الأمريكيون يعتبرون إصابة ترامب بكورونا تأكيدا على عدم جديته أمام الوباء

3 أكتوبر, 2020 - 13:33

أفادت شهادات بعض سكان نيويورك التي تم جمعها عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إصابته بفيروس كورونا أن هذه الإصابة في ذاتها تؤكد على تقليل ترامب من أهمية وخطورة الوباء، وأنها تعتبر دليلا على أنه لم يأخذ الفيروس على محمل الجد. واعتبر عدد من سكان نيويورك، مسقط رأس ترامب والتي سجلت عددا قياسيا من الوفيات بلغ 24 ألفا جراء وباء كوفيد-19 أن إصابة ترامب "مناورة سياسية" تهدف إلى التأثير على الحملة الانتخابية.

"أمر متوقع"، "حيلة انتخابية"، " أمر مضرر له سياسيا"، "أتمنى له الأفضل"، كلها آراء أعرب عنها سكان مدينة نيويورك، ذات الأغلبية الديمقراطية تعليقا على إصابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفيروس كورونا. ورأى كثر من سكان المدينة سجلت عددا قياسيا من الوفيات بلغ 24 ألفا جراء وباء كوفيد-19 أن إصابة ترامب دليل على أنّه لم يأخذ الفيروس على محمل الجد، فيما ذهب آخرون في ظل الاستقطاب الذي تشهده البلاد على مشارف الانتخابات الرئاسية إلى اعتبار الأمر "مناورة سياسية" للتأثير على الحملة الانتخابية.

وصباح الجمعة في مسقط رأس الرئيس الأمريكي، نيويورك، وهي معقل ديمقراطي أشار كثر إلى أنّهم لم يتفاجؤوا بالنبأ الذي أعلنه ترامب بنفسه في تغريدة الساعة 1:00 بالتوقيت المحلي.

"إنّه بشر على أي حال، أتمنى له الأفضل"

وقال كريستيان برسو (19 عاما) "إنّه بشر على أي حال، أتمنى له الأفضل"، ولكنه أضاف لدى الحديث معه في حي كوينز حيث ولد ترامب، "أتمنى أن يدرك الناس أنّ (الوباء) خطير وأنّ الكمامة ضرورية فعلا".

وقال أليكس فلوريس العشريني العامل في شركة تنظيف على مقربة من برج ترامب حيث كان يسكن القطب العقاري قبل انتخابه رئيسا في 2016، "لم يكن يفكر بالفيروس جديا (...) لا يمكننا التهاون مع هذا الفيروس، يجب وضع الكمامة".

وبالنسبة لسكان هذه المدينة حيث صار وضع الكمامة أمرا غير إرادي لكثيرين، فإنّ إصابة ترامب البالغ 74 عاما وهو يعدّ بالتالي ضمن الفئة الضعيفة أمام الوباء، تثبت أنّه "غبي" ويجب أن يحل منافسه الديمقراطي جو بايدن مكانه.

"ستضره" في الانتخابات

ورأى أيسيا بو (27 عاما) أنّ إصابته بكوفيد-19 "ستضره" في الانتخابات. كما تمنى مارك الخمسيني الموظف الرفيع في القطاع المالي، أن "يقول (المترددون) لأنفسهم: ’حسناً، إنّه غبي فعلا‘ والالتحاق بمنافسه جو بايدن".

وبرغم أنّهم أقلية وغالبا ما يكونون متحفظين في ذكر ألقابهم العائلية، إلاّ أن نيويورك تحوي أيضا أنصارا للرئيس الأمريكي.

"خدعة من الديمقراطيين"

ناتاشا مثلا العاملة في متجر قرب برج ترامب، خشيت من أن يكون إعلان ترامب إصابته على تويتر ليلا "خدعة من الديمقراطيين".

وقالت "إنّهم يفعلون ذلك طوال الوقت، جرّبوا الكثير في مواجهته"، مشيرة إلى أنّها لم تعد "تثق بوسائل الإعلام منذ زمن".

"كل شيء مضطرب، إننا في وضع سيئ"

في الجانب الديمقراطي، لا يستبعد البعض وجود مناورة سياسية. وقالت مصففة الشعر الستينية روندا مارين "قد تكون حيلة (...) لننتظر ونرى ما يخبئه". وأضافت "كل شيء مضطرب، إننا في وضع سيئ".

أما سوزان دوتش (47 عاما) العاملة في القطاع المالي، فقالت "لم تعد هواتفنا، أصدقائي وأنا، تصمت ليلا"، مضيفة "ارتبنا جميعا، تساءلنا ’هل هي مناورة بعد مناظرته (مع بايدن مساء الثلاثاء)، هل هي حيلة لتغيير المسار، هل هي حيلة لخلق حالة من التعاطف؟‘ من يدري؟".

وهي تميل إلى الاعتقاد بأنّ لا شيء سيتغير في الحملة الانتخابية طالما أنّ الرئيس ليس مريضا بشدة ولم يمت "وهذا ما لا أتمناه لأحد".

سوزان باردر غير المنحازة سياسيا وفقا لها ولكنّها قريبة إلى الجمهوريين في مسألة الإجهاض، فتمنت من جانبها أن يتعافى الرئيس في أسرع وقت، وهي مهتمة بمعرفة ما ينص عليه الدستور "حين يمرض مرشح".

ورغبت في أن يتيح الحدث للجميع أخذ "وقت للتفكير". وقالت "أشياء جنونية كثيرة تحصل هذه الأيام. جميعنا في حاجة إلى الهدوء".

المصدر

إضافة تعليق جديد