يشتكي الطلاب والتلاميذ وآباؤهم من صعوبة الحصول على الكتاب المدرسي، ومن نقصه الشديد داخل المؤسسات التعليمية.
ورغم مضي سنوات عديدة على حظر بيع هذا الكتاب وإغلاق أكشاك المعهد التربوي التي كانت مخصصة لهذا الغرض؛ رغم كل ذلك ما زال الكثير من الموريتانيين يضطرون لشراء هذا الكتاب كل سنة من السوق السوداء للكتب وبأسعار خيالية في مغالاتها.
ومازال كل مدراء المعهد الذين تعاقبوا عليه خلال السنوات الماضية عاجزين عن العودة للعمل بسياسة "بيع الكتاب المدرسي بأسعار رمزية"؛ وذلك بسبب ممانعة الممولين الأجانب الذين ظلوا يرفضون بيع نسخ الكتاب التي أنجزت وطبعت على نفقتهم قائلين إنها "لا يمكن أن تكون مصدرا للربح".
غير أن المفارقة العجيبة هي أنه في الوقت الذي عجز فيه المعهد التربوي الوطني عن العودة لسياسية "البيع الميسر للكتاب المدرسي"؛ فإن هذا المعهد ظل عاجزا أيضا عن توفيره للمؤسسات التعليمية بسبب عجزه عن منع تزويد الأسواق السوداء بكميات هائلة منه دون أن تتكلف أي جهة رسمية بفتح تحقيق حول المسئول عن هذا البيع المنظم وغير المشروع لهذا الكتاب في سوق العاصمة وفي غيره من الأسواق السوداء.