فاينانشل آفريك تكتب عن "الإسلاموية المعتدلة" في موريتانيا بعد مؤتمر "تواصل"

7 يناير, 2018 - 19:37

لقد وقع حدث غير مسبوق في الأيام الأخيرة من عام 2017 في موريتانيا،. حيث تخلى زعيم حزب سياسي عن مقعده بديمقراطية وبشفافية تامة .ليخلفه لا لابنه البيولوجي ولا لابن عمه .. ليتم   هذا التحول السياسي في حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية، RNRD، المعروف ب"تواصل" ، وهو حزب إسلامي، يحسب من  بين حلفائه حزب العدالة والتنمية المغربي و التركي و الإخوان المسلمين في مصر.

كان جميل منصور، وهو سجين سياسي في عهد ولد الطايع، قد خرج من من منفاه في أعقاب التحول الديمقراطي في عام 2006، ليمارس نشاطه في العلن و بأسلوب مدني. بعد 11 عاما، ينافس فيها "تواصل" حزب السلطة، الاتحاد من أجل الجمهورية، من طرف عدد من مناضليه ومنتسبيه على امتداد الأراضي الموريتانية الشاسعة  التي تمثل ضعفي فرنسا.

على عكس حزب الرئيس محمد عبد العزيز، فإن الحزب الإسلامي  لا يملك وظائف ولا آفاق يعد بها أتباعه خارج العودة  ل"الاعتدال" والسير في الطريق الصحيح  للإسلام الحقيقي، مثل كل الأحزاب الإسلامية التي تصنع الحدث الآن في  المشرق و المغرب، من خلال تعديل نظرتها والخروج من دائرة الوعظ إلى النزول للواقع، خاصة ما يتعلق بالأحوال الشخصية (الميراث والزواج).

في آخر نقاش اجتماعي كبير بين الحداثيين والمحافظين في حالة مدون متهم بالإساءة للرسول محمد(ص)، دعت معظم الشخصيات الإسلامية إلى عقوبة الإعدام. إلا أن العدالة الموريتانية، دفعت في النهاية إلى تخفيف الحكم. فيما يشبه  البراءة لإرضاء الغرب، وفي اليوم الموالي تمت المصادقة على قانون متصلب لتهدئة الشارع الإسلامي. ويبدو أن هذه الترتيبات السياسية القضائية تعزز الانطباع بوجود تحالف موضوعي بين السلطة والإسلاميين بشكل عام. وهناك نوع من ميثاق عدم الاعتداء الذي يستفيد منه كثيرا من أصدقاء جميل منصور.

إن التحول الاستراتيجي ل "توصل" من عضو نشط في جبهة المعارضة الديمقراطية إلى عضو رمزي في هذه المجموعة هو تغيير حقيقي في الاتجاه. ويبدو أن القوة السياسية الثانية في البلاد قد استفادت إلى حد كبير خلال عشر سنوات من مقاطعة الأحزاب التقدمية. ويبدو أن تخلي جميل منصورعن جهاز الحزب قبل ما يزيد قليلا عن عام من الانتخابات الرئاسية 2019، جاء من أجل كسب الوقت للتحضير للمعركة العظيمة. فالانهيار التدريجي لمعسكر (التكتل، اتحاد قوى التقدم)، يقلل من مسافة هذا الموعد النهائي للمبارزة بين الحزب الحاكم الحالي (الأيديولوجية العربية) والإسلاميين. إنه نوع من السيناريو على النمط المصري، ولكن في الاتجاه المعاكس

المستقبل

صحيفة فاينانشل آفريك، ولمطالعة الأصل  اضغط هنا

إضافة تعليق جديد