إسرائيل تتوقع أن يطلق عليها حزب الله حوالي 4000 صاروخ يوميًا وأن يصيب 300 ألف مواطن في الحرب القادمة

13 يناير, 2018 - 13:51

المُستوى الأمنيّ أعدّ السيناريو الأخطر والأكثر واقعيّةً: حزب الله سيُطلق بالحرب القادمة 3000 حتى 4000 صاروخ يوميًا على إسرائيل وتوقعات بإصابة 300 ألف مواطنٍ.
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

قبل الولوج في التفاصيل، يتحتّم علينا التأكيد والتشديد بأنّ كيان الاحتلال الإسرائيليّ يخوض حربًا نفسيّةً شرسةً ضدّ حزب الله اللبنانيّ، ويقوم الإعلام العبريّ وماكينة الإعلام الصهيونيّة المُنتشرة كالنار في الهشيم عالميًا بتسويق الروايات الصادرة من تل أبيب، ولكن مع ذلك، من المُمكن أنْ تكون الأنباء والتقارير صحيحة ودقيقة ونابعة من خشيةٍ وتوجّس لدى المُستويين الأمنيّ والسياسيّ في الدولة العبريّة.

وفي هذا السياق، نقل مُحلّل الشؤون العسكرية في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبريّة، أليكس فيشمان، عن مصادر أمنيّة-عسكريّة رفيعة المُستوى توقعاتها بأنْ يتساقط على الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة خلال الحرب المقبلة مع لبنان ما بين 3000 و4000 صاروخ يوميًا بمعدل 150 صاروخًا في الساعة الواحدة، مذكّرًا بأنّ هذا العدد أُطلق على إسرائيل خلال حرب تموز 2006 على مدى 33 يومًا وأثناء الحرب على غزة خلال 51 يومًا.

وتابع فيشمان، وهو الابن المُدلّل للمؤسسة الأمنيّة في تل أبيب، تابع قائلاً إنّه هذه المرة ستكون الصواريخ أكثر دقةً وفتكًا وذات مدى أطول وستغطي كلّ بقعة داخل الدولة العبريّة، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ الصليات الأولى من الصواريخ ستُطلق من منصاتٍ ثابتةٍ ومخفيةٍ وموجهةٍ نحو أهداف محددة في إسرائيل. وفقط بعد مرور عدّة أيّام، عندما يبدأ سلاح الجو الإسرائيليّ، أوضح نقلاً عن المصادر عينها، بالتدمير الفعّال للأهداف، ستنخفض كمية الصواريخ ونوعيتها.

وشدّدّ المُحلّل الإسرائيليّ على أنّ هذا ليس سيناريو رعب خيالي: بل تحليل مهنيّ حصل في المؤسسة الأمنية على اسم “السيناريو الأخطر والأكثر واقعية”، بحسب تعبيره، لافتًا إلى أنّه في شهر نيسان (أبريل) من العام 2016 وبعد عدة أسابيع على تولّيه منصبه، استعرض وزير الأمن أفيغدور ليبرمان هذا السيناريو أمام الحكومة، مُشيرًا أيضًا إلى أنّه كانت المّرة الأولى منذ العام 2007 التي يُطرح فيها على الحكومة سيناريو أعدّته المؤسسة الأمنية ويركز على الجبهة الداخلية الإسرائيليّة.

وفي هذا السياق، أوضح فيشمان أنّ الحكومة صادقت على السيناريو المطروح، إلّا أنّ هذا يدلّ على أنّ وزراء الحكومة لا يعرفون جيّدًا التهديدات التي تواجه الجبهة الداخلية، وأن الوزراء ملزمون بتقديم الحلول والإجابات المنطقية عليها، بقرارات تصدر عن الحكومة”.

علاوة على ذلك، أشار المُحلّل الإسرائيليّ إلى أنّ الكابينيت، أيْ المجلس الوزراء المصغر للشؤون السياسيّة والأمنيّة لم يعقد منذ أكثر من سنة ونصف أية جلسة لبحث جهوزية الجبهة الداخلية للحرب، مُضيفًا أنّه حتى اللحظة لم يستوعب المسؤولون في تل أبيب أنّ الحافة الأمامية والجبهة الداخلية سيتلقيان كميات نيران متشابهة، وضعف الجبهة الداخلية سيؤثر على المعنويات فيها وعلى القدرة للحفاظ على تواصل لوجيستي لمصلحة الجبهة، بحسب قوله.

وكشف فيشمان النقاب عن أنّ المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية عقد في الأيام الأخيرة 3 جلسات متواصلة لبحث السياسات الإسرائيلية مقابل تهديدات الجبهة الشمالية، مُشدّدًا على أنّ تقديرات الوضع تتحدث عن توسع الجبهة اللبنانية إلى داخل سوريّة، والوجود الإيرانيّ الثابت على أرض سوريّة يسعى إلى إقامة جبهة صواريخ مكثفة ودقيقة من البحر المتوسط وحتى جنوب الجولان، والتي مدى صواريخها يغطي كل إسرائيل.

وساق فيشمان قائلاً إنّه في حال نشوب حرب سيقوم الجيش الإسرائيلي بنشر منظومة “القبة الحديدية” حول المنشآت الإستراتيجية لاعتراض الصواريخ القصيرة المدى، وتحديدًا عند المطارات وحقول الغاز ومصانع الكيماويات ومصفاة تكرير النفط، على حساب حماية المناطق المأهولة بالسكان.

وأشار المُحلّل أيضًا إلى أنّ أحد الحلول هو إجلاء سكان، لافتًا إلى أنّ الحكومة تنازلت عن مبدأ عدم إخلاء مستوطنات وقررت الاستعداد لإجلاء جماعي من مناطق ذات خطر كبير، وقد تمّت بلورة خطة باسم “ميلونيت” تقضي بإجلاء 80 ألف شخص، 50 ألفًا من الشمال و30 ألفًا من الجنوب، فيما تستعدّ سلطة الطوارئ ووزارة الداخلية لإخلاء عدد أكبر يصل إلى 300 ألف شخص.

بالإضافة إلى ذلك، أشار المُحلّل العسكريّ إلى أنّ وزير الأمن ليبرمان أعلن أنّ ليس لدى 30 بالمائة من السكان حلول للتحصين. وأنّ جزءً كبيرًا من السكان غير المحصنين يقطنون في الشمال، وليست لديهم ملاجئ أوْ غرف محصنة ولا أيّة وسيلة أخرى، مُوضحًا أنّ السيناريو الأشّد خطورةً هو عدد الإصابات الذي لم نعرف له مثيلًا سابقًا، ألآلاف من الجرحى الذين سيحتاجون للعلاج، بحسب أقواله، التي اعتمدت على المصادر الرفيعة بالمؤسسة الأمنيّة.

جديرٌ بالذكر أنّ التقرير لم يتطرّق لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ إلى الخطر الإستراتيجيّ من الأمونيا في خليج حيفا، والتي هدّدّ الأمين العّام لحزب الله، السيّد حسن نصر الله، بتحويلها إلى قنبلةٍ نوويّةٍ.

إضافة تعليق جديد