاربعة التالية ، وهنا لابد من التذكير بالموقف المشترك في فكر مارتن لوثر وفي السياسات العامة الارثوكسية من الموقف العام من اليهود، وذلك ابتداء من حكم الملك “فرديناد” الاسباني الذي، قام بتهجير اليهود من اسبانيا، لمن لم “يتعمد” منهم، ب” الردة ” الى المسيحية ، ولهذا كان لابد من عرض آراء مارتن لوثر، ثم تقديم قائمة بتواريخ الهجرات اليهودية من مختلف الأقطار الأوروبية ، وحيث أن تلك الهجرات استندت الى موقف كل من الحركة الاصلاحية، ومعتنقيها، والأنظمة الملكية ذات المرجعية الأرثوكسية، بمعنى انه حصل إجماع عام في أوروبا على معاداة الطوائف اليهودية، وتهجيرها في فترات متفاوتة ، ولابد من الإشارة الى ان ” مارتن لوثر” قضى عشرين سنة، يحاول اقناع اليهود لدعوته الاصلاحية من اجل أن يتراجعوا عن سياساتهم في التجارة الربوية، والخداع، والغش، والكذب، وافساد الاخلاق العامة، واحتقار كل من ليس يهوديا، وسرقة الأطفال، وأكل ” الفطيرة” بدمائهم في ذكرى خروج موسى عليه السلام من مصر.

لم يجد ” مارتن لوثر” بدا من التشهير بالسلوك العام لليهود بعد أن يئس منهم ، لذلك ألف كتابه الموجه الى الرأي العام الألماني في قوله: إنه (( لا يخاطب اليهود، وإنما يتكلم عنهم، ويذكر من أعمالهم ما يعرفه شعبنا الألماني حق المعرفة ))، وهنا أظهر مخاطبيه من المعاصري، أنه لا يعتمد على منطق الإقناع عبر الجدال، والاستدلال، وإنما بالإحالة الى السلوك المتواضع عليه بين اليهود، وهو السلوك المعروف، و المنفر منهم في المجتمع الألماني حينئذ، وهو الموقف الذي نما في الثقافة الألمانية منذ القرن السادس عشر إلى ثلاثينيات القرن العشرين، حيث قامت الحركة النازية بالتعبير عن الكراهية العامة ليهود ألمانيا، مع استدراك أن قادة الصهاينة، وظفوا الموقف المعادي للهود أوروبيين من اجل تهجيرهم الى فلسطين.!
كما ركز” مارتن لوثر ” على شرح عقيدة اليهود ، ومظاهر انحراف سلوكهم، والربط بينهما معا..
فظاهرة الصراع الاجتماعي في المجتمعات الأوروبية ، كان لها تأثير كبير في الفكر السياسي ، بينما الصراع مع اليهود ، كان يختلف عن اوجه الصراع السياسي داخل المجتمعات التي عاش بين ظهرانيها اليهود الذين حبتسهم الانظمة، واحبار اليهود مع في ” غيتات” منعزلة، وذلك انهم لم يعتبروا أنفسهم جزءا منها، وإنما كانوا يرون في انفسهم شعب الله المختار، وأن الصراع بينهم، وبين غيرهم، هو امتداد لصراع إلههم الخاص، مع آلهة غيرهم، الأمر الذي دفعهم للنظر الى ” الاغيار” المجتمعات الانسانية على أساس عدائي عقدي – ولم يكن دافعه التأثير، والتأثر بما في العلاقات الاجتماعية من حيف لا أخلاقي فحسب، بل لا إنساني أيضا على رأي ” مارتن لوثر” وفي هذا الصدد، كتب بلغة قطعية: ((.. ومن المؤكد أن الشمس لم تشرق في هذا الكون على أشد عطشا إلى الدماء.. أكثر نزوعا إلى الحروب من اليهود)) – ص ٨٠ –

وقد عمد “مارتن لوثر” إلى تأصيل السلوك الانحرافي ، فيما رأى أن ” إله” اليهود شهد عليهم به : (( وهكذا لم يزل الله يوبخ إسرائيل ويصفها بالعاهرة بلسان انبيائه، لأن بني إسرائيل لم يتركوا وثنية، إلا اتبعوها، ولا شرا، إلا فعلوه، ولا موبقا، إلا ارتكبوه)) – ص ٨٥-
وهذه لا ئحة لرصد تواريخ الهجرات اليهودية، تأكدت من صحتها بالرجوع الى مصادر التاريخي الأوروبي، وفي البداية يجدر بي التنويه بمن ارسل لي هذه اللائحة، وهو أحد القوميين المعروفين في بلادنا ” الشيخ الشواف” أطال الله في عمره..
التواريخ:

التواريخ:

1080 – الطرد من فرنسا.

1098 – الطرد من جمهورية التشيك.

1113 – الطرد من كييفان روس (فلاديمير مونوماخ).

1113 – مذبحة اليهود في كييف.

1147 – الطرد من فرنسا.

1171 – الطرد من إيطاليا.

1188 – الطرد من إنجلترا.

1198 – الطرد من إنجلترا.

1290 – الطرد من إنجلترا.

1298 – الطرد من سويسرا (إعدام 100 يهودي شنقًا).

1306 – الطرد من فرنسا (3000 أحرقوا أحياء).

1360 – الطرد من المجر.

1391 – الطرد من إسبانيا (إعدام 30 ألفًا، وحرق 5000 أحياء).

1394 – الطرد من فرنسا.

1407 – الطرد من بولندا.

1492 – الطرد من إسبانيا (قانون يمنع اليهود من دخول البلاد إلى الأبد).

1492 – الطرد من صقلية.

1495 – الطرد من ليتوانيا وكييف.

1496 – الطرد من البرتغال.

1510 – الطرد من إنجلترا.

1516 – الطرد من البرتغال.

1516 – قانون في صقلية يسمح لليهود بالعيش في الأحياء اليهودية فقط.

1541 – الطرد من النمسا.

1555 – الطرد من البرتغال.

1555 – صدور قانون في روما يسمح لليهود بالعيش في الأحياء اليهودية فقط.

1567 – الطرد من إيطاليا.

1570 – الطرد من ألمانيا (براندنبورغ).

1580 – الطرد من نوفغورود (إيفان الرهيب).

1592 – الطرد من فرنسا.

1616 – الطرد من سويسرا.

1629 – الطرد من إسبانيا والبرتغال (فيليب الرابع).

1634 – الطرد من سويسرا.

1655 – الطرد من سويسرا.

1660 – الطرد من كييف.

1701 – الطرد الكامل من سويسرا (مرسوم فيليب الخامس).

1806 – إنذار نابليون. بادارجا.

1828 – الطرد من كييف.

1933 – الطرد من ألمانيا والإبادة الجماعية.

في 14 مايو 1948، تم إنشاء دولة الكيان الصهيوني على فلسطين وبإذن الواحد الأحد سوف يطردون من الوطن العربي كافة وتطهير المنطقة من شرهم، ومن شرور اعوانهم .

موضوع القسم الثاني من المقال : ( الصهيونية التطبيعية )

ومن القضايا الفكرية التي جردت دعوة “مارتن لوثر” – وهو المصلح التنويري الذي تبنى أفكاره معظم المجتمعات الأوروبية، كما في أمريكا الشمالية، لكنه فكره خدعنا نحن العرب – من النزعتين الاخلاقية، والانسانية، وذلك حين طالب بطرد اليهود إلى فلسطين، وكان ذلك من اجل ان يدفع إجرامهم عن المجتمعات الغربية، الأمر الذي تحقق، وجاء تنبؤه بناء على استحالة التعايش معهم نظرا للاخلاقهم وسلوكهم الاجرامي الذي يجسدونه عمليا على حساب حياة أجيال العرب منذ بداية القرن العشرين الى الوقت الحالي: إذ كتب عنهم مارتن لوثر: (( يكذب اليهود كذبا مخزيا أمام الله في صلاتهم.. مع أنهم يجب حقا أن يخجلوا من الإسماعيليين ( العرب)، إن كانوا قادرين على الخجل…يتماشى مع تعطشهم إلى الدماء، والانتقام، ونزعة القتل، والعدوان)) – ص ٨٠-

وإذا كان ” مارتن لوثر” المفكر الفذ في عصره، وذو الرؤية الثاقبة التي وجهت تيارات النهضة العقلانية التي غربل بها النص في الأسفار الجديدة” الانجيل” من متعلقاته التي غلفته خلال القرون الوسطى، ولكن على الرغم من ذلك، فقد وقع في خداع اليهود طيلة عشرين سنة، وإن كان لم يصرح بذلك، إلا بعد صحوته من الخداع ، وهي صحوة عبرت عامل رجاحة عقله الذي نقد به دين اليهود، وسلوكهم المقيت، وسياسات أحبارهم التي زاوجوا فيها بين الدين والتجارة الربوية التي افقروا بها المجتمعات الأوروبية، والإنسانية، كحالهم اليوم…!

فمتى يصحو ساسة العرب ، بل ” وكلاء ” امريكا بعد خمسين سنة من الخداع – وليس بعد عشرين سنة، كما حصل مع مارتن لوثر- الذي أوقعهم الصهاينة فيه منذ اتفاقية “كامب ديفيد”، ووادي عربة، وأوسلو، والابراهامية الوثنية ؟!

وهل ستكون “طوفان الأقصى” البداية الفعلية لهجرة الصهاينة من فلسطين، كما نتوقع، ونتمنى، أو أن سيطرة شياطين الغاز والنفط العربي من أمراء الحروب الطائفية ، سيسرقون هذا الانجاز، ويسلمونه لأمريكا ، كما سلموا لها الرهينتين الأمريكيتين اللتين، اخرجتا من “غزة ” بدون مقابل، ومبرر، وهو ما نتمنى أن يتنبه له قادة حماس؟