تجرؤ و زير الإقتصاد على اللغة العربية ، فيما بلغني و لم أسمعه منه، ذكرني بحادثة تروى ، لا أدري صحتها، أن إحدى الشخصيات القوية في تكانت إبان بداية حقبة الاستعمار كان شابا يافعا لا يحسب له حساب... و ذات مناسبة قدمت شخصية أخرى متغطرسة و مبجلة جدا لعقود من الإدارة الاستعمارية في تجكّجة إلى حي ذلك الشاب؛ الذي سيكون له هو الآخر شأن كبير إلى جانب تلك الشخصية. بعد انتهاء المقيل و ما تخلله من أنواع الضيافة ؛ و بينما كانت تلك الشخصية تتمشى أصيلالا خارج خيم الضيافة و تقلب ،في طست منمق، قطعا من الذهب الخالص جاء من أسر الحي هدية إليها و درءا لبطشها... إذ اقترب ذلك الشاب منها فصفعها بقوة بالغة حتى خرت على وجهها ؛ فما كان من أفراد المرافقة إلا أن وثبوا على الشاب يركلونه و يقيدونه؛ فأشارت إليهم تلك الشخصية بالتوقف عن ذلك كله ! فتعجب الجميع!
و سيقول ذلك الشخص لاحقا لأصفيائه إنه فعل ذلك لاستنتاجه أن الاعتداء المهين لا يعدو أنه من أحد أمرين: إما أن الشاب تصرف من تلقاء نفسه و من دون سند في سلطة الاستعمار و ساعتها سيمتلك هو ما يكفي من الوقت للتنكيل بالشاب، و إما أن الشاب تصرف بإيعاز من هذه السلطة أو من جهة فيها و عندها سيجلب على نفسه بالبطش بالشاب دوافع لدى السلطة لتزيد في إهانته و قد تجد في المناسبة فرصة للتخلص منه... ( طبعا للقصة بقية).
و محل الشاهد منها أن إهانة الوزير للغة الرسمية لبلده بلا مواربة لا يعدو أحد أمرين: إما أنه تصرف من عند نفسه و ساعتها يتوقع الشعب الموريتاني و" أنصار القانون و الديموقراطية و المدافعون عن اللغات الوطنية " الاستغناء عن خدمات هذا الوزير المارق على الدستور و الأخلاق و لن يقبلوا منه بعد الآن عدلا و لا صرفا ... و إما أن إهانته للغة العربية نابع من إهانة لمسها في أعلى هرم للسلطة و تلك مصيبة من سبحة مصائب شعبنا التي تؤدي كل واحدة منها لطرف الأخرى....٧