زهايمر.. ليس سابقاً لأوانه / منى الجهني

25 سبتمبر, 2023 - 00:12

يصادف هذا الشهر اليوم العالمي لمرض الزهايمر الذي يهدف إلى التعريف بالمرض ودعم الأشخاص المصابين به، واختارت مؤسسة حمد الطبية شعار «ليس سابقاً لأوانه.. ليس متأخراً»، لتسليط الضوء، ولرفع الوعي حول الزهايمر والمصابين به وما يعانونه، وأيضا الطرق المناسبة لدعم المصابين به. يعتبر مرضا ارستقراطيا، ويسمي الدكتور غازي القصيبي رحمه الله المصابين بهذا المرض (أصحاب القلوب الذهبية). إنه يبدأ بطيئا ويزداد سوءا مع مرور الوقت، والتقدم في السن من أهم الأسباب.  يتشابه مع مرض باركنسون مع اختلاف مكان الخلايا في الدماغ. وهو مرض يصيب كبار السن، فيجعلهم لا يستطيعون تذكر الأحداث ولا الأيام الجميلة، ولا تذكر بعض أحبائهم من الأصدقاء أو العائلة، مما يشعر من حوله بالألم والأسى. عدم القدرة على التصرف في بعض المواقف التي كانت مألوفة في الحياة اليومية.

من أشهر المصابين حول العالم رونالد ريجان، الممثل عمر الشريف، الممثل روبن ويليامز، ومارجريت تاتشر المرأة الحديدية، أشارت ابنتها أنها كانت تصارع لتجد الكلمات.

قد يكون التشخيص المتأخر له ضرر كبير على جودة حياة المصاب، مما يؤدي الى الكثير من المعاناة لدى كبار السن منها نسيان التفاصيل المهمة، التي تعطي الحياة معنى، فقد التركيز في الحديث. من أعراض المرض العجز في التعرف على الوجوه، نسيان وضع الأغراض في مكانها، وينسى من حوله. يقول الله في كتابه «والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم بعد علم شيئا»

من الطبيعي تراجع الذاكرة لدى كبار السن، قد يصل الى مرحلة انسان بلا ذكريات.

مما يؤدي الى العزلة الاجتماعية والتغييرات الاجتماعية وفقد الأعزاء المقربين.

ولكن الزهايمر يمر بعدة مراحل يجب الانتباه لها، تفاصيل مرهقة للتذكر قد يصل الى صعوبة التحكم في الجسد. ويجب الإشارة انه قد تكون بعض الأدوية لها دور في ظهور أعراض الزهايمر.

من المهم الاعتناء بكبار السن ورعايتهم، وتقديم الدعم المعنوي، والراحة النفسية مهمة جدا، وعدم وجود الاخبار المقلقة، والتكاتف والاهتمام العائلي لدينا يختلف عنه في الغرب. فصور البر كثيرة من حولنا، ويضرب أمثلة كثيرة مثل تقاعد بعض افراد العائلة لتقديم الدعم للمصاب بالزهايمر. فالقريب من المصاب بالزهايمر يصبح ذاكرته التي يتذكر بها الأحداث والأشياء، وتبسيط الأمر للمصاب وطمأنته، وإنه موجود بجانبه.

يقول أحدهم إنه استمع للقصة عدة مرات في نفس الجلسة، وكانوا يستغربون ردة فعله للمصاب بالزهايمر وكأنه يسمعها للمرة الأولى، حتى لا يسبب له ألما أو حرجا.

 هناك علاجات وأدوية تخفف من الزهايمر، ولكن ومن المعروف أن من يحفظ القرآن لا يصاب بالخرف، تجعل من خلايا المخ خلايا نشطة جدا ويقلل من احتمالية الاصابة بالزهايمر، وإن شغال خلايا المخ يجعلها في حالة عمل دائم ونشاط وهو ما يقويها ويحميها من الزهايمر.

فمن الملاحظ أن المفكرين والأدباء والشعراء تظل ذاكرتهم بكامل قوتها حتى مع كبر أعمارهم، لأنهم اشغلوها طيلة الوقت وقاموا على نشاط أدمغتهم بشكل مستمر فتظل اقوى وانشط وغير معرضة لأي من مشاكل الذاكرة.  ليس كل فقد نقمة، يقول الله عز وجل «ومن نعمره ننكسه في الخلق» سنة مؤكدة في الحياة، وليس شرطا زهايمر، ربما ثقل في السمع او ضعف النظر وغير ذلك. علينا دعم الأشخاص المصابين بالمرض ومساندتهم، ومشاركتهم ايجابيا، وأن نتقبلهم وان تحتسب الأجر من الله عز وجل، ونكون بجانبهم.. والتوعية بالمرض امر ضروري، وطرح استراتيجيات التعامل مع المصابين، لرفع المستوى الثقافي للمجتمع. «إنه ليس متأخرا»... كل هذا وبيني وبينكم.

إضافة تعليق جديد